يجيب عنها المركز الرسمي للإفتاء في الدولة

النية في الصوم

◆ يرجى توضيح مسألة النية في الصوم، حيث كنت أعتقد أنه يجب أن أنوي الصوم قبل الفجر، وسمعت مؤخراً بأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يرجع إلى بيته الظهر فيسأل السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها هل هناك غداء فتجيبه لا يوجد؟ فينوي الصوم من وقته لعدم وجود الأكل، فهل يجوز لي أن أقرر الصوم في أي وقت بما أني لم آكل شيئاً منذ الصباح؟

◆ ◆ نسأل الله العلي القدير أن يوفقك لكل خير، واعلم أن الصوم لا يصح فرضاً أو نفلاً إلا بتبييت النية من الليل، لما رواه مالك في الموطإ (عن نافع عن عبد الله بن عمر أنه كان يقول لا يصوم إلا من أجمع الصيام قبل الفجر، وعن ابن شهاب عن عائشة وحفصة زوجي النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك). والأثران صحيحان، وأثر حَفْصَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا رَوَاهُ اَلْخَمْسَةُ مرفوعا وللدارقطني: “لَا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يَفْرِضْهُ مِنَ اَللَّيْلِ”.

وروى الإمام مالك عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يقول: “لا يصوم إلا من أجمع قبل الفجر” قال العلامة الزرقاني رحمه الله تعالى في شرحه للموطأ: أي: عزم عليه وقصد له، فلا يصح صوم رمضان ولا غيره إلا بنية على مشهور المذهب لخبر: “الأعمال بالنيات” وقياساً على الصلاة؛ إذ فرضها ونفلها في النية سواء).

وذهب آخرون كالشافعية إلى أنه يجزئ في النفل النية قبل الزوال واستدلوا بحديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذات يوم “يا عائشة، هل عندكم شيء؟” قالت: فقلت: يا رسول الله، ما عندنا شيء قال: “فإني صائم”.

الصوم تطوعاً

◆ أريد أن أبدأ بتخفيف وزني وقررت أن أصوم قضاء أو تطوعاً حتى أفقد بعض الوزن وأكون قد أديت قضائي وكسبت أجر تطوعي هل يصح ذلك؟

◆ ◆ إذا صمت قضاء أو نافلة فلا يؤثر في صحة صومك رغبتُك في تخفيف الوزن بالصوم، قال العلامة الحطاب عند ذكر أمور لا تؤثر في صحة الأعمال: (... من صام ليصح جسده أو ليحصل له زوال مرض من الأمراض التي ينافيها الصوم، ويكون التداوي هو مقصوده أو بعض مقصوده والصوم مقصود مع ذلك، وأوقع الصوم مع هذه المقاصد لا يقدح في صومه...).

الصيام قضاءً

◆ أفطرت بسبب المرض في يوم من قضاء رمضان، فهل علي كفارة أم يكفي أن أعيد قضاء ذلك اليوم؟

◆ ◆ لا يجب عليك إلا قضاء اليوم الذي كان عليك من رمضان، أما يوم القضاء الذي أفطرت فيه للمرض فلا إثم عليك لعدم تعمد الفطر فيه، ولا قضاء، وإنما وقع الخلاف فيمن أفطر في القضاء عمدا هل يلزمه قضاء يومين يوم عن الأصل ويوم عن القضاء أو يلزمه قضاء الأصل فقط؟ والأرجح قضاء اليوم فقط، قال العلامة الصاوي رحمه الله في حاشيته على الشرح الصغير: (واختلف: هل يلزمه قضاء القضاء فيقضي يومين: يوماً عن الأصل ويوماً عن القضاء؟ أو لا يلزمه إلا الأصل؟ وهو الأرجح، وأما إن أفطر سهوا أو لعذر فلا يقضي اتفاقا).

وبناء عليه، فلا إثم عليك في الفطر في ذلك اليوم ما دمت قد أفطرت لمرض أصابك، ويبقى اليوم الأصلي في ذمتك حتى تقضيه كما سبق.

تعجيل الإفطار

◆ هل أستطيع الصوم حتى صلاة العشاء أو يجب عليَّ أن أفطر وقت أذان المغرب؟

◆ ◆ يستحب للصائم تعجيل فطره بمجرد دخول وقت المغرب، لما في الموطإ والصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر”.

وفي سنن أبي داود “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ”.

قال العلامة الخرشي في شرحه على مختصر الشيخ خليل رحمه الله (يستحب تعجيل الفطر بعد تحقق غروب الشمس).

أما تأخير الفطر تشدُّدا فإنه مكروه، ومن أخره لسبب استدعى التأخير كمن يكون وقت الغروب خارج البيت أو مسافرا أو مشغولا وليس عنده ما يفطر به فلا حرج عليه في ذلك، قال العلامة العدوي في حاشيته على شرح الخرشي (يكره تأخير الفطر إذا كان على وجه التشديد...، وأما من أخره لأمر عارض، أو اختيارا مع اعتقاد كمال صومه فلا يكره ...). وبناء على ما تقدم فإن الأفضل لمن ليس له مانع أن يعجل فطره تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم.

قضاء الصيام

◆ ما الحكم في من أفطرت في رمضان لنفاس أو حمل وفي ذمتها تسعة وخمسون يوماً؟ فهل يجوز لها دفع المال بدل الصيام، حيث إنه يشق عليها الصوم وقت العمل؟

◆ ◆ لا يجزئ دفع المال عمن عليه قضاء الصيام فيجب على من أفطرت في رمضان لعذر شرعي مثل الحمل أو النفاس أن تقضي ما عليها من الصيام عندما يمكنها ذلك وعلى قدر طاقتها، فمتى ما قدرت على القضاء تقضي، ولا يسقط القضاء بتقادم الزمن ويمكن للشخص أن يختار فصلا باردا فيصوم فيه على حسب استطاعته، قال تعالى: (وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)، “البقرة: الآية 185”. ويندب تعجيل القضاء، لمن في ذمته صوم من رمضان قال العلامة المواق في التاج والإكليل على مختصر الشيخ خليل (يستحب أن يقضي رمضان متتابعا عقب صحته أو قدومه - من سفره - لأن المبادرة إلى امتثال الطاعات أولى من التراخي عنها، وإبراء الذمة من الفرائض أولى).

تتابع القضاء

◆ هل يجوز قضاء صوم رمضان على فترات أو يجب صومه خلال أيام متتالية؟

◆ ◆ يجوز صوم قضاء رمضان على فترات لكن يستحب تتابع القضاء وتعجيله لمن تمكن من ذلك، قال العلامة المواق في التاج والإكليل (يستحب أن يقضي رمضان متتابعا عقب صحته أو قدومه لأن المبادرة إلى امتثال الطاعات أولى من التراخي عنها، وإبراء الذمة من الفرائض أولى).

صيام المريضة

◆ سيدة، أبلغ من العمر 47 عاماً، ولم أقض الأيام التي أفطرتها في رمضان لجهلي بضرورة قضائها قبل رمضان الآخر، وحالياً أنا مريضة وقد منعني الطبيب من الصوم نهائيا (مرض الضغط)، ولكن تمكنت هذا العام من الصيام ولله الحمد، فما فتواكم في أمري؟

◆ ◆ تواصلي مع الطبيب المختص قبل الإقدام على الصيام لئلا يحصل لك ضرر بسبب الصوم، فالطبيب أدرى منك بما قد يترتب على صيامك من ضرر، فإن أذن لك في الصيام، فيجب عليك قضاء ما فاتك من أيام من رمضان حسب الاستطاعة، وأما تأخيرك للقضاء حتى دخل رمضان الموالي، فلا كفارة عليك بسبب جهلك بوجوب القضاء قبل دخول رمضان الموالي، قال العلامة النفراوي في الفواكه الدواني على رسالة بن أبي زيد القيرواني - إن كان - “التأخير لإكراه أو جهل فلا كفارة؛ لأن الكفارة الكبرى إذا كانت لا تجب بالفطر مع الإكراه أو الجهل فأحرى الصغرى..”.

 

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 84 مشاهدة
نشرت فى 25 يوليو 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,802