عالم السياسة الإخباري .. صالح البطوش
فضلات العالم ومصير الشرفاء
لم تكن المرة الأولى التي أُدخلت فيها شحنة القمح الفاسدة الى الأسواق الأردنية والتي كما أشار السيد الشريدة رئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان بإن الأردنيين أصبحوا يأكلون خبزاً ومعجنات مصنعة من دقيقها ,ولا أظنها الأخيرة .
ففي حزيران من عام 2012 أكد المهندس رائد العدوان مدير الرقابه والتفتيش في وزارة الزراعة آنذاك عن دخول شحنة دجاج فرنسي فاسدة الى الأسواق الأردنية ، رغم المناشدات والتحذيرات وإثبات عدم صلاحيتها للإستهلاك البشري إلّا انها أُدخلت وبتعليمات وأوامر من جهات عليا في الدولة .
وفي أيار عام 2011م أكد الدكتور محمد الروابدة مدير المؤسسة العامة للغذاء والدواء عن وجود 10 شحنات من الاسماك وجميعها فاسد ، وانه تم التحفظ على 3 منها في الجمارك و7 في مستودع التاجر المستورد وهذا يعني انها أدخلت عبر محطات غير شرعيه ونذكر أن بعض المصادر أكدت عن تسريبات من هذه الشحنة الى الأسواق وتم استهلاكها .
وفي أحد أعوام الحصار على العراق رفض شحنة قمح لعدم صلاحيتها للأستهلاك الآدمي بعد اختبار عينات منها وأمر بإعادتها الى بلد المنشأ ، وفي طريق عودتها وأثناء تواجدها في عرض البحر تلقت الباخرة الناقلة للشحنة الفاسدة أوامر وتعليمات بالتوجه الى ميناء العقبة الأردني ، وهنا تم تفريغها وإدخالها الى الأسواق المحلية بعد أن أعلنت الحكومة عن صلاحيتها بإستثناء عنبر او عنبرين والتي قالت أنه تم اتلافهم في البحر .
يا أولي الألباب
ألم يكن الأجدر بالعراق أن يتعامل مع هذه الشحنة بنفس الطريقة الأردنية وهو الأحوج والأعوز في ذلك الوقت نتيجة الحصار الجائر والذي دام أكثر من إثني عشر عاماً ؟
أوليس الباخره تعبأ من مصدر واحد ؟ فكيف نقول هذا عنبر صالح وآخر تالف, أو أن الحديث يأتي في سياق الشفافية المزعومة وبالتالي إقناع الناس بجدية الاجراءات .
وبالعوده للحديث عن شحنة القمح الحاليه موضع الجدل والخلاف والتي تفيد بعض المعلومات بإنها رُفضت من العربية السعودية والجمهورية المصرية .نقول : إذا كان وزير الصحة السابق السيد عبداللطيف وريكات أكد بإن الشحنة فاسدة وغير صالحة وراسبة مخبرياً , فلِما الجدال في الواضح والمحسوس , وما الذي جعل السيد حاتم الحلواني وزير الصناعة والتجارة والذي شارك الدكتور الوريكات رأيه في بداية الأمر ما الذي جعله يغيّر رأيه ويصبح أحد محامي الدفاع عن الشحنة ؟
ولِماذا لاذا بالصمت صاحب الولاية العامة رئيس الحكومة الطاهرة النظيفة العفيفة حتى الآن ولماذا لم يكن للرجل الطاهر العفيف الشريف الدكتور الوريكات نصيب في حكومتة الجديدة؟
يا معشر الاردنيين
جميعنا يذكر وزير الصحة السابق الدكتور ملحس عندما قال :إنّ الحليب الموجود في الأسواق المحلية غير صالح للإستهلاك الآدمي ورفع مذكرة في ذاك الوقت الى الحكومة يطالبها بضرورة سحب الكميات المتوفرة في الأسواق وكان الرد علية بتعديل حكومي أول ما أطاح به .حكومتنا الحاليه والسابق من حكوماتنا
الى هذا الحد هنّا عليكم حتى لم تعودوا تفرقوا بيننا وبين آكلي المواد غير الصالحه للأنسان . ولماذا لم نسمع عن هكذا حالات في دول العالم الفقيرة , أم أن البشرية تصنّف الى نخب وإننا لم نصل الى حد التصنيف بعد .
وهكذا يكون نصيب الشرفاء امثال الدكتور الوريكات والدكتور ملحس وغيرهم .
وماذا بعد ............؟