أحمد شعبان ـ كما يحثنا الإسلام على شكر نعم الله تعالى، وهي كثيرة يحثنا أيضا على الاستغفار من الذنوب والمعاصي، ولعظم أهمية الاستغفار في حياة المسلم كان نبي الله محمد (صلى الله عليه وسلم) يستغفر الله في جميع الأحوال.

ويقول الدكتور أحمد الشاعر – أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر – من أدعية الاستغفار التي وردت في القرآن الكريم قول الله تعالى: “الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار. الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار” سورة آل عمران الآيتان 16-17 يصف الله تعالى عباده المتقين الذين آمنوا بكتابه وبرسوله محمد (صلى الله عليه وسلم) والذين وعدهم الثواب الجزيل بعد أن دعوا الله تعالى بغفران الذنوب وصفهم بالصابرين في الطاعات والعبادات وتركهم للمحرمات والمعاصي الصابرين على أقداره والصادقين في إيمانهم وأقوالهم وأحوالهم القانتين الخاضعين الطائعين والمنفقين أموالهم في جميع ما أمروا به من الطاعات وصلة الأرحام والقربات ومواساة ذوي الحاجات والمستغفرين بالأسحار، وهذا يدل على فضل الاستغفار وقت الأسحار، وهؤلاء المستغفرون كانوا مذنبين مقصرين، فاستغفروا ربهم وتوسلوا إليه تعالى بما من عليهم بالإيمان أن يغفر لهم ذنوبهم ويقيهم عذاب النار.

وأمر الله نبيه والمؤمنين بالاستغفار ووعدهم بالمغفرة فقال تعالى: “واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما” سورة النساء الآية 106 وقال تعالى:فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم” سورة محمد الآية 19 وقال تعالى :”واستغفروا الله إن الله غفور رحيم” سورة المزمل الآية 20 والاستغفار يكون للنفس وللآخرين قال تعالى: “الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم” سورة غافر الآية 7 وقال تعالى عن إبراهيم (عليه السلام): “ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب” سورة إبراهيم الآية 41 ولا يجوز الاستغفار للمشرك حتى ولو كان قريبا لقوله تعالى: “ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم. وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم” سورة التوبة الآيتان 113-114 وفي حديث أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: زار النبي (صلى الله عليه وسلم) قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال:” استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكر الموت”.

 

وقيل إن يعقوب (عليه السلام) لما قال لبنيه: “سوف أستغفر لكم ربي” سورة يوسف الآية 98 أنه أخرهم إلى وقت السحر وثبت في الصحيحين أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: “ينزل الله تبارك وتعالى في كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول :هل من سائل فأعطيه هل من داع فأستجيب له هل من مستغفر فأغفر له “ وكان عبد الله بن عمر يصلي من الليل ثم يقول: يا نافع هل جاء السحر فإذا قال نعم أقبل على الدعاء والاستغفار حتى يصبح. وقال تعالى :”وبالأسحار هم يستغفرون” سورة الذاريات الآية 18.

 

والاستغفار يشرع في أي وقت وخاصة عند ارتكاب المعاصي والذنوب للإقلاع عنها والاستغفار منها ويستحب بعد الأعمال الصالحة والعبادات ليجبر ما كان فيها من تقصير كالاستغفار 3 مرات بعد كل صلاة والاستغفار أثناء أداء فريضة الحج قال تعالى: “ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم” سورة البقرة الآية 199.

ووردت صيغ كثيرة للاستغفار في أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منها حديث زيد مولى النبي أنه سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول :”من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان ممن فر من الزحف” وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا وقال: “اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام” ومن أفضل صيغ الاستغفار ما جاء في حديث شداد بن أوس قال :”سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت قال: من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة”.

ومن فضل الاستغفار أنه سبب لنزول الرحمة من الله تعالى على عباده قال تعالى: “قال يا يقوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون” سورة النمل الآية 46. والاستغفار سبب لنزول المطر ووفرة الأموال والرزق والبنين قال تعالى: “فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا. يرسل السماء عليكم مدرارا. ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا” سورة نوح الآيات 10-12 أي اتركوا ما أنتم عليه من الذنوب واستغفروا الله إنه تعالى كثير المغفرة لمن تاب واستغفر. وقال أبو موسى في فضل الاستغفار : كان لنا أمانان ذهب أحدهما وهو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبقي الاستغفار معنا فإن ذهب هلكنا. وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يحث أصحابه على الاستغفار بعد انقضاء المجالس لما يحدث فيها من غيبة ونميمة فقال:”من جلس مجلسا فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه”.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 95 مشاهدة
نشرت فى 5 أغسطس 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,733