يجيب عنها المركز الرسمي للإفتاء في الدولة
مواصلة الاستغفار والذكر
◆ استغفر الله كثيراً، وأذكره سبحانه وتعالى كل يوم ولا أرى أثر ذلك في حياتي؟
◆ نسأل الله العلي القدير أن يجعلك من الذاكرين الله كثيرا، وعلاج ما تحس به هو مواصلة الاستغفار والذكر مع الإخلاص وحضور القلب.
وقد ورد أن الاستغفار من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: "وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ...". وقال العلامة القرطبي رحمه الله في تفسيره الجامع لأحكام القرآن:"هذه ثمرة الاستغفار والتوبة، أي يمتعكم بالمنافع من سعة الرزق ورغد العيش...".
أما ذكر الله فقد تواترت الآيات والأحاديث على فضله ومردوده الحسن وهو من أفضل الأعمال، ففي سنن الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم"؟ قالوا: بلى. قال: "ذكر الله تعالى"، قال معاذ بن جبل: "ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله".
وعليك بالاستقامة على أمر الله وكثرة الدعاء وتأكد أن ذلك هو الطريق الصحيح للفوز في الدنيا والآخرة، والله تعالى أعلم.
صحة الصلاة رغم تصرفات الابنة الصغيرة
◆ ابنتي تبلغ من العمر عاما ونصف والعام، وتأتي دائما عندما أصلي لتصلي معي ولكنها تسجد أمامي وتقبلني وتحتضنني وأنا أصلي فهل علي أن أنهرها وأبعدها؟ فهي تبكي لو أغلقت باب غرفتي عند الصلاة ؟ وهل يجوز أن أسجد وهي أمامي؟
◆ ◆ نسأل الله العلي القدير أن يحقق لك قرة العين بذريتك، ولا حرج عليك في الصلاة رغم وجود ابنتك معك، أو وجودها أمامك عند سجودك، ولا يؤثر على صلاتك تقبيلها لك أو ركوبها على ظهرك، ما دمت قد تأكدت من طهارتها قبل أن تدخلي في الصلاة.
وقد أورد الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه: "باب جواز حمل الصبيان في الصلاة"، ثم روى في هذا الباب عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه، قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يؤم الناس وأمامه بنت أبي العاص وهي ابنة زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم على عاتقه، فإذا ركع وضعها، وإذا رفع من السجود أعادها".
وفي سنن النسائي عن عبد الله بن شداد، عن أبيه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسنا أو حسينا، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه، ثم كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال أبي: فرفعت رأسي وإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ساجد..."
قال العلامة السيوطي رحمه الله في حاشيته على سنن النسائي مبينا جواز حمل الأطفال ولمسهم في الصلاة، قال: (قال النووي رحمه الله ... الآدمي طاهر وما في جوفه معفو عنه وثياب الأطفال وأجسادهم محمولة على الطهارة حتى تتيقن النجاسة والأعمال في الصلاة لا تبطلها إذا قلت أو تفرقت ودلائل الشرع متظاهرة على ذلك وإنما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لبيان الجواز). والله تعالى أعلم.
فلا حرج عليك في الصلاة رغم وجود ابنتك معك، أو وجودها أمامك عند سجودك، ولا يؤثر على صلاتك تقبيلها لك أو ركوبها على ظهرك، ما دمت قد تأكدت من طهارتها قبل أن تدخلي في الصلاة، والله تعالى أعلم.
رفض نية الصيام في رمضان
◆ من لم ينو الصيام في رمضان أصلا وأفطر سواء بالجماع أو بالأكل والشرب. هل عليه كفارة أم أن الكفارة على من كان صائما و أفطر؟
◆ ◆ من لم ينو الصيام في رمضان وهو قادر عليه حتى طلع عليه الفجر فعليه القضاء والكفارة سواء أفطر في ذلك اليوم أو صامه، ففي المدونة عن العلامة سحنون أنه قال: (أرأيت لو أن رجلا أصبح ونيته الإفطار في رمضان ولم يأكل ولم يشرب حتى غابت الشمس، أو مضى أكثر النهار أعليه القضاء والكفارة؟ فقال: نعم قلت: وهذا قول مالك؟ فقال: نعم قلت: وإن أصبح ينوي الإفطار في رمضان، ثم نوى الصيام بعد طلوع الشمس؟ قال ابن القاسم: عليه القضاء والكفارة)، فهذا نص صريح في أن مجرد رفض نية الصيام في رمضان مع القدرة عليه وبدون عذر شرعي يوجب القضاء والكفارة، ومن باب أولى إذا رفض النية وأفطر. والله تعالى أعلم.
والخلاصة أن مجرد رفض نية الصيام في رمضان مع القدرة على صيامه وبدون عذر شرعي يوجب القضاء والكفارة، ومن باب أولى إذا رفض النية وأفطر سواء بأكل أو شرب أو جماع. والله تعالى أعلم.
صوم المسافر وفطره
◆ هل يجوز الفطر للمسافر؟ وهل يجب على المسافر المترخص عند الرجوع لوطنه الإمساك؟ وهل يجوز الفطر لأجل المشقة وهل يسمح لي بالإفطار لأني مسافر من دولتي وكوني سأجلس 6شهور هل أعتبر مسافرا وآخذ بالرخصة لأني مسافر وأستطيع الإفطار حينما أجد مشقة "مع العلم أني لا أشكو من أي مرض ولله الحمد "؟
◆ ◆ يجوز الإفطار في وقت السفر إذا خرج الإنسان من مكان إقامته قبل الفجر ولم ينو الصوم وكانت المسافة التي سافر إليها مسافة القصر، وتقدر ب84 كم تقريبا؛ وذلك لأن لإفطار الصائم المسافر في شهر رمضان شروطا منها: أن يبدأ في السفر قبل طلوع الفجر، ومنها: أن لا يكون قد نوى الصوم في هذا السفر فإن اختل أحد هذين القيدين فلا يجوز الفطر، قال العلامة الخرشي رحمه الله في شرحه لخليل: "يجوز الفطر في سفر تقصر فيه الصلاة إذا شرع في السفر قبل طلوع الفجر ولم ينو الصوم في السفر؛ فإن شرع بعد الفجر، أو نوى الصوم في السفر قضى، ولو كان الصوم تطوعاً، ولا كفارة؛ إلا أن ينوي الصوم يريد صوم رمضان في السفر".
وفي حال رجوعك إلى مدينتك بعد الترخص في الفطر فليس واجبا عليك الإمساك بقية اليوم، والصائم الذي يجد مشقة لا يستطع معها إكمال اليوم يجوز له الفطر بسبب المشقة ويجب القضاء، وجواز الفطر لك في المشقة لا بسبب سفرك إلى موطن الابتعاث من دولتك لأنه بوصولك إلى موطن الابتعاث وأنت تعلم أنك ستقيم أكثر من أربعة أيام صحاح عدا يومي الدخول والخروج تنقطع عنك رخص السفر، والله تعالى أعلم.
الحذر من انتهاك حرمة المسجد
◆ بعد صلاة الصبح كنت أذكر الله في المسجد فوجدت شيئا في بطني فأطلقت ريحا عمدا. فهل يجوز ذلك؟ و هل أنا مطالب بالخروج من المسجد إثر إطلاق الريح؟
◆ ◆ نسأل الله العلي القدير أن يجعلك من الذاكرين الله كثيرا، ولا يجوز إخراج الريح عمدا في المسجد لأن ذلك لا يتناسب مع ما هو مطلوب من تعظيم حرمته، ولا إثم في خروجها غلبة، قال العلامة الخرشي رحمه الله في شرحه لمختصر خليل: "لا يجوز إخراج الريح في المسجد تعمدا ... وأما خروج الريح فيه غلبة فإنه لا يحرم ...".
أما مكث غير المتوضئ في المسجد فهو جائز، والأفضل أن يخرج حتى يجدد وضوءه، والله تعالى أعلم.
لا يجوز إخراج الريح عمدا في المسجد لأن ذلك لا يتناسب مع ما هو مطلوب من تعظيم حرمته، ولا إثم في خروجها غلبة، أما مكث غير المتوضئ في المسجد فهو جائز، والأفضل أن يخرج حتى يجدد وضوءه، والله تعالى أعلم.
ساحة النقاش