تشير الاجهزة الاستخبارية التي تجمع 'علامات شاهدة' على سقوط بشار الاسد، في المدة الاخيرة الى عدد من العلامات الشاهدة على ان نهايته قريبة. والحديث عن علامات تتصل بالجيش والجهاز العام وحلفائه في الداخل والخارج ايضا.
ان عشرين ضابطا برتبة عميد ومئة عقيد يوجدون اليوم في تركيا بعد ان انشقوا عن الجيش السوري. وليس هذا تقريرا للمعارضة بل هو معطى أدلاه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في مقابلة مع التلفاز الروسي، وتتحدث التقديرات في الغرب عن نحو من عشرين ألفا من العسكريين المنشقين.
لكن الضعف الذي يزداد عمقا واتساعا في ثقة الجيش بالسلطة لا تعبر عنه الأعداد فقط بل تعبر عنه رُتب التاركين الرفيعة، ولا يقل عن ذلك أهمية انشقاق رموز كالجنرال مناف طلاس الذي ليس هو صديق طفولة بشار ولا إبنا لعائلة سنية رائدة، بل هو ايضا ضابط في الحرس الرئاسي وهو من أشد القوات ولاء للرئيس. وهناك ايضا مثال مهم آخر هو انشقاق الطيار العقيد حسن حمادة مع طائرته الى الاردن في الشهر الماضي.
ليس الحديث الى الآن عن كتلة حرجة تسحب البساط من تحت قدمي الاسد، لكن اتجاه الانشقاق يزداد زخما بيقين.
يضاف انشقاق النخب عن الجهاز العام الى الانشقاق العسكري، والرمز الواضح لهذه الظاهرة هو سفير سورية في العراق، نواف الفارس، لكن خبراء الاستخبارات يلاحظون ايضا 'انشقاقا رماديا': فالموظفون ومنهم موظفون كبار لا يأتون الى العمل ببساطة.
ان صورة قتال الاسد للمتمردين تشهد على ضائقة شديدة، فالنيران الكثيفة التي يستعملها الجيش على المدنيين جعلت المظاهرات الجماعية تختفي من الشوارع وتحول النضال الشعبي الى حرب الجيش لقوات عصابات الجيش الحر. وقد صاغ محاربو العصابات لأنفسهم خطة تسمى 'ساعة الصفر'، وفي مركزها سلسلة عمليات موجهة على أهداف السلطة. ولا شك في ان نجاحات المتمردين تمس بالروح المعنوية للعسكريين الذين أصبح الكبار فيهم هدفا دائما للاغتيال.
لم تتغير صورة القتال فقط بل مناطق القتال ايضا. وقد تخلى الجيش عن مدن الأرياف ويحصر عنايته في حماية كنوز السلطة، أعني دمشق وحلب وحمص مع أريافها، وهي النواة المدنية الكبيرة حيث يتركز نصف سكان الدولة، وحدود لبنان وجبل الدروز ومواقع استراتيجية عسكرية.
كان للنظام طول نفس ما بقي الهدوء في هذه المناطق، وتتغير الحال في الاسابيع الاخيرة فقد أخذ الجيش السوري يطلق النار الى داخل لبنان وهذه شهادة على أنه فقد السيطرة على ما يمر من لبنان؛ وحدثت هبة في جامعة حلب وتلاحظ علامات عدم هدوء في الشوارع؛ وفي دمشق يطلق الجيش النار لأول مرة الى داخل الضواحي.
التقارير عن ان الجيش السوري نقل مواد قتالية كيماوية من مكان تخزينها الدائم الى مكان آخر شهادة على ان النظام يشعر بأنه يفقد قدراته أو انه ينوي استعمال هذه الاسلحة على المتمردين. وهذه اشارات تشهد في الحالتين على ضعف النظام.
ان التدريبات العسكرية التي تمت في المدة الاخيرة هي في الأساس شهادة على الضعف، وهي بمثابة طاووس ينشر ريشه ليخيف النمر الذي يوشك ان يفترسه.
هناك علامة شاهدة خارجية لكنها لا تقل جوهرية وهي السلوك الروسي، فالروس يستعدون لاجلاء ناسهم عن سوريا في كل لحظة، وتنتظر في ميناء طرطوس سفينة مع قوات خاصة. في 1973 حينما أجلى الروس ناسهم عن سوريا كانت تلك علامة على حرب قريبة وهي اليوم علامة على انهيار قريب.
لا يعلم أحد متى سيحدث هذا، لكن اذا كان يوجد شيء علمنا الربيع العربي إياه فهو ان ذلك يحدث بمرة واحدة وفي يوم واحد كما حدث في مصر وليبيا وتونس.
اليكس فيشمان
يديعوت 16/7/2012
المصدر: القدس العربي
نشرت فى 17 يوليو 2012
بواسطة alsanmeen
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,276,764
ساحة النقاش