<!--<!--<!--<!--

نظم الحصاد

عادة ما يتم تصويم الأسماك لعدة أيام قبل الحصاد لمدد تتراوح بين يوم و 12 يوماً ويعتمد ذلك على التغير الموسمى فى درجة حرارة المياة. في المزارع التجارية، سواء فى الأحواض الأرضية أو الأقفاص، يتم جمع القاروص بواسطة شبكة ملقاف أو مضخات تفريغ وذلك في الكثافات العالية جدا (70-100 كيلوجرام لكل متر مكعب) حيث توضع الأسماك مباشرة بعد خروجها فى ماء بارد. وفي حالة أقفاص البحر، يتم جمع الإنتاج عندما تكون الأحوال الجوية مواتية للعمل بأمان. ويعتمد الوقت بين الحصاد وتجهيز الأسماك فى المجزر على المسافة بين الأقفاص و المزرعة والتى لا تتجاوز الساعتين بما فى ذلك عملية النقل. وعندما تكون المزرعة مجهزة بمجزر يتم وضع الأسماك فى ماء مبرد بثلج مجروش ويجهز فى المجزر فور وصوله. ولضمان الجودة العالية للمنتج والمحافظة على الأسماك يحظر التزاحم قبل جمع الأسماك. فحركة العضلات العنيفة أثناء الأعداد فى المجزر تؤدى لتناقص سريع فى مخزون الطاقة (بمعنى آخر: . ثالث فوسفات الأدينوساين، أي تي بي) وإلى تكون حمض اللاكتيك وبالتبعية إلى إنخفاض الأس الهيدروجينى فى مرحلة بعد الموت. فالحيوان الذى يكافح خلال الإعداد يصل إلى مرحلة التيبس الرمى بسرعة الأمر الذى يؤثر سلبياً على نوعية شرائح الأسماك المنتجة حيث يسبب نعومة قوام العضلات. ويجب أن تكون طريقة القتل سريعة وفعالة حتى تؤدى لتخفيف الضغط وهذا نوع من الرفق بالحيوان ولتحسين لنوعية المنتج. وهناك عدد من الطرق تودى إلى فقدان الأسماك للحس ومنها ثقب المخ والضرب على الرأس أو إتلاف الحبل الشوكى وإن كانت تلك الطرق لا تستخدم فى حالة القاروص نظراً للحجم التسويقى للأسماك وإرتفاع أجر العمالة المؤهلة.

التصنيع والتداول

تتفاوت طرق الحصاد طبقا لحجم المنشأة. فحصاد كمية كبيرة سريعاً يتطلب الأعتماد الكلى على الميكنة بينما فى العمليات الصغيرة يمكن الإعتماد على الطرق اليدوية. وفى كل الاحوال، يكون الهدف المحافظة على جودة المنتج النهائى من خلال التداول بعناية بواسطة أفراد مؤهليين. ويشمل التداول النقل من مرحلة تربية لأخرى كما يشمل الحصاد ونقل الأسماك الحية. ويجب إتباع الأساليب الصحية خلال عمليات التصنيع. كما يجب تنظيف الشباك والتنكات بصورة دورية. وخلال الحصاد يجب أن يعار الأنتباة إلى منع الطيور من التغذى على الأسماك كما يجب تفادى الإضرار بالأسماك والتى قد تسببه الشباك والمضخات حيث تنزع القشور والجلد بسهولة. كما يجب العناية بالأسماك خلال عملية التعبئة لتفادى سقوط القشور والمحافظة على مظهر و بريق الجلد. وعادة ما تباع السمكة كاملة طازجة فى مجموعات بينما تباع نسبة صغيرة من الأسماك مجمدة ومعلبة بشكل منفرد. والأسماك الطازجة تحفظ فى الثلج لمدد لا تزيد على 4 إلى 5 أيام حتى تصل إلى الأسواق

تكاليف الإنتاج

مثل الزريعة عادة ما بين 15 و 25 % من تكاليف التربية وفى المفرخات تمثل العمالة حوالى 30 % من المجموع الكلى للتكاليف. وللغذاء والعلائق نصيب وافر من جملة التكاليف حيث يساهم بحوالى 30 % يلية المصوفات الإدارية والوقود والطاقة (ذلك بسبب متطلبات التدفئة والغذيات الألية). وبصفة عامة فأن تكاليف التربية منخفضة فى المزارع السمكية كبيرة الحجم. وفي إيطاليا، على سبيل المثال، فإن تكاليف إنتاج الزريعة حوالى 0.30 يورو لكل كيلوجرام (0.39 دولار أمريكي لكل كيلوجرام)، وإنتاج الأسماك، ويشمل كافة النفقات التى ذكرت سابقاً يتكلف حوالى 4.00 يورو لكل كيلوجرام (5.20 دولار أمريكي لكل كيلوجرام).

الإحصاءات

إحصائيات الانتاج العالمى للفش المستزرع
(FAO Fishery Statistic)

تعد الطفرة التى حدثت فى التوسع فى إستزراع القاروص بصفة خاصة في اليونان، تركيا، وإيطاليا قد إنحسرت. حيث تناقص الإنتاج الكليّ من كافة البلدان فبعد أن وصل إلى قمته فى عام 2000 محققاً 71000 طن تراجع إلى 57000 طن فى عام 2002. و على أية حال، يبدو أن إسبانيا وكرواتيا تصارع للنجاح فى هذا المضمار.

السوق والتجارة

يعد إستزراع القاروص فى بلدان البحر الأبيض المتوسط واحداً من أكبر قصص الناجح فى الإستزراع السمكى فى أوروبا، حيث تطور فى أقل من 15 عاماً من بضع الاف من الأطنان إلى 57000 طن اليوم، بعد أن بلغ ذروة الأنتاج بحوالى 71000 طن عام 2000. وعند بداية تسويق أسماك القاروص المستزرعة في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينيات، كان ينظر إلى الأسماك المستزرعة على أنها مكملة لإنتاج المصادر الطبيعية وكانت الأسعار مرتفعة. وربما عانت أسعار الأسماك الطبيعية بالزيادة المستمرة وتنامى إنتاج الأستزراع السمكى، لكن اليوم هناك فرق واضح في التسويق بين أسماك المصادر الطبيعية والأسماك المستزرعة، حيث يصل سعر أسماك القاروص المصيدة من المصادر الطبيعية عدة أضعاف سعر الأسماك المستزرعة. ومقارنة بالعديد من أسماك المزارع السمكية، مثال السالمون والسالمون المرقط، يتم تسويق أسماك القاروص بشكل أساسى كاملة وطازجة، وبشكل محدود من التصنيع أو القيمة المضافة. وعلى أيّ حال، فأن تطوير المنتج أسماك القاروص كان محدوداً للغاية. وتعد الطبيعة المتحفظة لمستهلكى البحر الأبيض المتوسط السبب الرئيسي وراء ذلك حيث إعتاد المستهلك على رؤية السمكة كاملة عند شرائها من سوق التجزئة، بالرغم من إنه من الأفضل التخلص من أحشاء السمكة فى مكان إنتاجها. ويجرى الأن تطوير للإنتاج وذلك خلال بعض كبار المنتجيين اليونانيين ومصانع أسماك إيطالية متخصصة تقوم بإستيراد المنتج اليوناني حيث تعيد تعبئته فى عبوات مقاومة للجو الخارجى مما يعطى المنتج عمر أطول للعرض. وعلى أية حال، فإن تطوير المنتج أمر ضروري وهام إذا أمكن إنتاج كميات إضافية من القاروص تستوعبها الأسواق الحالية. وعلى نفس النمط، فتسويق ذلك المنتج فى شمال أوروبا ما زال محدوداً حيث يعتمد على المطاعم العرقية (يونانية، تركية وإسبانية) ولكنها فى تزايد نظراً لتزايد شعبية أطعمة ومطبخ دول البحر الأبيض المتوسط. .

الوضع والاتجاهات

نما إستزراع القاروص في أوروبا بشدة خلال العقد الأخير حيث يتم تصدير معظم الإنتاج وبشكل رئيسي إلى إيطاليا وإسبانيا ويعد المصدّر الرئيسي اليونان الذى يصدر حوالي 70 % من جملة إنتاجه. وقد كانت إيطاليا تقريبا سوق التصدير الوحيدة للإنتاج اليوناني لكن وكنتيجة لجهود تطوير السوق فقد وسعت اليونان صادراتها الآن إلى أسواق جديدة مثل المملكة المتّحدة وألمانيا وفرنسا، بالإضافة إلى كميات محدودة إلى إسبانيا. وعلى الطرف الآخر فأن تجارة الزريعة تأتى من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وتذهب إلى المزارع في اليونان ومالطا وكرواتيا. ويعد تناقص عائد إستزراع القاروص بالرغم من تناقص التكاليف وذلك نظراً للإنخفاض الإسعار لأكثر من الثلثين بين عامى 1999 و2002 (من 16 دولار أمريكي للكيلوجرام إلى حوالي 4-5 دولار أمريكي للكيلوغرام) ويعزى تزامن سرعة تشبع السوق مع هبوط السعر السريع (60-70 % في عشرة سنوات) إلى الصغر النسبى لسوق هذا النوع (بشكل رئيسي في جنوب أوروبا) بالمقارنة مع سوق السلمون الأطلنطية، إيضاً الإفتقار للتنوع فى المنتج ومحدودية التطوير فى هذا السوق. وقد أدى إنخفاض سعر هذا النوع إلى فتح أسواق جديدة والتوسع فى الأسواق الموجودة، ولو أن هناك هامش ربح مقبول يمكن ضمان إستمراريته من خلال تحسين معدلات الإنتاج وتنويع المنتج. وتعد وفرة الإنتاج فى بعض الدول عامل يساهم فى هبوط الأسعار (نظراً لزيادة العرض عن الطلب) والتى قد تعد مسئولة عن هبوط الإنتاج الكلى لهذا النوع بين عامى 2000و 2002.

موضوعات أساسية

مثل قطاعات الإنتاج الحيوانى الأخرى، تستخدم المضادات الحيوية فى مجال الإستزراع السمكى خلال عمليات الإنتاج والتصنيع بشكل أساسى للوقاية من أو لمعالجة الأمراض البكتيرية. ومن خلال عدد من التقارير، يتبين أن إستخدام المضادات الحيوية عادة ما يتم بطريقة غير مسؤولة فى قطاع الإستزراع السمكى وأن التحكم فى إستخداماته لا يعطى تأميناً كافياً لمنع الأخطار التى قد يتعرض لها البشر من جراء تلك الممارسات. وقد يؤدى تنامى إستهلاك المضادات الحيوية إلى تواجد أنواع من البكتريا الممرضة للأنسان مقاومة للمضادات الحيوية. ويعد تطوير مقاومة البكتيريا الممرضة للمضادات الحيوية واحداً من أكثر المخاطر التى تهدد صحة الإنسان على المستوى العالمى. وبناء على التعرف على المخاطر المرتبطة بإستهلاك المضادات الحيوية بصورة مباشرة أو غير مباشرة على صحة الإنسان فقد تم حظر إستخدام بعض المضادات الحيوية فى مجال الإنتاج الحيوانى (خاصة تلك المضادات الحيوية التى ليس لها مستوى آمن للبقايا) كما تم تحديد الحدود القصوى للبقايا (MRLs) لتلك الأنواع المعروف مخاطرها. وقد أقدمت العديد من الحكومات حول العالم على وضع أو تعديل قواعد وطنية على إستخدام المضادات الحيوية بصفة عامة أو فى مجال الإستزراع السمكى.

ممارسات الاستزراع

وكنتيجة لضغط المستهلك فقد أصبح لزاماً على نشاط أنتاج الأطعمة الزراعية أن توفر منتجات لصالح خدمة المجتمع. وفى الواقع العملى يجب أن تحمل كلمة لصالح المجتمع ما يوفر الصحة والرفاهية للأفراد حيث أن الصحة تعنى أكثر من مجرد غياب المرض والرفاهية تحمل معنى أعمق من التخلص من المنغصات والضغوط النفسية. وتسود تلك المنطقة التشريعات التى تحكم بلدان الإتحاد الأوربي والتى تتبع توصيات لجنة إتفاقية أوروبا لصالح الحيوانات المستخدمة لأغراض التربية. وقد نصت تلك الأتفاقية على أنه يجب أنه ألا يتعرض الحيوان للتجويع أوالعطش أوالمضايقات أو الألم أو الإصابات أو الأمراض أو الخوف وأن يمارس سلوكه الطبيعي. وقد تطرح ممارسات الإنتاج الحيوانى الحالية التساؤل حول مدى الموائمة الناجحة للحيوانات وظروفهم المعيشية. وتتضمن الموائمة التنظيم الطبيعى للعمليات الحيوية بالجسم بجانب ردود الأفعال الطارئة والتى تتطلب قدراً أكبر من الطاقة وذلك عند توقع الحيوان عدم كفاية سبل التنظيم العادية. وقد يؤدى هذا النوع من الضغط الفسيولوجى والنفسى إلى عدم إحساس الحيوان بالمتعة نتيجة لمحاولته المستمرة للتوائم مع بيئته. وقد تستطيع الجهود المتكاملة الإجابة على التساؤلات العامة بشأن أنظمة الإستزراع المكثف. وفي الحقيقة، فإن الأطباء البيطريون يتحملون مسؤولية تقييم صحة حيوانات التربية حيث يقيمون الحالة العامة للحيوانات ويتخذون الإجراءات اللازمة لمنع الأمراض. لذا فهم أنسب الأشخاص للتعامل مع مديرى المزارع والمفتشين الحكوميين والتعاون فى فحص الحيوانات وتقرير حالتها الصحية. والبيطريين فى هذه الأيام لديهم دور آخر لتطوير طرق جديدة للتشخيص ووضع كل مشكلة فى سياق معين الأمر الذى يعد جزء مكمل لطرق التشخيص التقليدية. ومن الممكن من الناحية العملية وضع الحيوان المريض ككل، وليس المشكلة، في بؤرة التفاعل مع البيئة ومن هذا المنطلق تهدف صحة الحيوان إلى خلق توازن بين الحيوان وبيئة وظروف الإستزراع المكثف.

إعداد/ أمانى إسماعيل

allfish

أمانى إسماعيل

ساحة النقاش

allfish
موقع خاص لأمانى إسماعيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,441,022