أحمد محمد - جاءت الملائكة بالبشرى لسيدنا إبراهيم عليه السلام بابنه إسحاق، فسمعت زوجته سارة، فضحكت لشيخوخة زوجها ولكونها عاقراً وطاعنة في السن، فرد الملائكة على استغرابها وضحكها، فذكروها بقدرة الله وأمره، فبشروها هي الأخرى: “وامرأته قآئمة فضحكت فبشرناها بإسحق” “هود:71”، أي ضحكت سارة وهي قائمة تخدم ضيف إبراهيم من الملائكة عجباً وحياء وهي تسمع منهم البشرى لإبراهيم بمولود يولد منها، وهي في تلك السن عجوز عقيم، وقد بلغ إبراهيم سن الهرم وقال: “أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون” وقالت سارة: “ياويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إن هذا لشيء عجيب” فقالت الملائكة: “أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد”.

وحملت سارة وعمرها تسعون سنة، وقيل ثمان وتسعون سنة، وإبراهيم ابن مئة وعشرين، فكان الحمل بإسحاق من المعجزات الإلهية، فرح أبواه بولادته فرحاً شديداً، وختنه أبوه وهو ابن ثمانية أيام وعمل له وليمة كبيرة يوم فطامه، وكانت ولادته بأرض الشام، وقيل في منطقة الجرار، وهو أصغر من أخيه إسماعيل بثلاث عشرة سنة، وقيل خمس سنوات.

زواجه

 

ولما شب إسحاق عليه السلام وبلغ الأربعين من عمره، تزوج رفعة، أو رفقة، فولدت توأماً هما عيسو أو العيص ويعقوب عليه السلام، وأقام بمدينة بئر السبع، وكانت بعثته للنبوة في زمن واحد مع بعثة أبيه إبراهيم وأخيه إسماعيل وبعثة لوط وولده يعقوب عليهم السلام.

 

ويقول د‏.‏ زغـلول النجار رئيس لجنة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية بالمجلس الأعلى المصري للشؤون الإسلامية، جاء ذكر إسحاق في القرآن سبع عشرة‏ مرة‏ وكل إشارة منها درس للمؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن أبلغ تلك الدروس‏ البشرى بولادة إسحاق، من أبوين قد بلغ منهما الكبر مبلغه بمعجزة يسجلها القرآن الكريم‏،‏ حتى لا يقنط عبد من رحمة ربه إذا كان قد حرم الذرية في مقتبل حياته‏، يقول تعالى: “وتركنا عليه في الآخرين سلام على إبراهيم كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين‏”، أن استجاب الله -تعالى- لدعاء عبده ونبيه إبراهيم:‏ “رب هب لي من الصالحين” الصافات‏:100،‏ قال تعالى:‏ “فبشرناه بغلام حليم”‏ الصافات‏:101،‏ وكان الغلام هو إسماعيل، ثم يتجلى فضل الله على إبراهيم مرة أخرى‏،‏ فيهب له ابناً آخر في شيخوخته،‏ “وبشرناه بإسحاق نبياً من الصالحين‏،‏ وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين‏”‏.‏

والقرآن لم يفصل قصة هذا النبي الصالح كما فصل غيرها من قصص الأنبياء‏،‏ رغم ورود اسمه سبع عشرة مرة في كتاب الله‏،‏ وكأن المقصود من ذلك هو الدرس المستفاد من معجزة ميلاده من أبوين كانا قد جاوزا القدرة على الإنجاب‏،‏ إثباتا لقدرة الله المطلقة التي لا تحدها حدود ولا يقف أمامها عائق‏.‏

ولا يذكر القرآن غير ومضات سريعة من قصة إسحاق، حيث كان ميلاده حدثاً خارقاً، بشرت به الملائكة، وورد في البشرى اسم ابنه يعقوب قال تعالى: “فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب” ولقد قر قلب سارة بمولد إسحاق ومولد ابنه يعقوب، قال تعالى: “الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء”، ولم يذكر القرآن كيف كانت حياة إسحاق، ولا نعرف بماذا أجابه قومه، كل ما نعرفه أن الله ذكره بالثناء والمدح في أكثر من آية، “ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين”.

صفاته

وذكر الله عبده إسحاق بالصفات الحميدة وجعله نبياً ورسولاً، وأمر قومه بالإيمان به كغيره من الأنبياء والرسل، قال تعالى: “وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داوود زبورا” “ “النساء :163:، “وهبنا له إسحق ويعقوب وكلا جعلنا نبياً” “مريم:49”، “ووهبنا له إسحق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين” العنكبوت:27، “واذكر عبادنا إبراهيم وإسحق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار” ص:45.

دعا إسحاق عليه السلام إلى دين الإسلام وإلى عبادة الله وحده، وأوحى إليه بشريعة مبنية على الإسلام ليبلغها ويعلمها للناس، وقد أرسله الله تبارك وتعالى إلى الكنعانيين في بلاد الشام وفلسطين الذين عاش بينهم، وقد قيل إن إبراهيم عليه السلام أوصى ابنه إسحاق ألا يتزوج إلا امرأة من أهل أبيه فتزوج إسحاق رفقة بنت ابن عمه، وكانت عاقراً لا تنجب فدعا الله لها فحملت فولدت غلامين توأماً أحدهما اسمه العيص، والثاني يعقوب وهو نبي الله إسرائيل.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 953 مشاهدة
نشرت فى 29 يوليو 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,705