طالب الشحي

التفاؤل انشراح القلب وإحسان الظن وتوقع حصول الخير ودفع كل ما يشيب ذلك من التشاؤم المذموم في كل ما يتعلق بحياة الإنسان سواء ما يتعلق بموعود الله لمن أقبل إليه برحمة وأمن ومغفرة قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) أو من حياة طيبة مستقرة في الدنيا فالتفاؤل حسنُ الظن بالله.

ولقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه على ترسيخ التفاؤل في قلوبهم بقوله وفعله فمن ذلك ما رواه أبو هريرة رضي اللّه عنه قال: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول «لا طيرة وخيرها الفأل».قيل: يا رسول اللّه. وما الفأل؟ قال: «الكلمة الصّالحة يسمعها أحدكم» رواه البخاري ومسلم، وعن أنس رضي اللّه عنه أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: «لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل: الكلمة الحسنة، والكلمة الطّيّبة» رواه البخاري ومسلم، وعند مسلم قال رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنّ عَبْدِي بِي، إِنْ ظَنَّ خَيْرًا فَلَهُ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ).

ولقد ترجم نبينا صلى الله عليه وسلم التفاؤل في حياته، ففي مكة في شدة الأذى والحصار، قال لأصحابه لما شكوا إليه عظيم ما يلقونه من البلاء: والله ليتمن الله هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون) رواه أبو داوود.

 

وفي الهجرة يظهر صلى الله عليه وسلم حسن الظن بالله فيقول لأبي بكر وقد اقترب أعداؤه منه: (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)، وقال الشاعر:

 

وإني لأرجو الله حتى كأنني*** أرى بجميل الظن ما الله صانع

وروى أبو هريرة «أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سمع كلمة فأعجبته، فقال: أخذنا فألك من فيك».

وفي قصة يعقوب عليه السلام كذلك مثال رائع للفأل الحسن وحسن الظن يقول الله عنه (يَا بَنِي اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ) ويقول سبحانه (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)، فتفاءل في جلب معاشك وإذا ضاقت سبل الرزق قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) وقال سبحانه (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا).

وتفاءل إن طال بك المرض واشتدت بك الأوجاع وتوالت عليك الخطوب وفي نبي الله أيوب عليه السلام مثال للصبر والتفاؤل قال الله تعالى (أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِين) إن المؤمن يحسن الظن بالله ويرجو رحمة الله تعالى متفائلا هادئ النفس مستقر البال لا تعتريه عوارض التشاؤم.

وكلُّ الحادثاتِ إذا تناهتْ *** فَمَوْصُولٌ بِهَا فَرَجٌ قَرْيَبُ.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 38 مشاهدة
نشرت فى 29 يوليو 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,221,864