عربات مدرعة وحرب شوارع في أحياء بدمشق
موسكو: الاسد يحظى بدعم شعبه ولن يرحل
دمشق ـ 'القدس العربي' ـ من كامل صقر: بيروت ـ جنيف ـ وكالات: تجددت الاشتباكات بين القوات الحكومية والجيش السوري الحر لليوم الثاني على التوالي في بعض احياء دمشق الاثنين متخذة طابعا هو الاعنف منذ بدء الاضطرابات في سورية قبل 16 شهرا، في وقت اكد فيه وزير الخارجية الروسي فلاديمير لافروف ان الرئيس بشار الاسد لن يرحل لانه يحظى بدعم شعبه.
واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الاثنين ان اعمال العنف في سورية باتت تنطبق عليها تسمية الحرب الاهلية. وقالت 'في كل مرة، تحصل فيها اعمال عدائية، يمكن تبين ظروف ينطبق عليها تحديد النزاع المسلح غير الدولي'، وهي تسمية دبلوماسية للاشارة الى حرب اهلية.
وشهد يوم امس منعطفا في المعارك العسكرية في سورية مع امتداد المواجهات الواسعة الى العاصمة التي تشهد بعض احيائها منذ الاحد اشتباكات عنيفة وحرب شوارع بين القوات النظامية والجيش الحر، هي الاولى بهذه الحدة منذ بدء الاحداث قبل 16 شهرا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن 'انها نقلة نوعية في المعارك'، معتبرا ان الاشتباكات في دمشق تحمل 'تهديدا واضحا للنظام وبما انها تتواصل لساعات وايام فهذا يعني ان الثوار اصبحوا داخل العاصمة'.
واضاف 'انها المرة الاولى التي تتواجد فيها آليات مصفحة وناقلات جند في حي الميدان' القريب جدا من وسط العاصمة.
مساء الأحد طوقت القوات السورية حي التضامن، حيث معقل المعارضة المسلحة جنوب دمشق، لتبدأ صباح الاثنين اقتحاماً مركّزاً للحي المذكور من عدة محاور إلى حي التضامن معززة بآليات عسكرية. ولم يوافق اي من سائقي سيارات الاجرة الاثنين على التوجه الى حي الميدان العريق في دمشق، الذي يؤمه الدمشقيون، خصوصا في هذه الفترة من السنة المشرفة على شهر رمضان للتزود بحلوياته ومأكولاته الشهية.
واكد سائق ان 'عناصر من الجيش والامن تنتشر باعداد كبيرة ولا يجب الذهاب الى هناك الا في حالة الضرورة القصوى'، رافضا المجازفة.
وقال اخر ان الدخول الى حي الميدان 'محفوف بالمخاطر، فهناك تفجيرات واطلاق نار'.
وقال سائق الاجرة نزيه الذي وافق على ان يقل صحافية في وكالة فرانس برس الى منطقة باب مصلى المجاورة لحي الميدان 'النيران والدماء في كل مكان'.
وقالت مصادر لـ'القدس العربي' ان مسلحي 'الجيش الحر' يعتمدون تكتيكاً يقوم على الانقسام لمجموعات مقاتلة صغيرة جداً لا يتجاوز عدد أفرادها ثلاثة أو أربعة مسلحين على أن تنتشر تلك المجموعات في مختلف شوارع وأزقة حي التضامن، كما أفادت ذات المصادر بأن القوات السورية لم تلقَ مقاومة تذكر وأنها فرضت سيطرتها على حي التضامن بشكل شبه كامل، لاسيما بعد أن اقتحمت شارع 'دعبول' المعقل الرئيسي لمناهضي النظام هناك.
وغير بعيد عن التضامن انتقلت رقعة المواجهات المسلحة إلى حي الميدان الدمشقي الذي انطلقت منه الشرارة الأولى للاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام السوري بعد أن جمع مسلحو 'الجيش الحر' صفوفهم في منطقة 'سوق أبو حبل' وما حولها داخل حي الميدان، لتبدأ اشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بشكل متقطع في الساعات الأولى من صباح الاثنين، لتبلغ الاشتباكات ذروتها ظهراً.
كما شهدت منطقتا الزاهرة والقدم اشتباكات مماثلة وشوهدت أرتال للقوات السورية في المنطقتين، كما شوهدت سيارات بيك أب تابعة لمقاتلي الجيش الحر.
وفي ذات الاتجاه شهدت مناطق نهر عيشة والقدم والسبينة ومخيم اليرموك وشارع الثلاثين بالحجر الأسود توترات واشتباكات متقطعة.
وكانت الهيئة العامة للثورة السورية ذكرت في وقت سابق ان 'حشودا أمنية وعسكرية اتجهت بعيد السادسة صباحا الى حي الميدان في دمشق عبر طريق المتحلق الجنوبي'، وتضم شاحنات عسكرية مليئة بالجنود و'ثلاثة مدافع مسحوبة مع العربات ومغطاة بشادر أبيض'.
وتشرف الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الاسد، شقيق الرئيس السوري، بشكل اساسي على امن العاصمة ومحيطها.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان ان قوات الامن اغلقت جميع الطرق المؤدية من الغوطة الشرقية في ريف دمشق الى العاصمة.
ووصف المجلس الوطني السوري المعارض معارك دمشق وحمص في وسط البلاد بانها 'معارك المصير'. وحمل 'الجامعة العربية ومجلس الامن النتائج الكارثية المترتبة على ما يجري هذه الساعات' في هاتين المدينتين.
في انحاء البلاد الاخرى، قتل اربعة مقاتلين معارضين في اشتباكات فجر الاثنين مع القوات النظامية السورية في مدينة جرابلس في محافظة حلب (شمال). كما قتل شاب برصاص قناص في مدينة دير الزور (شرق).
واوقعت اعمال العنف في سورية الاحد 105 قتلى هم 48 مدنيا و41 جنديا و16 مقاتلا معارضا وجنودا منشقين.
وفي موسكو، اكد وزير الخارجية سيرغي لافروف قبل محادثات مقررة مع كوفي عنان بان الاسد 'لن يرحل ليس لاننا ندعمه بل بكل بساطة لان قسما كبيرا من الشعب السوري يدعمه'.
واتهم لافروف الدول الغربية بممارسة 'ابتزاز' على روسيا لحملها على تأييد عقوبات في مجلس الامن الدولي ضد النظام السوري.
وتوجه مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية كوفي عنان الاثنين الى موسكو، بينما يزور الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الصين، في تحركين يهدفان الى حث هاتين الدولتين على دعم ضغط اقوى على بشار الاسد من اجل وقف العنف في سورية.
وطلب المغرب الاثنين من السفير السوري المعتمد لديه مغادرة المملكة بـ'اعتباره شخصا غير مرغوب فيه'.
واكدت وزارة الخارجية والتعاون المغربية ان 'الوضع في سورية لا يمكن ان يستمر على ما هو عليه'. وردت دمشق بدورها بطرد السفير المغربي.
إلى ذلك نفى اللواء رستم غزالة رئيس فرع المنطقة في شعبة الاستخبارات العسكرية انشقاقه عن النظام، ونفى سفر عائلته خارج البلاد إلى تركيا، وذلك في اتصال هاتفي مع قناة الدنيا بعد أن تحدثت المعارضة السورية عن انشقاقه وهروب عائلته إلى تركيا.
طهران تُبلغ دمشق أنها ستتكفل بإعادة بناء قناة 'الإخبارية'
دمشق ـ 'القدس العربي' ـ من كامل صقر: قالت مصادر إعلامية سورية نقلاً عن مصدر موثوق ان الحكومة الإيرانية أبلغت السلطات السورية تعهدها بإعادة بناء قناة 'الإخبارية' السورية، التي جرى تدميرها بالكامل بعملية إرهابية فجر يوم الأربعاء 27 حزيران (يونيو) 2012.
وحسب تلك المصادر فإن طهران ستتكفل بإعادة بناء قناة 'الإخبارية' السورية على مستوى البناء والتجهيزات الفنية كاملة.
وعلى الأغلب سيكون الموقع الجديد لقناة 'الإخبارية' على طريق مطار دمشق الدولي بالقرب من مدينة المعارض، ويُعتبر هذا الموقع هو الأنسب من الناحية اللوجستية والأمنية.
وتبث قناة 'الإخبارية' حالياً بعد تعرضها للتدمير من مقر التلفزيون الرسمي في ساحة الأمويين.
واستهدف المهاجمون مبنى 'الاخبارية السورية' في بلدة دروشا بريف دمشق بعدة عبوات ناسفة، أدى انفجارها إلى استشهاد سبعة أشخاص من العاملين في القناة بينهم ثلاثة إعلاميين هم 'سامي أبو أمين، زيد كحل ومحمد شمّة'، وأدى إلى تدمير غرفة الأخبار بالكامل، وانقطاع بث القناة لفترة قصيرة.
وذكر التلفزيون السوري أن مسلحين اقتحموا مبنى القناة وزرعوا فيه عدة عبوات ناسفة، وقاموا بتخريب محتوياته، واختطفوا سبعة من العاملين في القناة.
وكان فريق قناة 'الأخبارية' تعرض لهجوم مسلح في منطقة الحفة في اليوم 11 من الشهر الجاري، أدى إلى إصابة اثنين من الفريق بجروح.
ساحة النقاش