authentication required

<!--<!--<!--

مفهوم الحاكمية

ما حكم هؤلاء الذين يضطهدون في مصر مثلاً ويُقَتلون ويُجابهون  من قبَلِ الجيش أوالشرطة المصرية أو. أو . إلى آخره . هل هؤلاء شهداء ؟ ؟ ؟

لفضيلة العلامة الشيخ

محمد ناصر الدين الألباني

( رحمه الله تعالى )

 

 

إعداد وترتيب

أبو عبد الأعلى

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم أجمعين أما بعد:

فهذا جواباً لسؤالٍ ورد إلى العلامة الإمام محمد ناصر الدين الألبان رحمه الله تعالى ، وبما أن السؤال والجواب ينطبق على مما نحن فيه الآن أو قريب منه ، من أحداث مؤسفة وفتنة عمياء ، وجدّتُ من الفائدة العظيمة والكبيرة أن أنشرها لتعمَّ الفائدة على الجميع ، فقمتُ بتفريغ هذه المحاضرة من الشريط الكاسيت المسجل عليه هذه المادة الغنية بعلم الشيخ الغزير النافع قَلَّمَا تجده عند أحدٍ ، ولا أكون كاذباً إذا قلت أن عيني لم ترى مثل هذا البحث القَيِّم في استعراضه لهذا الموضوع الشائك والمثير للفتن ، وأيضاً بحثه الرائع في رده على الشبهة التي يتمسك بها المخالفون حينما يقولون وماذا نفعل في قوله صلى الله عليه وسلم " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ..." الحديث وحتى لا أطيل عليكم ، فأنني قمتُ بتفريغ هذه المادة وراجعتها أكثر من مرة ولم أكتب " رد الشيخ  السلام ، وتشميس العاطس " وأيضاً كان هناك بعض الكلمات البسيطة جداً جداً غير مفهومة فتركت نقط  مكانها ، أسال الله تعالى أن يتقبل منا ويرحمنا مما نحن فيه وينقذ مصر وشعبها من هذه الفتنة العمياء آمين .

وكتبه أبو عبد الأعلى

  والآن تعالوا نرى ماذا قال رحمه الله تعالى.

س- هناك ياعم الشيخ مَن يقول : من يُقتل الآن على الساحة المصرية من الحكومة ومن الأخوة  بعض الأخوة يقول إنه شهيد والحديث يقول : " إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار " . فأرجو الإيضاح بارك الله فيك .

الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: أولاً الجواب عن هذا السؤال باختصار:

أنَّ مَن يُقتل في هذه المجابهات التي تقع بين الدولة وبين بعض أفراد الشعب المسلم واستدرك على نفسي فأقول : بين الدولة التي لا تحكم بما أنزل الله وبين بعض أفراد الشعب الذي يطالب الدولة بأن تحكم بما أنزل الله فما وقع من قتلى بين الطرفين فليس فيهم مَن يصحّ أن يقال فيه أنه شهيد ذلك لأنًّ : الشهادة تنقسم في الشرع إلى قسمين اثنين . شهادة حقيقية وشهادة حُكمية .

أمَّا الشهادة الحقيقية :- فهو المسلم يخرجُ من بيته من بلده مجاهداً في سبيل الله لا يبتغى من وراء ذلك جزاءً ولا شكورا ، ولا نصر شيئاً إلّا رفع كلمة الله أن تكون هي العليا ، فَمَن خرج من داره أو من بلده لهذا القصد العظيم ثُمَّ قُتل في المعركة فهو الشهيد وهو الشهيد حقيقةً ، وهو الذي لا يصلى عليه ويُدفن في ثيابه دون أن يُكًفَّن ، خلافاً لما هو الواجب على سائر موتى المسلمين من وجوب الصلاة عليهم وجوباً كفائيَّاً ، إذا  قام به البعضُ سقط عن الباقين ، وتكفينهم ودفنهم في مقابر المسلمين .

أمَّا الشهيد، الشهيدُ حقيقةً وهو كما ذكرتُ هو الذي يموت في ساحة المعركة، فهذا لا يُكَفّن ولا يُغَسَّل ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين وإنما في مصرعه في المكان الذي أستشهد فيه، هذا هو الشهيد حقيقةً. هناك شهادة أخرى يُسمّيها الفقهاء بالشهادة حُكماً وليس حقيقةً، فهؤلاء أقسام كثيرون وكثيرون جداً. فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: " مَن مات في بطنه فهو شهيد " فالمقصودُ بالبطن هنا الإسهال الشديد أو البطنَ في انتفاخ بحيث يكون سبب موته هو هذا فهو شهيد، لكن هذا شهيد ٌ حُكماً، وليس شهيداً حقيقةً. بمعنى أنه يُعامل ما يُعامل به كل المسلمين، لا بدَّ من غسله وتكفينه، والصلاة عليه ودفنه في مقابر المسلمين، وهكذا أنواع كثيرة، حتى قال عليه السلام: " مَن مَات غَرَقاً فهو شهيد. مَن مَات تحت الهدم فهو شهيد ، من مات بالسل مرض السل فهو شهيد ، المرأةُ جمعاء تموت وهى حبلى بسبب هذا الحمل أو هي تضع فتموت.

 فكل هذه الأنواع شهداء لكن هؤلاء شهادة حُكمية ، وليست شهادتهم شهادة حقيقية . آخر ما أذكره من الأمثلة قوله : عليه الصلاة والسلام " من مات دون ماله فهو شهيد " .

هؤلاء الذين أنت  تًسئلُ عنهم لا يصدق فيهم لا الشهادة الحقيقية بل ولا الشهادة الحُكمية .  

هؤلاء : نحن ننصحهم ونحن نعرف منهم أنّ الغيرة التي هي تضطرهم إلى أن يُقاوموا المخرز بعينهم . تفهمون هذا الكلام يُقاومون القوة الطاغية المادية بأسلحة لا تُسمن ولا تُغنى من جوع، هؤلاء نحن ننصحهم ألّا يُخالفوا هدى النبي صلى الله عليه وسلم وسنته في إيجاد الأرض المسلمة وإقامة الدولة المسلمة على الأرض المسلمة.

ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ هل أول ما دعي الناس إلى أن يعبدوا الله ويجتنبوا الطاغوت.؟ استعمل السلاح السهام والحراب والسيوف .؟

الجـــواب : - لا - ، لكنه كما تعلمون والأمر ما يحتاج إلى شيء من التفصيل أنه بدءا بالدعوة في مكة واستمر على ذلك نحو ثلاث عشرة سنة وَلَقِيَ من المشركين ما لقي ، من الأذى ومن الضرر هو وأصحابه حتى أَذنَ لهم بالهجرة إلى الحبشة مرتين وحتى هاجر هو عليه الصلاة والسلام إلى المدينة ، وهناك بدءَ يُقيم  أو يضع الأساس للدولة المسلمة ، وهكذا يَجبُ على الطائفة  المؤمنة الطائفة المنصورة ، التي تَحدَّثَ عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة ، حينما قال : " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ، حتى يأتي أمر الله " . يَجبُ على هذه الطائفة المنصورة من جهة أن يصبروا على أذى غيرهم لهم ، وأن يصبروا على الطغيان الذي يصيبهم من الحكام وَمِن مَن يُحَكَمونَ من هؤلاء الحكام من الجيش والشرطة ونحو ذلك ، وأن لا يستعجلون الشيءَّ قبل أوانه ، لا يستعجلون النصر قبل اتخاذ أسبابه ، فإنه قد قيل قديماً : " مَن استعجل الشيء قبل أوانه أبتلى بحرمانه " . والله عز وجل يقول في القرآن الكريم : (  وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ) ؛ هذه الآية الكريمة كما ذكرنا من قبلُ معناها واضح لدى كل عربي فلا فرق في ذلك بين عالمٍ وطالب علمٍ أو غير طالب علم ، مادام أنه يفهم اللغة العربية ، " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ " . هذا المعنى واضح ، لكن قد لا يكونُ واضحاً لدى كل عربي ،  على هذا الإطلاق الذي شرحته آنفاً ، ما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه ، أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " أَلا إنّ القوة الرميُ ، أَلا إنَ القوة الرميُ ، ألا إنَّ القوة الرمي " . والرميُ اليوم كما تعلمون يختلف عنه حينما نطق النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث ، الرميُ هناك كان له نوعان فقط ، الرميُ بالحراب أولاً ، ثم بالسهام ، نادراً لأن السهام صُنعت للطعان ، والرمي والحراب للرميُ ، والسيف للضرب ، لكن أحياناً وبخاصّة حينما تكثر السهام وتَقلُّ الحراب فقد يُستعمل السهمُ مكان الحربة المهم أن الرمي المعروف يومئذٍ في عهد العرب في الجاهلية وفى الإسلام وفيما بعد ذلك، إنما هو بالحراب. الآن الحراب لا تكادُ تصنع شيئاً بالنسبة للرصاص الذي تطور إلى ما يسمى بالرشاش مثلاً ونحو ذلك من الأسلحة التي تَطلق في لحظة واحدة عشرات الرصاصات ، ولابد والحالة هذه أن يصيب الهدف إما بالرصاصة الأولى أو الثانية أو .. أو... إلى آخره ، ولذلك أطلق النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال : " ألا أن القوة الرميُ " ، فالرميُ بالحراب الآن لا يفيد إلا  إذاً بدك ترمى  بالرصاص،  فالرميُ ينبغي أن يكون بالرصاص المستعمل الآن في القتال. إذن يدخل في عموم الآية " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ) ، أي من القوة المعروفة اليوم ، وبخاصّة من الرمي المعروف اليوم هذا يُفهم بسهولة ، من معنى هذه الآية ، لكن هناك شيءٌ قد لا يتنبه له كثيرٌ من الناس ، فأرى يجبُ علىَّ التنبيه على ذلك .

فأقولُ:- وهنا نقطة هذه النقطة هامّةٌ جداً، بالنسبة لـــهؤلاء الإســــلاميين المتحمسين لإقامة الدولة المسلمة، ولكنهم لا يُحسنون الوسائل التي تساعدهم على تحقيق بغيتهم ، ألا وهو إقامة الدولة المسلمة ، فهؤلاء أُلِفِت نظرهم إلى المعنى الكمين في خطابِ رب العالمين ، وأعدّوا.  فقط أقف عند هذا الخطاب ، وأعدوا ، لمن الخطاب .؟ الخطاب لم يكن للأصحاب المضطهدين الضعفاء من قريش في مكة ، وإنما كان خطاباً موجّهاً للأقوياء الذين كانوا يعيشون مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة ، وكانوا باستطاعتهم أن يحققوا نسبة كبيرة جداً من هذا الأمر وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ، إذن وأعدوا . الخطاب أولاً للمؤمنين حقاً، الذين التفوا حول النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ونصروه بأموالهم وأولادهم، وأنفسهم وكل عزيزٍ لديهم، هذا الخطاب حينما يوجد قومٌ أو طائفةٌ هم في أن يكونوا مستعدون ليتلقوا مثل هذا الخطاب الإلهي ، أولئك الذين يُؤمَرون بأن يَعدّوا ما استطاعوا من قوة ، فهل هناك طائفة رُبُّوا على الكتاب والسنة ، سنين طويلة كما ربى أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه الأولين المهاجرين ، في مكة وصبروا معه ، وأُذُوا في سبيل الله عز وجل ثم هاجروا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وصبروا وصابروا ، وأعدوا ، بعد ذلك ما استطاعوا من قوة .

هل هناك طائفة اليوم على وجه الأرض يمكن أن يُقَابَلوا بمثل هذا الخطاب.؟؟؟ أنا جوابي - لا - لسببين اثنين أولاً :- نحن معشر المسلمين اليوم لا يمكن أن نقيس طائفة على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  قد نقيس فرداً أو أفراداً على بعض الأفراد من أصحاب الرسول عليه السلام ، ومع ذلك يكونُ القياس مع الفارق ، يكونُ قياس كما يقولُ الفقهاءُ أحياناً أو بعض الفقهاء : من باب قياس الحدّادين على الملائكة .. من باب قياس الحدادين على الملائكة، مفهوم هذا الكلام ولا مش مفهوم. مفهوم.

وهذا في مَن - النخبة - أقولُ:- في أفراد من المسلمين المبعثرين اليوم، ممكن أن نقيسهم على أفراد من أصحاب الرسول عليه السلام، ومع ذلك يكونُ القياسُ مع الفارق.

قياس من قَبيل " قياس الحدادين على الملائكة " شو جاب لجاب ، أمّا أن نجد طائفة كأصحاب الرسول عليه السلام على وجه الأرض . هؤلاء لا وجود لهم، وأنا أرجو أن يُنَبهني أحدكم هنا ولا هناك ولا هناك. ويقول لا أنت مخطئ . هناك طائفة تحققت فيهم تلك الأوصاف التي كانت في أصحاب الرسول عليه السلام وحينئذٍ فَهم أهلٌ بأن يُخاطبوا بالآية الكريمة. " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ " . هل أنتم تُصحّحون رأيي أم تُخًطّئونه ؟ لا بد أنكم في موقف من الموقفين، فإن رأيتم أن قولي لا يوجد اليوم طائفة يمكن قياسهم على أصحاب الرسول عليه السلام، إن كنتم تَرون رأى هذا فالحمد لله، وإن كنم ترونني أنى مخطئاً فَدّلوني على هذه الطائفة أين هي. ؟ هنا الطائفة، لا بد لي من التذكير، بفرق كلامي هذا كلامي هذا لا ينافى ولا يُعارض بوجهٍ من الوجوه المعارضة. الحديث الذي ذكرناه من قبل " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ". لأن الظهور قد يكون تارةً بالحجة وتارةً بالقوة ، أما الطائفة المنصورة بالحجة فهذه موجودة دائماً على وجه الأرض أما الطائفة المنصورة بالقوة المادية فهذه قد وقد ، وأكبر دليلاً عندكم الآن هاهم الكفار مسيطرون على بلاد الإسلام ، وهاهم الآن المسلمون في البوسنة والهرسك وهى بجوار بلدي التي هي ألبانيا .

فأين الطائفة المنصورة بالقوة ؟ وليس فقط بالحجة ! لا وجود لها . إيش الموجود هو الموجود الذي كان في حرب الأفغان كانت لمامات أفراد من هنا وهناك ، أصحاب عواطف إسلامية طيبة وَغِيرة على الدين و و و. إلى آخره ، وذهبوا وجاهدوا كلهم بنيتهم ، لكن ماذا كانت العاقبة لا شيء ! ما هو السبب ؟ . الطائفة المنصورة بالقوة غير موجودة اليوم ولذلك يسيطر الكفر في كل البلاد إذا عرفنا هذه الحقيقة وخلاصتها:-

أنَّ هناك أفراد يمكن أن يُقاسوا على بعض أفراد الرسول مع القياس الفارق الذي أشرنا إليه، لكن لا يوجد هناك طائفة أي أصحاب بعضهم مع بعض يمكن قياسهم على أولئك الأصحاب، لنقول لهم قال لكم ربكم " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ ". هؤلاء غير موجودين. إذن: ما هو الواجب.؟  الواجب هو السعي على سنن الرسول عليه السلام وعلى هديه، وسنته لإيجاد هذه الطائفة التي ستكون منصورة بالإضافة إلى نصرتها بالحجة، نصرتها بالقوة.

هذا السعي هو الواجب الآن، فانظروا الآن في كل الثورات التي تقام في أرضٍ من بلاد الإسلام. هل هناك طائفة بمعنى الكلمة أنهم رُبُّوا كما رَبَىَ رسول الله أصحابه من قبل وأنشأهم ورباهم على علمه . فإذا قال لهم موتوا في سبيل الله يموتون في سبيل الله.

هذه الطائفة اليوم لا وجود لها . إذن: علينا أن نسعى لإيجادها. ما هو الطريق .؟ أنا أكنى عن الطريق بكلمتين وهذه لنا فيها محاضرات كثيرة. فأشير إلى تلك المحاضرات لهاتين الكلمتين، الطريق شيء نسميه - بالتصفية والتربية - نحن الآن بعد أربعة عشر قرناً من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لا نتلقى الإسلام غضّاً طريًّاً كما بيّنه رسول الله، هذا له ارتباط بكلمتي السابقة، نحن تلقينا القرآن غضًّا طريَّا بألفاظه ، ولكن مع الأسف الشديد بمعانيه  تلقيناه فِرَقاً وَشيعاً وأحزابا ، إذن هذه الشيعه وهذه الأحزاب لم تنجح ولو كانت تنتمي إلى الإسلام ، وإنما ينجح منها حزبٌ واحد كما قال تعالى " ألا إن حزب الله هم الغالبون " .

أكذلك الآية  طَيّب أين حزب الله .؟ الذي يعيش في لبنان باسم " حزب الله " وهو حزب شيعي وقد يكون رافضي. حزب الله هو الذي يتمسك بكتاب الله وبحديث رسول الله وعلى منهج السلف الصالح، اربطوا هذا الكلام الموجز بالكلمة السابقة.

فاليوم إذا نظرنا إلى كل الثورات التي قامت على كثير من أراضى الإسلام نجدها لم تحقق هاتين الركيزتين " التصفية والتربية ". قد يكون هناك أفراد صَفّو شئ من الإسلام ، مثلاً عَرَف التوحيد على وجه الصحيح ، أنه توحيد الربوبية ، توحيد الألوهية أو العبادة وتوحيد الصفات. لكن ربما تراهم ما يحسنون صلاة الرسول عليه السلام، ما يحسنون صيام رسول الله عليه السلام، لماذا ؟ لأن هناك مذاهب أربعة تسمى بمذاهب أهل السنة والجماعة، وكل مذهب يرى رأياً في كثير من المسائل قَلّما يتفقون. فإذن أين هذه التصفية ؟في  السما حققت ولا نُشّئت طائفة على الكتاب والسنة وإنما على مذهب فلان ومذهب فلان ومذهب فلان ، فلا بد من تحقيق هاتين الركيزتين ، التصفية والتربية .

فكل الجماعات التي أثاروا مشكلة أو فتنة أو ثورة إلى آخر وقت ثورة الجزائر. هؤلاء ما قاموا بهذه التصفية والتربية .

والآن أظنكم تفهمون أن الكلمتين دول تحت منهم كلام واسع جداً جداً وفعل وتطبيق أوسع بكثير وبكثير جداً. أي إعادة الإسلام بمفهومه الصحيح إلى ما كان عليه في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام. أربعة عشر قرنٍ بيننا وبين هذا، كم يحتاج هذا إلى زمنٍ ؟ وكم يحتاجُ إلى عديد بل مئات الألوف من علماء في سائر أقطار الدنيا الإسلامية أين هذا ؟ .

فالتصفية هذه ثم تربية المسلمين على هذا الإسلام الصحيح حينئذٍ، يومئِذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله.

فالسؤال الذي كان: أنَّ هؤلاء الذين يضطهدون في مصر مثلاً ويُقَتلون ويجابهون من قَبَلِ الجيش والشرطة المصرية أو. . . أو ... إلى آخره . هل هؤلاء شهداء ؟ ؟ ؟

أجبنا :- بأنهم ليسوا شهداء ! لماذا .؟ لأنهم أولاً لم يَقَعوا قتلى في ساحة المعركة أي ساحة المعركة حيثُ يُعلن الجيش المسلم برياسة مبايعة من قَبَلِ المسلمين عامةً ، يُعلن الجهاد على طائفة من الكفار والمشركين في سبيل الله ثم يقع في هذه المعركة ، شهداء من المسلمين أو قتلى من المسلمين . فهــــؤلاء هم الشهداء . الذيـن يقعون حينما يتقاتلون مع الجيش النظامي أو الشرطة النظامية سواءٌ في مصر أو في غيرها، فهؤلاء ليسو شهداء حسبهم. حسبهم وهذا والله أعلم بهم أن يقال أنهم قُتلوا في سبيل الله!!! وَثَمّةُ فرق كبير جداً بين أن نقول قُتلوا في سبيل الله وبين أن نقول قُتلوا شهداء في المعركة في سبيل الله. لماذا؟

قلتُ لكم آنفاً : بإنَّ الشهادة تنقسم إلى قسمين حقيقية وحكمية ، فإذا قلنا في هؤلاء ماتوا في سبيل الله أي شهادة حكمية ألحقناهم بمن نصَّ عليهم الرسول عليه السلام ، بأنهم شهداء ، كالذي يُقتل هدماً أو غرقاً أو دفاعاً عن ماله وعن نفسه . هؤلاء حسبهم أن يحكى فيهم أنهم ماتوا في سبيل الله. أمّا أنا فلا أعتبر ذلك.

 أقـولُ: حسبهم بالنسبة لغايتهم ومقصدهم . وألَّا فانظروا الآن كم وكم مِن قتيلٍ يقع بسبب هذه الثورات، التي تقع باسم الخروج على الحاكم الذي يحكم بغير ما أنزل الله، صحيح هذا الحاكم يحكم بغير ما أنزل الله. كقريش-  بماذا كانوا يَحكُمون  ؟؟؟ بما أنزل الله !! وهم أهل شرك وضلال حتى أنهم ليسوا من أهل الكتاب.

 الآن يعيـــــش المسلمون في كثير بل في أكثر بل قد نقول في كل بلاد الإسلام بحكم لا يحكم بما أنزل الله، فهـل يكــــون إصلاح هذا الحكم أو هذا الحاكم بالخروج عليه، وقتل النفوس البريــئة ؟؟؟؟ . وهم لم يُطَبِّقوا المعنى الظاهر في الآية السابقة ، فضلاً عن المعنى الكمين الذي شرحته لكم آنفاً في قوله " واعدوا " معنى هذا واضح إن شاء الله . - واضح ، جميـل -  إذن  : اليوم إذا كان هناك جماعات في مختلف البلاد الإسلامية قد تلتقي جماعة مع جماعة في العقيدة ، وفى الفكر والمنهج لكنهم لا يستطيعون اللقاء والالتقاء بصدد هذه الأحكام  التي ممكن أن نُسمّيها بما يُشبه الأحكام العرفية اليوم لا تستطيع أنت أيها المسلم الذى تعيش هنا في عمان أن تدخل متى شئت جنوباً إلى مكة إلى بيت الله الحرام ، إلا كما تدخل إلى بلد كافر مشرك ، بل ربما دخولك هناك أسهل من دخولك هنا في الجنوب إلى بيت الله الحرام فضلاً عن الشمال أن تدخل في سوريا لمـــاذا ؟ لأن هذه الأحكام الحاكمة والسائدة والمسيطرة لم تُقام على شريعة الله عز وجل ، فقد يكون هناك جماعات متفرقة هنا وهناك والفكرة واحدة والمنهج واحد والعقيدة واحدة ، فهم يُصَفّون كلٌ منهم في حدود استطاعته ويُرَبّون أيضاً أنفسهم وذويهم على شيء من ذلك ،لكن لم توجد هذه الطائفة التي تتمكن من تحقيق ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ). هذا أمر واضح ما يحتاج إلى جدل.

لذلــك: نعتبر الخروج على هؤلاء الحكام ونحن لا نُزَكّيهم، لم نداهنهم لا نقول لا يجوز للمسلمين أن يخرجوا عليهم، لأنهم لا يستحقون الخروج، ولأنهم يحكمون بما أنزل الله فلا يستحقون الخروج. ما نقول هذا. مع الأسف القوانين هي الحاكمة ، لكن نُفَرّق بين حاكم وحاكم بين حاكم يحكم بالقانون ولكن يصلى ويصوم ويساعد المسلمين على قيامهم بشعائر الله في بناء المساجد ، وما شابه ذلك وبين حاكم آخر يمنع المسلمين أن يصوموا شهر رمضان ، يمنع المسلمين من أن يضحّوا بمناسبة العيد اقتصادياً ، يعنى فرق بين حاكم وحاكم ،

لكــن الشاهد نحـــن نقول : لا يجــوزُ الخروج على هؤلاء الحكام بغضِّ النظر أولاً : عن تفاوتهم كما ذكرنا، وإنَّما لأن هذا الخروج ليس الآن زمانه شرعاً ولأنه يجب أن يحققوا المعنى المقصود من قوله تعالى " وأعدوا " أي أعدّوا أنفسكم ، كما قال أحد الحكماء المعاصرين اليوم " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم" ، أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم ، هذه حكمة متناهية جداً تجدون كثيراً من هؤلاء الذين يصيحون " والدستور إسلامنا " لا يقيمون إسلامهم في عقر دارهم في بيوتهم حيثُ لا يتدخل القانون في منعهم من إقامة حكم الإسلام من جهة لا يفعلون ما يستطيعون ومن جهة يقولون ما لا يستطيعون .

هــذا كله يدل على أحد شيئين إمّـا على جهلٍ بالإسلام وحماقة وحماقة، وإمّـا أنهم يعرفون وينحرفون.

أظنُّ هذا أن هذا المقدار يكفى لبيان أنَّ مثل هذا الخروج لا يجوز قبل إعداد العُدّة. نُلخّص، قبل إعداد العدة المعنوية قبل كل شيء كما فعل رسول الله وصدق الله إذ يقول { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ }. وقبل أن أنهى الجواب عن ذلك السؤال لا بدَّ أن أجيب عن سؤالٍ رَبَطه أحدهما بالبحث السابق الذي سمعتم الآن تمامه لاحقاً حيثُ نقل عن أحد الحاضرين في تمام أو في الجلسة السابقة أنه قال : وماذا نفعل بقوله عليه السلام : من رأى منكم منكراً فلغيره بيده فإن لم يستطيع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان .

 الجـــواب: هذا الاستدلال أو هذه الشبهة إن لم نقل الاستدلال، يدلنا على أن هؤلاء الذين يلقون بأنفسهم في التهلكة ما عرفوا الإسلام بعد. يعنى ما فهموا الإسلام فهماً صحيحاً مُصفّى، سبحان الله." وبضدّها تتبين الأشياء "، هناك علماء لهم وزنهم من الخلف ولا أقول من السلف، فسّروا الحديث نقيض استدلال هؤلاء لهذا الحديث." ضدانِ لا يجتمعان والحق بينهما "، كيف ذلك ؟ أولئك البعض من العلماء قالوا: معنى الحديث فليغيره بيده لمن الخطاب ؟ قالوا للحكام ! من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، من رأى منكم أيُّها الحكام ، من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه أيُّها العلماء ، ومن لم يستطع فبقلبه أى من عامة الناس ، هذا تفسير الحديث ، وهو التعطيل ، مثل تلك الأمثلة التي قدمناها هناك في الجلسة السابقة ، ما فعل بعضُ الطوائف الإسلامية قديماً وحديثاً حيثُ فَسّروا النصوص بتفسيرها الذي لا يدل عليها ، لغة ولا شرعاً هذا التفسير باطل لأنكم تشعرون معي ، الخطاب للأمّة ،من رأى منكم منكرا كالآية  " ولتكن منكم أمّة  " ، منكم معشر الأمّة ، أمّة  يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر " كذلك قال عليه السلام :" من رأى منكم " معشر الأمّة حُكّاماً ومحكومين ، علماء وطلاب علم وغيرهم ، من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان وليس وراء ذلك مثقال ذرّه من إيمان ، هذا تفسير وهو كما ترون باطل يقابله ناس آخرون ، ومن أولئك هؤلاء الذين يخرجون على الحكام ويقابلونهم قبل الاستعداد الذي أشرت إليه آنفاً ، يقولون فماذا نفعل بحديث " من رأى منكم منكراً " إنّ الحكام يحكمون بغير ما أنزل الله فإذن : يجب أيه أن نقاومهم  ، نحن نقول : يقول العلماء لا أقولُ : بناءً على حديث ولكنيّ أذكر بأنه حديث ضعيف لكن كما أقول في كثير من الأحاديث معناه صحيح ، قال " من كان آمراً بالمعروف فليأمر بالمعروف " ، من كان آمراً بالمعروف فليأمر بالمعروف ،  حديث يُنسب إلى الرسول ويُذكر في بعض الكتب كإحياء علو م الدين للغزَّالي لكن المخَرّج الحافظ العراقي بَيّن أنه حديث ضعيف لكننا نقول معناه صحيح ،

 لماذا ؟ : لأن  هناك قواعد إسلامية شرعية مهمة جداً يجبُ على كل مسلم طالب علم فضلاً عن عالم أن يكون على علمٍ بها وأن يتذكر أن أيّة قاعدة يضعها العلماء يكونوا قد أخذوها من مختلف النصوص وليس  من نصٍّ  واحد ، أيه هذا الأخذُ لا يحسنه كل طالب علم ، بل قد لا يحسنه كثير من أهل العلم ، على كل عالم فضلاً عن طالب العلم أن يستفيد من جهود العلماء الذين سبقوه ، من هذه القواعد ما ذكرتُ في هذا الحديث " من كان آمراً بالمعروف فليأمر بالمعروف " فالآن : مثال لما يدل على هذه القاعدة ، رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  لما نصره الله على كفار قريش ودخل مكة فاتحاً وأدّى العمرة ودخل جوف الكعبة  ، وصلى لله ركعتين لما خرج أرادت زوجته عائشة رضي الله تعالى عنها أن تفعل فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي أن  تدخل الكعبة ، وتُصلّى ركعتين والكعبة يومئِذٍ كاليوم لا يمكن الدخول إليها ، إلّا لخاصّة وإلّا بسلم لأن الباب كمن رأى مَن حج منكم أو اعتمر ، عالي ومغلق محكم الإغلاق ولا يُفتح إلاّ سياسياً ، يعنى لهؤلاء الحُكّام وقد يكون فيهم مَن لو كان هناك حُكُمٌ شرعيٌّ لَقُطِعَ رأسه مع ذلك يدخل جوف الكعبة ، طيّب أرادت السيدة عائشة أن تفعل فعل نبيها وزوجها أن تدخل الكعبة ، وتصلى ركعتين فقال عليه السلام لها وكان رفيقاً بأهله يا عائشة ، صلى في الحِجِر ، صلى في الحِجِر وتعرفون الحجر وهو المحاط بالجدار ، فإنه من الكعبة وإنّ قومك لمّا بنوا الكعبة وقصرت بهم النفقة فجعلوا الحِجِر خارج الكعبة ، فصلّى في الحِجِر فإنه من الكعبة . والشاهد قال : ولولا أنَّ قومك حديث عهدٍ بالشَّركِ لَهدَمْتُ الكعبة ، ولَبنيتُ على أساس إبراهيم عليه السلام ولجعلت لها بابين مع الأرض ، باباً يدخلون منه وباباً يخرجون منه ، ما أحسن الإسلام كله يُسرٌ ، لكن ما فعل الرسول عليه السلام هذا ، وهذا من تغيير المنكر باليد لأن هذا مِن بِناء الجاهلية ، كانت الكعبة مثلاً  لأني لا أذكر الآن مساحتها ، الآن قد تكون عشرة في عشرة أو خمستاش " خمسة عشر " كان ضعف ذلك ، أي الحَجْر من الكعبة ففيه خسارة ، فأراد الرسول عليه السلام أن يُعيد الكعبة على بناء على أساس إبراهيم عليه السلام فأراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يُعيد بناء الكعبة على أساس أبيه إبراهيم عليه السلام ، لم يفعل لمــاذا ؟ لأنه لا يريد تغيير المنكر وهو الذي علّمنا وقال : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده " لا لأنه عمل مقايسة بين هذا الإصلاح وما قد يترتب منه من فساد ، وما قد يترب من هذا الإصلاح من فساد إرتداد ضعفاء الإيمان ، جاء في بعض الأحاديث الصحيحة أن رجُلاً جاء للنبي صلى الله عليه وسلم ، وسأله عما يجوزُ للرجل الزوج أن يُجامع أو يخالط زوجته وهى حائض .لمــاذا سئَلَ هذا السؤال ؟ : لأن اليهود هؤلاء الضُلّال المنحرفين عن التوراة ، كانوا يرون ربما لا يزالون المتمسكين منهم بالدين ، لا يزالون على هذا الضلال إذا حاضت الزوجة حصروها في غرفة ولم يخالطوها ، فالزوجة هنا ممنوعة عليها أن تدخل هي هناك ، ممنوع عليه أن يدخل مخاصمة تامة ، لأنها حائض كأنها نجسة ، فلما سئَلَ ذلك الرجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما يحلُّ للرجل من زوجته وهى حائض ، قال : أصنعوا كل شيء إلّا النكاح " أي إلّا الجماع ، أصنعوا كل شيء مع الزوجة الحائض ، الخطاب للأزواج اصنعوا كل شيء إلّا النكاح . لمّا بلغ اليهود هذا الخبر قالوا: ما نرى هذا الرجل إلّا يريد أن يخالفنا في كل شيء، يريد أن يخالفنا في كل شيء، فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال لعائشة يُبَيّن لها ما في مخططه ، وهو إعادة بناء الكعبة على أساس إبراهيم عليه السلام ، لكن هناك مانع ما هو المانع ؟ قال:" لولا إن قومك حديث عهدٍ بالشرك لَهدَمتُ الكعبة ". لو هدم الكعبة فماذا يقول ضعفاء الإيمان : ها ما خلّى لنا شيء إلاَ ما بدّه يغيرنه مثل ما قالوا اليهود حينما قال جواباً عن ذاك السؤال، أصنعوا كل شيء إلّا النكاح ، هنا قاعــدة منها أخذ العلماء قولهم : " إذا وقع المسلم بين مفسدتين لا حيلة له فيهما كلاهما لا بد منهما " ماذا يفعل قال: يرضى رغم أنفه بالمفسدة الصغرى في سبيل دفع المفسدة الكبرى .

فالآن المفسدة الصغرى : بالنسبة للمسلمين في كل بلاد الدنيا ، هذا الحُكم بغير ما أنزل الله لأن هذا ليس من صنعهم ، وليس برضاهم لكن إذا خرج ناس على هذا الحاكم بدعوى تغيير المنكر ما ....شيء لأن هذا التغيير للمنكر سوف لا يُغيَّرونه وكما يقولون في بعض البلاد: العين ما بتقابل مخرز " . العين ...من شحم ولحم ما بتقابل ما بتعرف مخرز.

فهـــؤلاء الشباب المتحمسين لإقامة حكم الله في الأرض ، ما بين آونة وأخرى، نسمع أنهم خرجوا وأنهم قَتلوا ثم نسمع أنه قُتل مقابل عشرة من هؤلاء الجنود أو الشرطة قتل منهم مائة ، حُبِسَ منهم ألوف مؤلَّفة ، هــذا لجهلهم بالقاعدة : " إذا وقع المسلم بين مفسدتين اختار أيسرهما " .

لذلـك نحـن نقول: لا يُنافى السعي في تحقيق قوله تعالى من القرآن قال: " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ". السعي في هذا وغضّ النظر الآن عن هذا الخروج الذي لا فائدة منه إلّا الضرر إلّا........ كما يقال.

حـين ذاك نقول: إذ الاحتجاج بقوله عليه السلام " من رأى منكم منكراً " هذا غفلة عن كون الرسول رأى بعض المنكرات وسكت عنها، خشية أن يترتب من وراء هذا المنكر مفسدة أكبر من تغيير المنكر.

وأنا أذكر لكم الآن مثالاً أهون من هذا التغيير.. رأى رجلٌ من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام رؤيا فجاء إليه وقَصّها عليه صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله رأيت نفسي وأنا أمشى في طريق من طرق المدينة فلقيت رجلاً من اليهود فقلت : نعم القوم أنتم معشر اليهود، لولا أنكم تُشركون بالله ، فتقولون عزير ابن لله.

الصحابي يقول هذا الكلام لليهودي في المنام نِعمَ القوم أنتم معشر اليهود ، لولا أنكم تُشركون بالله فتقولون عزير ابن الله ، فأجابه اليهودي في المنام ، ونعم القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد ، فالآن يقولون  الناس هذا الكلام بجهلهم بالإسلام ، نعم القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد ، قال ثم مضيت فلقيت رجلاً من النصارى فقلت له : نعم القوم أنتم معشر النصارى لولا أنكم تُشركون بالله فتقولون [ ما شاء الله وشاء محمد هذا نصراني يقابل استدراج من بعض الأخوة الشيخ آه مسلم عفواً ] . المسلم يقول للنصارى نعم القوم ،أنتم معشر النصارى لولا أنكم تُشركون بالله ، وتقولون عيسى ابن الله فقابله النصراني ، بقوله ونعم القوم أنتم معشر المسلمين ، لولا أنكم تُشركون بالله فتقولون ما شاء الله وشاء محمد ، ثم قصَّ القصة على الرسول عليه السلام ، فقال له صلى الله عليه وسلم هل قصصتها على أحد ، قال لا ، فخطب الرسول في الصحابة قال : طالما سمعت منكم كلمة تقولونها فأستَحَىِّ منكم ، شوفوا بقى الشاهد بيقول أيه يسمع منهم هذه الكلمة فيستحى منهم ، أن يبادرهم بالإنكار ، لأنه عليه السلام يعلم أنهم يقولون خطأً بألسنتهم ، وليست عقيدةً منحرفةً عن التوحيد في قلوبهم ، فيقول لهم طالما سمعتها منكم ، ثم قص عليهم الرؤية هذه فقال عليه السلام بناءً على ذلك : " لا يقولّن أحدكم ما شاء الله وشاء محمد ، ولكن ليقل ما شاء الله وحده .

إذن: بارك الله فيكم تغيير المنكر مش شرط ترى منكراً تبادر إنكاره ، بَدَّك تعمل شو بيقولوا اليوم في العملية الحسابية معادلة ، بتقابل الحسنات بالسيئات وتوازن بين الحسنات والسيئات ، فإذا غلب على ظنك أن في تغييرك لهذا المنكر ستكون الحسنات أكثر من السيئات ، فبادر وأنت مأجور وأنت مُنفّذ لهذا الحديث ، أمّا إذا بدا لك أن السيئات والمفاسد ستكون أكثر من المصالح التي تبتغى من الأمر بالمعروف ونهى عن المنكر فأمسك كما أمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على هدم الكعبة بل كما أمسك أياماً عن أن يقول لصحابه لا يقولنَّ أحدكم ما شاء الله وشاء محمد ، ولكن ليقل ما شاء الله وحده ، لعل هذا نختم به الجواب عن السؤال السابق  . إلى هنا انتهى جواب العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى.

 

 

المصدر: المصدر :محاضرة بأسم " مفهوم الحاكمية " مسجلة على شريط كاسيت من أنتاج شركة شور للإنتاج الإسلامي والتوزيع تحت رقم ت - أ ( 1549 / 1002 )
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 353 مشاهدة
نشرت فى 28 نوفمبر 2011 بواسطة aldktour52

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

11,956