يشهد شهر رمضان هذا العام ارتفاعا في درجات الحرارة، التي تجعل الصائم يشعر بالعطش والجفاف كلما اقترب موعد الإفطار، وهو الأمر الذي يزيد من التوتر والإرهاق وقلة التركيز طوال اليوم، ويعتقد البعض أن شرب كميات كبيرة من الماء عند السحور يحمي من الشعور بالعطش أثناء الصيام، إلا أن ذلك اعتقاد غير صحيح، فمعظم تلك المياه زائدة عن حاجة الجسم، وتقوم الكلية بفرزها بعد ساعات قليلة من تناولها. ويشير خبراء التغذية إلى أن نوع الغذاء الذي يتناوله الصائم يلعب دوراً كبيرا في تحمل العطش أثناء ساعات الصيام، ويمكن التغلب على الشعور بالعطش بجعل الكزبرة جزءا أساسيا من مكونات المائدة الرمضانية.

وتعتبر الكزبرة نباتا عشبيا ذا رائحة عطرية قوية، وتعطي ثماراً دائرية صغيرة صفراء إلى بنية اللون، وتعتبر الكزبرة من التوابل المشهورة، وقد شاع استخدام أوراقها وأزهارها المجففة في العديد من الأطعمة، وتنتشر في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، كما تزرع في الهند وأميركا الجنوبية وأوروبا، وتحتوي الكزبرة على زيت طيار من أهم مركباته “الكافور والجيرانيول والليمونين والفابايني”، كما تحتوي على زيوت دهنية.

ويشيع استخدام الكزبرة كتوابل حيث تستخدم على نطاق واسع في جميع بلاد العالم، ويستخدم نقيع الكزبرة كعلاج لطيف لانتفاخ البطن والمغص، كما تهدئ التشنج في الأمعاء وتعمل كمضاد لتأثيرات التوتر العصبي، وقد ثبت أن لزيت الكزبرة تأثيرا منبها لإفراز العصارات الهضمية وهو مضاد لرياح البطن وللمغص أيضاً، كما ثبت أن لزيتها تأثيرا مضادا للبكتيريا والفطريات، وقد صرحت التشريعات الألمانية باستعمال الكزبرة ضد فقد الشهية ولمحاربة مشاكل سوء الهضم.

ويستخدم الصينيون الكزبرة لعلاج فقد الشهية وفي علاج الحصبة ومشاكل القولون والروماتزم، وفي الطب الهندي تستخدم الكزبرة لعلاج نزف الأنف والكحة ومشاكل المثانة والقيء والدوسنتاريا الأميبية والدوخة.

وقد استطاعت إحدى الشركات البريطانية لصناعة الأدوية إجراء البحوث على الكزبرة، وتمكنت قبل عدة سنوات من استخلاص دواء من الكزبرة الخضراء له فوائد علاجية في حالات الربو والسعال الديكي، ولا توجد مخاطر من استعمال الكزبرة، لا سيما إذا استعملت حسب الجرعات المحددة لها حيث لا تزيد الجرعة اليومية عن ثلاثة جرامات موزعة على هيئة ثلاث جرعات في اليوم.

وقديما كانت الكزبرة تستخدم في كل أنحاء آسيا وشمال أفريقيا وأوروبا وفي حضارات الشام منذ أكثر من 2000 سنة قبل الميلاد، وقد عثر علماء الآثار في مصر على سلتين من ثمار الكزبرة في مقبرة الملك “توت عنخ آمون”، كما كانت الكزبرة تقدم كهدايا في المقابر الفرعونية، ويعتقد أن أفضل أنواع الكزبرة هي تلك التي ترد إلى إيطاليا من مصر، وقد وصلت الكزبرة إلى الصين عام 202 قبل الميلاد، وللكزبرة خاصية طرد الديدان من الأمعاء والإكثار منها يستخدم كمنوم، كما تستخدم علاجا موضعيا للكسور ومسكنا موضعيا للحالات الالتهابية المتهيجة ولعلاج سقوط الرحم وإزالة الاضطرابات وطرد الغازات.

 

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 68 مشاهدة
نشرت فى 22 يوليو 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,769