authentication required

أحمد شعبان - الهداية من أعظم نعم الله على عباده، وهي الهداية للدين الإسلامي، حيث قال الله تعالى عن الأعراب: “يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين” سورة الحجرات الآية 17. والهداية نعمة امتن الله بها على عباده وعلى أهل الجنة قال تعالى: “ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله” سورة الأعراف الآية 43. وامتن الله تعالى على نبيه الكريم بنعمة الهداية، حيث قال:”وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم” سورة الشورى الآية 52.

ويقول الشيخ عادل عبد المنعم أبو العباس – عضو لجنة الفتوى بالأزهر – من آيات القرآن الكريم التي ورد فيها الدعاء بالهداية قوله تعالى: “ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد” سورة آل عمران الآية 8، وتحدثنا هذه الآية عن الراسخين في العلم الذين يدعون الله بألا تميل قلوبهم عن الحق بسبب جهلهم وعنادهم وأن يجعلهم مستقيمين هادين مهتدين وأن يثبتهم على هدايته ويعافيهم مما ابتلى به الزائفون وأن يهب لهم من لدنه رحمة عظيمة توفقهم إلى عمل الخيرات وتعصمهم بها من المنكرات، فهو سبحانه وتعالى واسع العطايا والهبات كثير الإحسان يجازي الناس على أعمالهم الحسنة والسيئة، وقد أثنى الله تعالى على الراسخين في العلم لأنهم اعترفوا بمنة الله عليهم بالهداية.

التقوى

 

وقال تعالى:”ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال أنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم. والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم” سورة محمد الآية 17. يصف الله تعالى حال المنافقين عندما يستمعون إلى نبي الله وقلوبهم معرضة عنه يستمعون من دون قبول وانقياد بدليل استفهامهم بعد الخروج من عنده عما قاله، لأنهم لم يكن لهم فيه رغبة وهذه غاية الذم لهم لأنهم لو كانوا حريصين على الخير لألقوا إليه أسماعهم ووعته قلوبهم وانقادت له جوارحهم، وهؤلاء ختم الله على قلوبهم وسد أبواب الخير التي تصل إليها بسبب اتباعهم أهواءهم، ثم بين الله تعالى حال المهتدين الذين اهتدوا بالإيمان والانقياد واتباع ما يرضي الله عز وجل، هؤلاء زادهم الله هدى شكراً منه لهم على إيمانهم ووفقهم للخير وحفظهم من الشر والله تعالى يجزي المهتدين العلم النافع والعمل الصالح بدعائهم له بالهداية.

 

وقال تعالى:”من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا” سورة الإسراء الآية 15. تتحدث هذه الآية عن هداية العبد أو ضلاله لنفسه وبيده لا يحمل أحد ذنب أحد ولا يدفع عنه مثقال ذرة من الشر والله – سبحانه وتعالى - أعدل العادلين لا يعذب أحد حتى تقوم عليه الحجة.

وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يسأل ربه الهداية ويقول:”اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى” وكان يدعو لأصحابه بالهداية ويوجههم إليها قال جرير بن عبد الله: شكوت إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إني لا أثبت على الخيل فضرب بيده على صدري وقال: “اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا” وفي حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قدم طفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه على النبي – صلى الله عليه وسلم – فقالوا يا رسول الله إن دوسا عصت وأبت فادع الله عليها فقال:”اللهم اهد دوسا وائت بهم” وفي حديث علي – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال له قل:”اللهم اهدني وسددني” وقال النبي – صلى الله عليه وسلم – للأنصار:”ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي”.

الطاعات

وبما أن الدعاء من أجل الطاعات وأعظم العبادات والقربات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه كان الدعاء سبباً للثبات على الهداية قالت عائشة - رضي الله عنها -: دعوات كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يكثر من الدعاء بها: “اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك”، فقلت يا رسول الله إنك تكثر تدعو بهذا الدعاء فقال: “إن قلب الآدمي بين إصبعين من أصابع الله، فإذا شاء أزاغه وإذا شاء أقامه” والمسارعة إلى الأعمال الصالحة قال تعالى:”ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا. وإذا لأتيناهم من لدنا أجرا عظيما. ولهديناهم صراطا مستقيما” سورة النساء الآيات 66-68. إن الله تعالى يثبت الذين آمنوا بسبب ما قاموا به من الإيمان والأعمال الصالحة فيثبتهم في الحياة الدنيا عند حلول الفتن في الأوامر والنواهي والمصائب فيوفقون لفعل الأوامر وترك النواهي ويهديهم الله إلى صراط مستقيم.

الأعمال الصالحة والأخلاق الحسنة

سبحانه وتعالى يهدي الإنسان للقيام بالأعمال الصالحة والأخلاق الحسنة مع الناس قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:”اللهم اغفر لي أخطائي وذنوبي كلها وارزقني واهدني لصالح الأعمال والأخلاق فإنه لا يهدي لصالحها إلا أنت ولا يصرف عن سيئها إلا أنت”. ومن أفضل أنواع الهداية أن يهدي الله العبد للقيام بالتوحيد والبعد عن الشرك بالله حتى ينال الأمن في الدنيا والآخرة كما جاء في قوله تعالى:”الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون” سورة الأنعام الآية 82. والقرآن الكريم فيه الهداية والتوفيق كما جاء في قوله تعالى:”وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم” سورة الشورى الآية 52. وقد تكون الهداية لقبول الحق والإعانة عليه وهي التي تفرد بها الله تعالى عندما قال في كتابه العزيز مخاطبا نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم -:”إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين” سورة القصص الآية 56 وقال تعالى:”ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين” سورة يونس الآية 99.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 108 مشاهدة
نشرت فى 7 أغسطس 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,276,810