طرق التربية

كما ذكر سابقا فإن دورة حياة هذا النوع من جراد المياه الدافئة تتناسب مع التعاقب السنوي للفيضان في الربيع والجفاف في الصيف في الأنهار والمفايض التي تنتشر في جنوب الولايات المتحدة. ويحاكي الاستزراع التجاري له هذه الدورة المائية ولكن بتحكم مميز عند ملء الأحواض بالمياه أو تفريغها للحصول على ولوج أمثل وحصاد متعاقب. وتصبح كتل التربة الجافة التي تسد مداخل الجحور رخوة عندما تتوفر الرطوبة الخارجية. لذلك فإن ملأ الأحواض بالمياه مع سقوط الأمطار تعطي فرصة لخروج الحيوانات المحتجزة داخل الجحور. ويعتمد استزراع جراد المستنقعات الأحمر على الإنتاج الموسع في الأحواض الترابية. وهذه الطرق هي أكثر من مجرد التحكم المحدود في الظروف البيئية التي تترعرع فيها هذه الحيوانات. وتعطى فترات الإستمرار في المياه المفتوحة الفرصة للإستاكوزا للتغذية والنمو والنضوج. كما أن التجفيف المؤقت ينشط تهوية رسوبيات القاع، يقلل من أعداد المفترسات المائية ويسمح بنمو النباتات التي تعمل كغطاء للجراد وكمصدر غذائي عند عودة المياه. وتتحمل الإستاكوزا فترات الجفاف من خلال حفر الجحور والاختباء فيها من المفترسات والأعداء والحصول على الرطوبة اللازمة لبقائها وتكاثرها في أمان. ويجري تسمين جراد المستنقعات في أحواض ترابية بعمق 20- 60 سم. ويتطلب ذلك الأراضي المستوية نسبيا والتي يسهل تجفيفها وذات التربة الطينية (الطمي). وخصائص المياه المطلوبة لهذا النوع هي نفس الخصائص اللازمة للأنواع الأخرى المستزرعة في المياه العذبة، باستثناء كمية الماء والتي قد تكون أكثر في حالة جراد المستنقعات. وتملأ الأحواض وتصفى كل عام، ونظرا للحاجة إلى الأكسجين نتيجة تحلل النباتات، فإن زيادة معدل تغيير الماء قد يكون ضروريا في بعض الأحيان. وتنقسم استراتيجيات استزراع جراد المستنقعات الأحمر إلى نوعين: النوع الأول وهو الاستزراع أحادي النوع، حيث يتم استزراع وحصاد هذا النوع بمفرده، ويحدث الإنتاج في نفس الموقع ولدورات إنتاجية عديدة. أما الاستراتيجية الثانية فتتبنى نظام تبادل المحصول حيث يتم استزراع الأرز ومحاصيل أخرى أحيانا بالتبادل مع الإستاكوزا. ويمكن تقسيم نظام التتابع المحصولي إلى نوعين حيث يتم دوران الإستاكوزا مع الأرز في نفس الموقع عاما بعد عام، أو تستزرع الإستاكوزا في مواقع مختلفة كل عام لتتوافق مع الدورة الحقلية الطبيعية للأرز. وعلى الرغم من أن هذه الطرق لها أوجه شبه كثيرة, فلكل طريقة ميزاتها وعيوبها المختلفة التي تمليها الأهداف الإنتاجية المختلفة. الاستزراع أحادي النوع (أحادي المحصول) يعتبر نظام الاستزراع أحادي النوع لجراد المستنقعات الأحمر هو المفضل من قبل المزارع الصغيرة أو عندما تتواجد الأراضي الهامشية غير الملائمة لزراعة المحاصيل الأخرى. وتستخدم في هذه الحالة الأحواض المستديمة. ويتراوح حجم الحوض ومدخلات الإنتاج بين تحويطات رطبة كبيرة ( أكبر من 20 هكتار) مع قليل من الإدارة إلى أراضي صغيرة (أقل من 6 هكتار) بإدارة مكثفة. والميزة الرئيسية لنظام المحصول الأحادي هو أن المنتجين يستطيعون الحصول على أعلى إنتاجية دون قلق من المشاكل المرتبطة بالمحاصيل الأخرى مثل التعرض للمبيدات الحشرية, القيود الموسمية والعوائق الإخرى المرتبطة بالتتابع المحصولي. ويتراوح إنتاج جراد المستنقعات الأحمر بنظام الاستزراع الأحادي بين أقل من 225 كجم للهكتار في الأحواض ذات المدخلات القليلة إلى أكثر من 300 1 كجم للهكتار في الأحواض ذات الإدارة المكثفة. وتعطي بعض الأحواض إنتاجية أكثر من 800 2 كجم/هكتار. وتعطي الأحواض الصغيرة إنتاجا أعلى من الأحواض الكبيرة، خاصة عندما يكون تسويق الأحجام الصغيرة ذات القيمة المنخفضة يسيرا. ويتم الحصاد المبكر والمكثف في هذا النظام بسبب الكثافة العالية للتجمعات والتي تتراكم بعد دورات عديدة ومتتابعة من الإنتاج. وعادة ما يرتبط الحصاد المبكر بالأسعار الموسمية الأعلى. ومن عيوب الاستزراع الأحادي ما يلي:

  • الحاجة إلى بناء أحواض خاصة بالاستزراع, بينما في حالة دوران المحصول بين الأرز والإستاكوزا فإن مزارع الأرز تفي بالغرض.
  • تكاليف الأرض, الإشراف, التشغيل يجب أن تسترد بعد محصول واحد فقط.
  • غالبا ما يحدث ازدحام للاستاكوزا بعد عدة دورات سنوية, خاصة في الأحواض الصغيرة، لذلك يتكون الإنتاج من إستاكوزا صغيرة (متقزمة) وذات أسعار منخفضة ويصعب تسويقها.

وكما ذكر سابقا، يعتبر التخزين ضروريا فقط في الأحواض الجديدة. وتخزن الأمهات في الأحواض الجديدة بمعدل 45 – 89 كجم/هكتار في الربيع. وعادة تتحدد تواريخ ومعدلات التخزين طبقا لتوافر وتكاليف الجراد الأحمر الناضج. ويجري تجفيف الأحواض بعد عدة أسابيع من التخزين، ثم سنويا بعد ذلك. وتستزرع النباتات أو توضع في قاع الأحواض أثناء الصيف عند تجفيف المياه. ويعتبر الأرز هو المحصول الزراعي المثالي، مع التركيز على استخدام الساق والأوراق كمواد علفية. وإذا وجدت الحبوب فإنها لا تحصد من مزارع الجراد أحادية النوع. وبعد إعادة غمر الأحواض بالماء في الخريف يقوم المزارعون بمراقبة مجموعات الجراد بواسطة فخاخ بها طعم، ثم يبدأ الحصاد عند الوصول إلى المحصول والتسويق اللذين يتناسبان مع العمالة والتكاليف.ويستمر الحصاد على فترات متقطعة حتى يتم تجفيف الحوض في الصيف التالي، ثم تعاد الدورة من جديد. أنظمة التتابع المحصولي قد يجري استزراع الجراد الأحمر في نظامين أساسيين للتتابع المحصولي. النظام الأول هو أرز-جراد-أرز، أما الثاني فهو أرز-جراد-إراحة (أو قد يزرع فول الصويا بعد الجراد الأحمر). وفي كلا النظامين يجري استزراع الجراد الأحمر بعد حصاد الأرز. والغذاء المستخدم لتسمين الجراد هو بقايا الأرز والبراعم التي تعود للنمو مرة أخرى بعد حصاد الحبوب. ومن مميزات هذه الطريقة هو الإستخدام الجيد للأرض, العمالة ومعدات المزرعة. وبالإضافة إلى ذلك فيمكن الإنتفاع ببعض التكاليف الثابتة وتكاليف استزراع الأرز خلال محصولين أو أكثر بدلا من دورة واحدة فقط. أرز – جراد مستنقعات أحمر – أرز يستفيد هذا التوجه من الميزة الموسمية لكل محصول للحصول على محصولين في العام الواحد من نفس الحقل. ففي هذه الحالة ينمو الأرز ويحصد خلال الصيف ثم يربى الجراد الأحمر في الخريف والشتاء وأوائل الربيع. وكما هو الحال في الاستزراع الأحادي يتم تخزين الإستاكوزا في البداية فقط، وتخزن مباشرة في حقول الأرز بعد حوالي ستة أسابيع من زراعته. وبعد حصاد الحبوب تخصب البراعم والبقايا النامية من نبات الأرز بأسمدة نيتروجينية وتروى للحصول على محصول وفير من العلف. ويغمر الحقل بالمياه في الخريف وتجري إدارته كما هو الحال في نظام الاستزراع الأحادي باستثناء تخفيض موسم التسمين والحصاد لتتوافق مع الإعداد لمحصول الأرز التالي. والعيب الرئيسي لهذه الطريقة هو أنه لا يمكن التحكم في أي من المحصولين ليعطي أقصى إنتاجية. ويمكن الوصول بالأرز إلى أقصى إنتاجية في جنوب الولايات المتحدة عند زراعة الأرز في أوائل الربيع. أما تجفيف أحواض الإستاكوزا قبل النضوج لزراعة الأرز يؤدي إلى نقص إنتاجية الإستاكوزا. ويعتبر استخدام المبيدات الحشرية أحد الاعتبارات الهامة في عملية الإدارة، ويعتبر عائقا أمام هذه الطريقة من الاستزراع. وتتنوع إنتاجيات الأرز والإستاكوزا اعتمادا على وسائل الإدارة. ومن المتوقع أن تؤدي الإدارة الجيدة للاستاكوزا إلى إنتاج مثل نظام الاستزراع أحادي النوع ذي الإدارة الجيدة، ولكن ذلك يكون على حساب إنتاجية الأرز والعكس صحيح. أرز – جراد مستنقعات – إراحة ( أو أرز – جراد مستنقعات – فول صويا) تتبنى تربية جراد المستنقعات الأحمر هذه الطريقة في نظام تبادلي مع الأرز وأحيانا مع فول الصويا. والفرق الوحيد في هذه الطريقة هو أن الأرز لا يستزرع في نفس الحقل خلال الأعوام المتوالية، وذلك قد يساعد على التحكم في أمراض الأرز والحشائش، مما يؤدي إلى إنتاجية قصوى للأرز. وعلى الرغم من ذلك فإنه كما في حالة الأرز – الجراد – الأرز، فلا يتم إنتاج الجراد في نفس المكان في العام والعام الذي يليه. وعند استخدام فول الصويا أو محاصيل أخرى في هذه الطريقة فيمكن الحصول على ثلاث محاصيل للحقل في عامين. وبسبب عوامل مختلفة فإن بعض المنتجين يختارون محاصيل مختلفة (التبن, الكلأ, حبوب الذرة الرفيعة) أو ترك الحقل لفترة إراحة بدلا من زراعته بفول الصويا بعد إنتهاء موسم تربية جراد المستنقعات. وعملية تدوير الحقول يلزمها أراضي كافية لتسمح باستزراع المحاصيل الصعبة في حقول مختلفة في نفس المزرعة، وهو نظام محصولي مفضل لدى كبار مزارعي الأرز التجاريين. وهذه الطريقة لإنتاج المحاصيل تشمل الكثير من الأراضي التي تستخدم لتسمين الجراد الأحمر في لويزيانا. وهي تمتاز بميزات عديدة أكثر من التدوير في نفس الحقل. إذ يمكن أن ينظم كل محصول بشكل أفضل، كما يمكن مد موسم إنتاج الإستاكوزا. فمثلاَ عوضا عن تصفية أحواض الجراد في أوائل الربيع لزراعة الأرز، يمكن استمرار حصاده حتى أواخر الربيع أو أوائل الصيف عندما تصفى الأحواض لزراعة فول الصويا (أو المحاصيل الأخرى) أو إلى مدى أبعد إذا كان الهدف هو إراحة الحقل. وبالإضافة إلى ذلك فعند تدوير الموقع كل عام يمكن ألا تكون تكدس الجراد الأحمر مشكلة، كما يكون حجمه غالبا أكبر بسبب الكثافة العددية الأقل. وإنتاجية الجراد في هذا النظام ليست عالية مثل النظام الأحادي، ولكن بالإدارة المناسبة يمكن أن تزيد عن 000 1 كحم للهكتار. وفيما يلي بعض عيوب طريقة التدوير لإنتاج الجراد الأحمر في الأحواض الدائمة أو شبه الدائمة:

  • الحاجة إلى إعادة التخزين كل عام.
  • الكثافة العددية المنخفضة.
  • أحياناَ يصعب تأخير الحصاد عند إنخفاض الأسعار بسبب كثرة المعروض.

لا تستخدم الأغذية المضافة روتينياَ في أغلب مزارع جراد المستنقعات الأحمر. بل إن تشجيع استخدام محاصيل الأعلاف يساعد على تكوين أساس الشبكة الغذائية التي تحصل منها الإستاكوزا على حاجتها الغذائية. وتعطي أجزاء النبات من محصول العلف الوقود اللازم لنظام الإنتاج المعتمد على البقايا العضوية، وتقع الإستاكوزا على رأس هذه الشبكة الغذائية. ويمكن الحصول على بعض الغذاء ليرقات الإستاكوزا باستخدام بقايا أجزاء الطعم المرتبطة بأنشطة الحصاد

نظم الحصاد

النباتات الكثيفة التي تغطي كل مساحات أحواض الإستاكوزا هي التي تحدد اختيارات الحصاد. ويعتبر الحصاد بشبكة الجرف طريقة شائعة للعديد من أنواع الاستزراع المائي ولكنها غير فعالة. وبالإضافة إلى ذلك، فبسبب الإمداد المستمر لمجاميع الإستاكوزا المتاحة للحصاد معظم فترات الموسم يلزم الحصاد المنظم والمتكرر، على عكس ما يحدث في حالة الحصاد غير المتكرر. كما أن وجود الإستاكوزا الناعمة (الحديثة الانسلاخ) يتطلب طرق حصاد أكثر فاعلية. لذلك فإن هذه الصناعة تعتمد على الطرق السالبة للفخاخ المطعمة. وقد تم تصميم فخاخ معدنية العيون ذات ثلاث جوانب (هرمية الشكل) للإستخدام في المياه الضحلة، وهي فعالة وذات كفاءة عالية. وتوضع هذه الفخاخ رأسيا في الحوض بحيث تكون قمتها خارج الماء. وتفتح القمة لتسهيل إخراج الإستاكوزا وإعادة التطعيم، وتحتوي على طوق يقلل من هروب الإستاكوزا ويعمل كمقبض. ويتحكم حجم وشكل العيون المعدنية المستخدمة لصناعة الفخ في حجم الإستاكوزا المحتجزة فيه. وتصنع معظم الفخاخ من عيون مربعة ذات حجم 1.9 سم مغطاة بالبلاستيك، وهي تحتجز إستاكوزا بوزن 12 جم (حوالي 70 مم طول كلي) أو أكبر من ذلك، إلا أن المستهلك يفضل الإستاكوزا ذات الحجم الأكبر من 20 جم. ويستخدم نوعان من الطعم لجذب الإستاكوزا للفخ، وهما طعم طبيعي من السمك وآخر مصنع من تركيبة يحددها المزارعون. وعلى الرغم من أن السمك أغلى في السعر إلا نه يعتبر أكثر فاعلية عند درجات حرارة أقل من 20 درجة مئوية. أما الطعم المصنع فهو أكثر فاعلية عند درجات حرارة أعلى من 20 درجة مئوية. وتقوم معظم وسائل الحصاد بالطعم على وضع الفخاخ لمدة 24 ساعة، لكن يمكن وضعها لمدة 12 و 48 ساعة في بعض الأحيان. وتعتبر الفخاخ أكثر فاعلية عندما توزع على الحوض كله، في صفوف لتسهيل عملية الحصاد بالقارب. وتحصد معظم الأحواض التجارية (أكبر من 2 أو 3 هكتار) باستخدام قوارب مسطحة مزودة بموتور للدفع في المياه الضحلة. وتتوافر أنواع عديدة من القوارب وتصميمات الدفع، إلا أن الأكثر استخداما هي قوارب الألمونيوم المزودة بعجلة قيادة هيدروليكية تمتد خلف القارب، ويمكن أن تدفع أو تسحب القارب في الحوض. ويوجد موتور جازولين داخل القارب ليعطي طاقة للدفع والدوران. وعادة يقوم القارب بالمرور بجانب صفوف الفخاخ حيث يفرغ الصياد (أحيانا اثنان) الفخ، ويعيد وضع الطعم من أحد جوانب القارب، في الغالب دون التوقف عند الفخاخ. وتتراوح كثافة الفخاخ من 20 – 60 فخا للهكتار طبقا لقدرة التشغيل. ويبدأ الحصاد فور الوصول إلى الحجم المطلوب، وعادة ما يكون بعد 2 إلى أربعة أشهر بعد غمر الحوض بالمياه. وتختلف أيضا عدد مرات وطول فترات الإحتجاز. ويتم تفريغ الفخاخ من يومين إلى 7 أيام أسبوعيا، ويمتد ذلك غالبا لمدة تتراوح من 3 إلى 8 أشهر. وعدد مرات وطول فترات الحصاد تتأثر بتكاليف الحصاد, سعر التسويق وكمية المصيد. ويحدد المصيد اليومي طبقا لكثافة وتركيب مجاميع الإستاكوزا, جهد الصيد, مصدر الغذاء الطبيعي, كمية الطعم وجودته، وكذلك العوامل البيئية، ولكنه نادرا ما ما يزيد عن 1 كجم للفخ في اليوم الواحد على أساس الاستدامة.

التصنيع والتداول

تباع معظم الإستاكوزا لتجار الجملة خاصة في لويزيانا, ولكن يباع البعض الآخر مباشرة للمطاعم أو المستهلكين. ومع هذا فإن كل المبيعات الأولية وجزءا من المبيعات النهائية تكون للاستاكوزا الحية. ويعتبر التخزين في أكياس بلاستيكية بها ثقوب مفتوحة، سعة 18 كجم من الإستاكوزا، أكثر الطرق المفضلة للنقل. وتفضل هذه الطريقة على الحاويات الصلبة لأن الإستاكوزا يمكن أن تخزن بسهولة في الأكياس، فمثلاَ عند وضعها في الأكياس فوق بعضها تقل الخسائر عندما تحتك كلاباتها على بعضها البعض. كما يمكن تخزين الإستاكوزا ذات الصحة الجيدة عند درجة حرارة رطبة من 4 – 8 درجة مئوية لمدة تصل إلى 6 أو 7 أيام دون حدوث نسبة نفوق عالية. ونظرا لاختلاف الطلب والأسعار، مع تفضيل الأحجام الكبيرة، فقد أصبح فرز الحجم ممارسة روتينية في بعض الأسواق. ومع أن هذا أمر شائع, فليس هناك فرز قياسي معروف لأحجام الجراد. و لكن يمكن الفرز إلى فئتين أو ثلاث طبقا لكمية الإنتاج وظروف الأسواق. وبشكل عام تباع الأحجام الأكبر إلى المطاعم المتخصصة، والأحجام الأصغر يمكن أن تصنع للحصول على لحم البطن أو تدمج مع الأفراد الكبيرة من أجل مبيعات أكبر حجما. ويحدث جميع الفرز تقريبا عند بوابات بيع الجملة أو وحدات التجهيز، باستخدام فرازات خضراوات محورة أو فرازات ذاتية. ويحصل المنتجون على سعر محصولهم طبقا للفئة الحجمية، وفي بعض الأحيان يكون سعر الكيلوجرام من الفرز الكبير خمسة أضعاف سعر الكيلوجرام من الأحجام الصغيرة.

تكاليف الإنتاج

برغم حجم وأهمية استزراع الجراد الأحمر في الوقت الحاضر، وأن قليلا من الناس يعتمدون على استزراعه كوسيلة لمعيشتهم، إلا أنه ما زال يعتبر من المشروعات الثانوية. ويشكل مزارعو الأرز الجزء الأكبر من منتجي الجراد الأحمر التجاريين، ولكن لا توجد ميزانية تفصيلية حول تكاليف إنتاج كل محصول. كذلك فإنه بسبب المساهمة الواسعة لاستزراع الإستاكوزا والطبيعة الثانوية لهذه المشروعات، فلا تحتوي السجلات إلا على القليل من التفاصيل، ولذلك فإن تكاليف الإنتاج متفاوتة، وغالبا غير معروفة. إلا أن الحصاد هو أكثر مكونات استزراع الإستاكوزا من حيث العمالة المكثفة، فحوالي 50- 70% من التكلفة المباشرة مرتبط بالحصاد. كما يعتبر الطعم والعمالة اللازمة لعملية التفخيخ هما الأكثر تكلفة.

الإحصاءات

كان كل إنتاج الاستزراع المائي المدون لجراد المستنقعات الأحمر حتى عام 2002 يأتي تقريبا من الولايات المتحدة الأمريكية. ويتنوع الناتج من هذه الدولة بشدة معتمدا أساسا على الظروف المناخية. فعلى سبيل المثال، وصلت ذروة الإنتاج في الفترة بين 1993 – 2002 إلى 375 26 طن في عام 1995 و 27825 طن في 2002. ثم حدثت فترات قل فيها الإنتاج مثلما كان 713 7 طن في عام 2000 و 847 13 طن في عام 2001. ثم ازداد إنتاج الولايات المتحدة إلى 498 33 طن في عام 2003 ومثله تقريبا في عام 2004، ولكنه انخفض مرة أخرى إلى 355 16 طن في عام 2005. وفي أحدث ذروة لإنتاج الولايات المتحدة من جراد المستنقعات الأحمر في عام 2003 كانت قيمة هذا الإنتاج 48.6 مليون دولار أمريكي، وكانت هذه القيمة أقل إلى حد ما من قيمة الإنتاج الأقل بدرجة ملحوظة في عام 2002 والتي بلغت 50.4 مليون دولار. وفي عام 2003 بدأت إحصاءات الصين المرسلة لمنظمة الأغذية والزراعة في تسجيل إنتاج ملحوظ لإستزراع جراد المستنقعات الأحمر. وكان هذا الإنتاج في عام 2003 حوالي 600 51 طن، ثم زاد إلى 000 88 طن في عام 2005 بقيمة مالية زادت عن 303 مليون دولار أمريكي، مما أدى إلى وصول الإنتاج العالمي إلى 000 105 طن. إلا أن هناك بعض الجدل فيما يتعلق بإنتاج الصين، فربما لا يكون كل الإنتاج مصدره هو الاستزراع. وهناك أمل بأن تحل هذه المسألة مع تحديث هذه الوثيقة. وبخلاف الولايات المتحدة الأمريكية والصين فلا توجد دول أخرى تم بها تسجيل إنتاج لاستزراع هذا النوع في عام 2005. ولكنه يوجد في المصايد في كينيا, البرتغال وأسبانيا. وهناك أربعة دول (كوستاريكا، المكسيك، أسبانيا وزامبيا) ورد ذكرها في خارطة التوزيع الجغرافي في ورقة الحقائق هذه سابقا، نظرا لتسجيل إنتاج استزراع هذا النوع في هذه الدول في إحصاءات منظمة الأغذية والزراعة في سنوات سابقة.

السوق والتجارة

إمداد الأسواق بجراد المستنقعات سواء كان من الاستزراع أو من المصايد الطبيعية هو إمداد موسمي، وتبلغ ذروة الإنتاج فى لويزيانا من مارس إلى يونيو. وتاريخياً كان معظم الإمداد المحلي في الولايات المتحدة يستهلك في لويزيانا والولايات الجنوبية المحيطة بها خاصةً تكساس, ساحل خليج المسيسيبي, ولسان فلوريدا. ونظراً للحصر الجغرافي لمناطق الإنتاج, موسمية الإمداد، عدم استقرار الأسعار والاعتبارات الثقافية، فإن مبيعات الإستاكوزا المحلية كانت محدودة. وقد زادت الأسعار المحلية في السنوات الأخيرة وبصفة أساسية من المنتجات المجمدة والمصنعة. وكما هو الحال في معظم الدول الأخرى، فإن استيراد الإستاكوزا الحية فى بعض الولايات الأمريكية خارج نطاق تواجدها الطبيعي ممنوع لاعتبارات بيئية. ونظرا للطلب المرتفع على الجراد الحي في جنوب الولايات المتحدة، فإن أسعاره هي الأعلى، ولكن عند تشبع الأسواق وركود بيع الجراد الحي، تتم معالجته أو بيعه طازجا أو مجمدا. ومن المنتجات التي تسوق أيضا الجراد الكامل المجمد بعد طبخه. إلا أن أكثر المنتجات شيوعاً هو لحم البطن أو الذيل المطبوخ, المقشر باليد والمنقوع. وقد يعلب هذا المنتج مع أو بدون النسيج الكبدى البنكرياسى، حيث أنه عنصر هام في مطبخ لويزيانا (كاجون). وتتفاوت كمية اللحم في جراد المستنقعات طبقا لعوامل مثل النضوج الجنسي والعمر ولكن بصفة عامة يمثل لحم البطن المطبوخ حوالى 15% من الوزن الحى للمنتج. وتتفاوت كميات الجراد المصنع في لويزيانا من عام إلى آخر، لكن في السنوات الأخيرة زاد استيراد لحم الإستاكوزا المستوردة من الصين على حساب منتج لويزيانا بدرجة ملحوظة. وتنعكس العلاقة بين العرض والطلب على تفاوت الأسعار من عام إلى آخر ومن أسبوع إلى آخر خلال موسم حصاد الإستاكوزا فى الولايات المتحدة. وأعلى الأسعار بالنسبة للمنتجين تكون في الشتاء وأوائل الربيع، حيث يقل العرض نسبيا. وتنخفض هذه الأسعار بدرجة ملحوظة في أواخر الربيع والصيف عند ذروة الإمداد وزيادة العرض والطلب على منتجات أخرى من الأغذية البحرية مثل الجمبري والكابوريا (سرطان البحر).

الوضع والاتجاهات

يعتبر استزراع جراد المستنقعات الأحمر أحد أقوى فرص النشاط الزراعي في جنوب الولايات المتحدة الأمريكية. وفي الوقت الذي تقل فيه عائدات العديد من الصناعات الزراعية والحيوانية تبقى قدرات استزراع الإستاكوزا قوية. وبغض النظر عن بعض العوائق والصعوبات الخاصة باستزراع الجراد الأحمر، فربما يكون هو الاختيار الأمثل للعديد من المزارعين الذين يعانون من زراعة المحاصيل الأخرى، وكذلك ملاك الأراضي الراغبين في إضافة محصول قابل للحصاد مع الاستخدام الآمن والترفيهي للأراضي. وما زال هذا المفهوم الموسع للاستزراع المائي يعتبر استراتيجية فعالة للمزارعين التقليديين والمؤقتين نظرا لقلة المدخلات المطلوبة له وكذلك عدم حاجته إلى تقنيات عالية. وإضافة إلى ضآلة هذه المتطلبات فإن استزراع الإستاكوزا يناسب أيضا المنتجين المتطورين الكبار اللذين يهدفون لتحقيق الربح باستخدام الإدارة الجيدة. ومستقبل استزراع جراد المستنقعات على المدى الطويل، خاصة عند استخدام نظام معتمد على المرعى الحقلي، هو مستقبل واعد، نظرا لأن هذا المفهوم ربما يكون واحدا من أكثر النماذج الشرعية للاستزراع المائي المستدام ذي المدخلات الإنتاجية القليلة. فعلى الرغم من أنه لا يوجد نظام زراعي تجاري لا يحتاج إلى مدخلات إضافية لضمان استدامته، إلا أن استزراع جراد المستنقعات قادر على تحقيق ذلك. ويعتبر استزراع جراد المستنقعات باستخدام نظام المرعى الحقلي مثالا على الاستخدام الشرعي والحكيم للموارد بأقل التأثيرات البيئية، مع الحصول على عائد اقتصادي كبير للمجتمعات. كما أن هذه الأنظمة الإنتاجية تمنح أراض رطبة صناعية، تعتبر بيئة مائية هامة في الحياة الفطرية، وبديلا مناسبا للكثير من الأراضي الرطبة الطبيعية التي تجري إزالتها. ومن غير المحتمل أن يزيد الانتشار العالمي لاستزراع جراد المستنقعات الأحمر في الأحواض، نظرا للقلق والخوف من إدخال الأنواع المستجلبة (غير المحلية) وخاصة هذا النوع. وقد تم إدخال جراد المستنقعات الأحمر (P. clarkii) لكثير من الدول، وعادة ما سبب ذلك تأثيرات ضارة على البييئة. وسوف يكون التوسع المستقبلي في الإنتاج في جنوب الولايات المتحدة محكوما بمدى التوسع في الفرص التسويقية وتقنيات المعالجة. وفي الوقت الحالي تتم معالجة وتصنيع الإستاكوزا بطرق غير ميكانيكية، وبالتالي فإن تقنيات المعالجة الميكانيكية ربما تكون هي المفتاح لزيادة الأسواق ومساهمة المنتجات في السوق في الولايات المتحدة.

موضوعات أساسية

لا يسبب استزراع جراد المستنقعات الأحمر في لويزيانا والولايات المحيطة بها, حيث يستزرع تقريبا 100% من الإنتاج في الأحواض في الولايات المتحدة، تهديدا يذكر للبيئة. فهذا النوع متوطن في المنطقة ويحتاج لإدارة بسيطة نسبيا. وعادة ما تكون مياه صرف مزارع الإستاكوزا قليلة الأكسجين المطلوب والعناصر الغذائية، ولكن العكارة والمواد الصلبة العالقة يمكن أن تزيد في أوقات محددة من العام. وقد تم تعريف "الممارسات الإدارية الأفضل" (Best Management Practices) بأنها التي تقلل التأثيرات المحتملة لصرف أحواض الجراد على البيئة. وقد بدأ المنتجون في تبني هذه الأساليب بشكل تطوعي. والأكثر من ذلك، هو أن أحواض استزراع الجراد تعتبر أرضا رطبة مثالية لكثير من أسراب الطيور والطيور المائية وحيوانات الفراء، بالإضافة إلى إمداد منتجات غذائية بحرية مرغوبة وعالية القيمة. كما يساعد التكامل بين استزراع جراد المستنقعات مع الاستخدامات الزراعية التقليدية للأراضي على الحفاظ على الأرض والمياه بطريقة عملية. وتظهر قضايا خطيرة عند إدخال جراد المستنقعات الأحمر أو أنواع أخرى إلى مناطق خارج نطاقه الطبيعي. فهذا الجراد قوي ويستطيع التكيف ولديه أثر تخريبي شديد على الأماكن الحساسة بيئيا. فقد ينافس بعض الأنواع المائية في النظام البيئي، ويسبب ضررا شاملا للنباتات الرئيسية، كما لوحظ في أوروبا، كما يمكن أن يكون هذا الجراد ناقلا للأمراض. كما أن طبيعة الحفر التي يتميز بها يمكن أن تدمر المحاصيل وأماكن تخزين الماء. وتتواجد تجمعات جراد المستنقعات الأحمر بدرجة ملحوظة في الصين حاليا، حيث ينتشر في المنطقة الجنوبية. وحيثما تتواجد أسواقه فسوف تستمر مصايده هناك. وليس من الواضح إلى أي مدى يمكن استزراعه بطرق تقليدية نظرا للقدرة الإنتاجية المنخفضة نسبيا، وكذلك للوفرة الظاهرة في البيئة الطبيعية. وقد عرف نظريا أن العديد من الأسماك الآكلة للأسماك, الطيور والثدييات قد قلت في معظم المياه الداخلية في الصين تاركة المجال الفسيح لإزدهار جراد البحر. ولهذا فمع زيادة وفرته في المياه المحلية، لا يوجد حافز قوي لتوسيع ونشر استزراعه، على الأقل في المستقبل القريب.

ممارسات الاستزراع

نظرا لأن جراد المستنقعات الأحمر سهل الهروب من منشآت الاستزراع المائي ويستطيع إقامة مجاميع في بيئات معاكسة، فغالبا ما يدمر النظم البيئية المائية. وحيث أن هذا الجراد قد يكون ناقلا للأمراض مثل فطر الأفينوميسيس (Aphanomyces astaci), فيجب عدم إقامة المزارع المائية في المناطق التي لا يتوطن فيها هذا النوع أو يتأقلم معها بشكل جيد. ويجب أن تتضمن ممارسات الاستزراع المائي المسئولة أيضا المحافظة على البيئة والممارسات الإدارية الأفضل بهدف الحفاظ على الموارد (المياه والطاقة) والحد من التلوث الناتج عن الصرف. ويجب الالتزام بقواعد "مدونة السلوك بشأن المصايد المسئولة" (FAO Code of Conduct for Responsible Fisheries) لمنظمة الأغذية والزراعة.

إعداد/ أمانى إسماعيل

allfish

أمانى إسماعيل

  • Currently 31/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 1005 مشاهدة

ساحة النقاش

allfish
موقع خاص لأمانى إسماعيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,440,894