محمد الحلواجي
تتميز الحياة العصرية الحديثة بانتشار العديد من الأمراض الناتجة عن سوء نمط الحياة والأسلوب الغذائي، وتأتي أمراض القلب الناتجة عن السمنة على رأس قائمة الأمراض الخطيرة التي يعاني منها العالم بشكل واسع، وقد زاد انتشارها بصورة كبيرة في البلدان العربية.. وأغلب المشاكل الصحية القلبية تكون ناتجة عن ارتفاع كولسترول الدم، ويرجع خبراء الصحة والتغذية ذلك إلى طبيعة الحياة العصرية المتسمة بقلة المجهود البدني وتغير النظام الغذائي.
أثبتت الأبحاث الطبية أن نسبة كولسترول الدم ترتبط بصورة وثيقة بنوعية الطعام والنشاط البدني الممارس، فكلما زادت كمية الكولسترول في الطعام وقل معها النشاط البدني، كلما زادت نسبة كولسترول الدم، كما لاحظ الأطباء أن المجتمعات التي تعاني من مشاكل ارتفاع نسبة كولسترول الدم يحتوي نظامها الغذائي على نسبة عالية من الكولسترول والدهون المشبعة، مثل أميركا ودول أوروبا ودول الخليج العربي، نظرا لاعتماد غذاء هذه البلدان على اللحوم الحيوانية الحمراء، ومشتقات الألبان كاملة الدسم والحلويات والكعك والوجبات السريعة، بينما لا تعاني شعوب دول أخرى مثل جنوب أفريقيا واليابان من هذه المشكلة، بسبب ارتباط نظامها الغذائي على الحبوب والأسماك بالدرجة الأولى.
تخفيف الوزن
ولتقليل فرص الاصابة بأمراض القلب ومخاطر السمنة، يجب على المرء تخفيف وزنه إلى المعدل المثالي والمحافظة عليه، بحيث يتناسب مع طوله وبنيته الجسدية، وذلك بتجنب المأكولات الغنية بالكولسترول والدهون والسكريات، والإكثار من المأكولات الغنية بالألياف كالخضراوات والبقوليات والفواكه بقشورها كلما أمكن ذلك، اضافة إلى ممارسة الرياضة تحت اشراف طبيب أو مدرب رياضي بالنسبة للمرضى، والتوقف عن التدخين وتجنب الكحول، ومراجعة طبيب أو أخصائي التغذية بانتظام، فوسائل الحياة الصحية وأسلوب التغذية يوفر الوقاية ويضمن السلامة والقوة للقلب.
نصائح غذائية
وعلى رأس أهم النصائح للحصول على التغذية الصحية يدعو الدكتور عبد الرحمن مصيقر مدير المركز العربي للتغذية بمملكة البحرين، إلى تنويع الطعام وجعل الأغذية الغنية بالكربوهيدرات أساس الغذاء، وزيادة تناول الفواكه والخضراوات، والمحافظة على الوزن المثالي، ومزاولة الأنشطة البدنية بشكل منتظم.
وأفضل الطرق التي يجب اتباعها للحصول والمحافظة على قلب وجسم سليمين تتمثل في التالي:
◆ تناول الكربوهيدرات بنسبة تعادل خمسين بالمئة من الطاقة التي يحتاجها الجسم يوميا، وهي موجودة في الحبوب والبقوليات والخبز وبخاصة القمح، ويجب توزيعها على وجبات اليوم.
◆ تقليل السكريات والامتناع عن تناول الحلويات التي يدخل الحليب عالي الدسم في تركيبها.
◆ تناول الدهون بنسبة تعادل الطاقة التي يحتاجها الجسم يوميا، والتقليل من الدهون الحيوانية أو المشبع مع التعويض عنها بدهون نباتية كزيت الزيتون أو زيت دوار الشمس أو زيت الذرة.
◆ تناول ما يعادل ثلاثين بالمئة من مصدر الطاقة كبروتين اللحوم الحمراء “وجبة أسبوعيا”، والدجاج والطيور “ثلاث وجبات أسبوعيا منزوعة الجلد ومشوية”، والبيض والأسماك “ثلاث وجبات أسبوعيا”، خاصة سمك السالمون والتونة والسردين، كما أن البقول والبيض يحتوي على نسبة جيدة من البروتين.
◆ تناول السلطة الخضراء يومياً لما تحويه من فيتامينات ومعادن وكمية قليلة من السكريات البسيطة.
◆ الإكثار من الألياف الموجودة في الفواكه والخضراوات والبقوليات.
◆ الإكثار من الفواكه والخضراوات لما تحويه من فيتامينات ومعادن يحتاجها الجسم لعملياته الكيميائية الحيوية التي تحافظ على توازن الجسم ونشاطه، كما أن الفواكه والخضراوات تحتوي على سكريات وألياف تساعد على مقاومة الإمساك والتقليل من اضطرابات الجهاز الهضمي والقولون، كما تساعد في التقليل من مستوى الكولسترول في الدم بالتقليل من نسبة امتصاصه.
◆ التخفيف من تناول منتجات الألبان عالية الدسم والتركيز على الألبان قليلة الدسم ويفضل أن تكون منزوعة الدسم.
◆ تجنب الطعام المقلي قدر الإمكان.
◆ تقليل الكمية المتناولة من الروبيان وجراد البحر وسرطان البحر حيث أنها تحتوي نسبا عالية من الكوليسترول.
◆ عدم استخدام الزيت في قلي الطعام أكثر من مرتين.
◆ تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والحديد وحمض الفوليك خاصة للنساء والشابات والشباب والمسنين.
◆ تناول حفنة صغيرة من المكسرات يوميا لما تحتويه من ألياف وفيتامين ومواد أخرى مثل السيلينيوم، بسبب خاصيتها المانعة للتأكسد والمفيدة للجسم والقلب عبر المساعدة على خفض معدل الكوليسترول الضار.
◆ تناول كميات كبيرة من الماء والسوائل خاصة في الأجواء الحارة، وتحديد الكمية عند وجود هبوط بالقلب أو الكلى أو عند وجود موانع صحية أخرى.
◆ الانتظام في تناول الوجبات الغذائية في أوقاتها.
◆ التقليل من كمية الملح في الطعام خاصة بالنسبة للمصابين بارتفاع ضغط الدم أو هبوط القلب أو الكبد أو الكلى.
العسل غذاء ذهبي
يتفق كثير من خبراء التغذية على فوائد عسل النحل الذي يعد من أفضل الأغذية لصحة القلب ولمرضى القلب على وجه الخصوص، حيث يعمل على تقوية النسيج العضلي للقلب، ويساعد في إصلاح وتجديد أنسجة الجسم بصفة عامة، علاوة على أنه غذاء سهل الهضم والامتصاص، وينصح الأشخاص بصفة عامة ممن تجاوزوا سن الأربعين بتناول عسل النحل بصفة يومية لتأثيره المقاوم للشيخوخة وذلك بأخذ ملعقة إلى اثنتين منه يوميا، كما يمكن إذابته في كوب من اللبن الدافئ ليكون غذاء شهيا مفيدا، وهناك وصفة خاصة لمرضى القلب وهي تناول كوب من عسل النحل مع اللبن وعصير الليمون يوميا كل مساء قبل النوم، وبتناول المريض لهذا الكوب كلما أضطر للاستيقاظ من النوم بسبب الألم أو صعوبة التنفس.
أهمية البطيخ
استخدمت فاكهة البطيخ والشمام و”الكانتالوب”، في الطب الشعبي القديم في التداوي من بعض الأمراض، حيث وجد الباحثون الألمان أن الأنواع الصفراء من هذه الفاكهة كالشمام، تحتوي على مادة تقاوم التصاق الصفائح الدموية ببعضها البعض، وبذلك تحافظ على سيولة الدم وتمنع حدوث الجلطات الدموية، وهو نفس المفعول المعروف عن الأسبرين، وقد عرفت هذه المادة باسم “ادينوزين”، واتضح أيضا أنها نفس المادة الموجودة بالبصل والثوم، والتي تميزهما بمفعول مقاوم للجلطات الدموية.
محاسن البصل والثوم
يعتبر كل من البصل والثوم ثنائيا مدهشا، فكلاهما من النباتات المفيدة جدا لسلامة القلب والشرايين، فإذا اعتاد الفرد على تناول هذين النوعين في صورتهما الطبيعية ضمن غذائه اليومي، فإنه يحقق بذلك أفضل وسائل الحماية ضد ارتفاع مستوى الكولسترول وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الجلوكوز “السكر” في الدم، أو فرصة حدوث جلطات دموية بالشرايين.
الطهي لقلب صحي
تأثير الطعام في صحة القلب لا يتحدد فقط بالمحتوى الغذائي للطعام، وإنما يتأثر أيضا بطريقة تحضير الطعام، فطرق الطهي والوصفات التي يتم اختيارها تؤثر كثيرا في مقدار الدهون في الطعام، وقد يحتاج الشخص إلى القليل من الوقت لتعديل طريقة الطهي بحيث تصبح مواتية لقلب صحي.
تجنب السلوك الخطأ
تنتشر الكثير من الممارسات الخطأ لدى الكثير من الناس دون إدراك مخاطرها أو تأثيراتها على الجسم، ومن بينها: ◆ عدم مراقبة الوزن. ◆ النوم بعد تناول الطعام.
◆ قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة بانتظام. ◆ عدم الانتظام في تناول الوجبات الغذائية في أوقاتها ومكانها المحدد، مع تناول وجبات إضافية بين الوجبات الرئيسية، والإكثار من تناول الطعام المقلي.
◆ عدم الاهتمام في الحصول على الغذاء الصحي المتوازن المتنوع.
◆ عدم الاهتمام بالمنظر والمظهر العام للجسم.
◆ تناول الوجبات السريعة المختلفة بكميات كبيرة وبطريقة منتظمة.
◆ إهمال تناول كميات كبيرة من الماء أو كافية يوميا.
◆ تناول المشروبات الغازية والمنبهات المحتوية على الكافيين مثل الشاي والقهوة بكميات كبيرة.
◆ الاستسلام للأمراض النفسية والاكتئاب التي تدفع المرء للإكثار من تناول الطعام، أو على العكس، التقليل من الطعام مع ضعف الجسم وهزاله.
مكافحة مرض العصر
نشط العلماء والباحثون في السنوات الأخيرة لإيجاد حلول للقضاء على مشاكل السمنة وأمراض القلب التي يعاني منها الكثيرون، حيث يصنف ارتفاع كولسترول الدم كمرض من أمراض العصر الحديثة وعامل مشترك لحدوث الكثير من الأمراض الشائعة، وتعتمد الحلول المجدية والمؤكدة لتقليل نسبة كولسترول الدم، على تقليل السعرات الحرارية المتناولة التي تأتي من مصادر غذائية تحتوي على دهون مشبعة وممارسة نشاط رياضي ذي حمل متوسط.
وفي هذا الإطار توصي جمعية القلب الأميركية بأن لا تتعدى نسبة الدهون المتناولة عن ثلاثين في المئة من إجمالي السعرات الحرارية المتناولة يوميا، على أن لا تزيد الدهون المشبعة على عشرة في المئة في اليوم، إلى جانب ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة المتوسطة.
<!--EndFragment-->
ساحة النقاش