طالب الشحي

حديثنا اليوم عن شرف عظيم ومقام رفيع تتطلع النفوس المؤمنة إليه وتهفو القلوب التقية لنيله فما أجمل أن يحظى العبد بالقرب من مولاه إنه النعيم الذي لا نعيم بعده والشرف الذي لا شرف بعده لنقرأ هذا الحديث ولنتمعن في كلماته ثم ليضع كل منا هذه المحبة على نفسه أين هو منها. يحدثنا أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ إن الله تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا، فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، فيبغضه أهل السماء ثم توضع له البغضاء في السماء “.

في الحديث بيان أن الله تعالى إذا أحب شخصاً نادى جبريل عليه السلام، الروح الأمين، ذو القوة المتين، أشرف الملائكة، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف الخلق وأفضلهم. ناداه وأعلمه أنه يحب فلانا ويسميه باسمه ثم يحبه أهل السماء وفيها من الملائكة مالا يحصي عددهم إلا الله تعالى ثم يحبه أهل الأرض. وتظهر علامة في من أحبه الله واصطفاه واجتباه إنها القبول في الأرض مقبولاً عند الله تعالى ومقبولاً لدى الله الناس وفي هذا المعنى يقول النووي رحمه الله.

قال العلماء: محبة الله تعالى لعبده هي إرادته الخير له، وهدايته، وإنعامه عليه ورحمته، وبغضه إرادة عقابه أو شقاوته ونحوه، وحب جبريل والملائكة يحتمل وجهين: أحدهما استغفارهم له، وثناؤهم عليه، ودعاؤهم. والثاني أن محبتهم على ظاهرها المعروف من المخلوقين، وهو ميل القلب إليه واشتياقه إلى لقائه. وسبب حبهم إياه كونه مطيعا لله تعالى، محبوبا له. 
ومعنى “يوضع له القبول في الأرض” أي الحب في قلوب الناس، ورضاهم عنه، فتميل إليه القلوب، وترضى عنه.

 

ويبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف حاز المحب هذه المحبة بحدث يرويه عن ربه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله قال:” من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه” رواه البخاري.

 

وفي زمننا ظهرت علامات القبول في رجل اتفقت القلوب النقية الصادقة على حبه وأذعنت لمقامه إنه زايد الخير الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته.

فآثاره ظاهرة لا تخفى على أحد ومآثره سطرتها الأقلام ونطقت بها الألسن.

وللحديث بقية...

طالب الشحي

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 61 مشاهدة
نشرت فى 8 أغسطس 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,310,390