أحمد محمد - أسماء الله الحسنى هي أسماء مدح وحمد وثناء وتمجيد لله، صفات كمال وأفعال حكمة ورحمة وعدل، سمى بها نفسه في كتبه أو على لسان أحد من رسله أو استأثر بها في علم الغيب عنده، لا يشبهه ولا يماثله فيها أحد، ولا يعلمها كاملة وافية إلا هو وامتدح بها نفسه، فقال: “الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى” “سورة طه:8”، وحث عليها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فقال” إن لله تسعة وتسعين اسماً، مئة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة” ومعنى أحصاها، حفظها وعرف معناها، وعمل بمقتضاها.

واتفق علماء المسلمين على أن أسماء الله الحسنى كلها توقيفية، أي يجب الوقوف فيها على ما ورد ذكره في نصوص الشرع لا يزيد أحد على ذلك ولا ينقص، ويكتفى بما وردت به النصوص لفظاً ومعنى، و”الحسنى” في اللغة جمع الأحسن.

وأول الأسماء هو “الله” الاسم العلم الذي تفرد به الحق سبحانه وخص به نفسه، يدل دلالة جامعة لجميع الأسماء الإلهية، هو معنى يراد به الذات المقدسة التي لها كل كمال وجمال وجلال، مع التنزيه والتقديس عن كل حاجة ونقص.

وورد لفظ الجلالة “الله” في القرآن الكريم حوالي ألفين وسبعمئة مرة لم يرد خلالها إلا للدلالة على ذات الحق جلّ وعلا، ولم يستخدم للدلالة على أي معبود آخر من المعبودات الباطلة.

تفرد

“الله” هو الاسم الذي تفرد به الحق سبحانه وخص به نفسه، وجعله أول أسمائه وأضافها كلها إليه ولم يضفه إلى اسم منها، فكل ما يرد بعده يكون نعتاً له، اسم يدل دلالة العلم على الإله الحق، مختص بخواص لم توجد في سائر أسماء الله تعالى، هو الجامع لجميع صفات الكمال ونعوت الجلال، فقد دخل في هذا الاسم جميع الأسماء الحسنى.

وقال الإمام أبو حامد الغزالي: “الله” اسم للموجود الحق، الجامع لصفات الألوهية، المنعوت بنعوت الربوبية، المتفرد بالوجود الحقيقي، فإن كل موجود سواه غير مستحق للوجود بذاته، وإنما استفاد الوجود منه.
 وامتاز هذا الاسم الشريف عن غيره من أسمائه ـ تعالى ـ بوجوه عشرة، أنه أشهر الأسماء الحسنى وأعلاها محلاً في القرآن وفي الدعاء وجعل إمام سائر الأسماء خصت به كلمة الإخلاص ووقعت به الشهادة وعلم على الذات المقدسة، مختص بالمعبود الحق، فلا يطلق على غيره حقيقة ولا مجازاً، قال تعالى: “هل تعلم له سميا” أي: هل تعلم أحداً يسمى الله؟ وقيل، سميا أي، مثلاً وشبيهاً.

الاسم الأعظم

قال ابن كثير في تفسيره: “الله” علم على الرب تبارك وتعالى، يقال إنه الاسم الأعظم، لأنه يوصف بجميع الصفات كما في قوله تعالى: “هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون “23” هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم “24” “سورة الحشر”. 
وصفات الألوهية هي صفات الكمال المنزهة عن التشبيه والمثال، وعن العيوب والنقائص ولهذا يضيف الله تعالى سائر الأسماء الحسنى إلى هذا الاسم العظيم، كقوله تعالى: “ولله الأسماء الحسنى” “الأعراف: 180”.

وقال القرطبي إنه لا يعرف لهذا الاسم من كلام العرب اشتقاقا، إن جميع أهل الأرض، العلماء والجهال، والعرب والعجم، يعلمون أن “الله” اسم لرب العالمين، خالق السموات والأرض الذي يحيي ويميت، وهو رب كل شيء ومليكه، فهم لا يختلفون في أن هذا الاسم يراد به هذا المسمى، وهو أعرف وأشهر من كل اسم. 
والحق جل وعلا حين أنزل القرآن، أنزله مقروناً باسم الله سبحانه وتعالى وهي أن تكون البداية باسم الله. والاسم “الله” مختص بخواص لم توجد في سائر أسماء الله تعالى، وكلمة الشهادة التي بسببها ينتقل المرء من الكفر إلى الإسلام لم يحصل فيها إلا هذا الاسم.

الذات المقدسة

ما أطلق هذا الاسم على غير الله تعالى، فإن العرب كانوا يسمون الأوثان آلهة إلا هذا الاسم فإنهم ما كانوا يطلقونه على غير الله سبحانه والدليل على ذلك قوله تعالى: “ولئن سأَلتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله” “سورة لقمان 25”. وأن هذا الاسم الشريف دال على الذات المقدسة الموصوفة بجميع الكمالات، وهو اسم غير صفة، بخلاف سائر أسمائه تعالى، فإنها تقع صفات وأن جميع أسمائه الحسنى يتسمى بهذا الاسم ولا يتسمى هو بشيء منها ، فلا يُقال الله اسم من أسماء الصبور، ولكن يُقال الصبور اسم من أسماء الله تعالى. وجاء في “الدر المنظم” إن “الله” هو الاسم الأعظم لأنه يدل على الأسماء الحسنى كلها التي هي تسعة وتسعون اسماً وهو أرفع أسماء الله تعالى شأناً وأعلاها مكاناً، ولكمالها جمالاً ولجمالها كمالاً.

 

 

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 200 مشاهدة
نشرت فى 22 يوليو 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,276,872