عالم السياسة الإخباري .. بقلم مها طه الطراونة
في ذكرى الشهيد الملازم أول -الخال محمد سليم الطراونة
في حضرة الشهيد ... كلمات تنطق الألم فخرا
قال تعالى : "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواتَبْدِيلاً }الأحزاب23
في حضرة شهادتك أيها الخال نلقي التحية سلاما ، ومن فجر تاريخ الأمة نعلن للعالمين أنك ورفاقك ما كنتم يوما ، إلا فزعة لوطن حبيب قدمتم له الروح وسلمتم للخالق العظيم الأمانة .
تعجز كلماتي اليوم ياخال في مدح مآثركم وأنتم الأهل والسكن .. يامن لقيتم العدو مكبرين مهللين " الله اكبر " فكانت لهم التهليلات طامة ، ومضيتم والصدور منكم يملأها حماس الواجب يردد في خلجاتها ( طاب الموت في سبيلك يا وطن ) ، ونذرتم النفس فداء لثرانا العربي الطهور ، الذي بدمائكم تعطّر، لتكون البداية لملحمة بطولية سُجلت في تاريخ الوطن أن نموت ونحيا فداء لأرض تعشق فجر الحرية .
وصلت نداءاتكم ياخال للأقصى ، لتظل في ديار العروبة تنادي : ستبقين يا قدسنا عربية عربية .. ومنحتها قبلة وداع كما تلك التي طبعتها على جبين أسماء في المهد وأنت تهمس لها مودعا " بنيتي هو الوطن لنا الحضن كما سريرك يا مهجة القلب ، وستبزغين على أرضه يوما كما الشمس صبيّة " .
شهيد الكرامة ماثل ستبقى نورا كلما عتمت دياجير الظلام فينا ، وكلما أضاء نهار ستبقى ذكراك كل ساعة تزور في الفي ِّ أمانينا .
أيها البطل الذي ما لانت عريكته بوجه عدو قابع هناك يترصد الفرح ويستبيح أرضا هي لنا ، فعلمتوه درسا ما نساه ولن ينساه كلما لاحت شمس آذار في سماء روابينا ، ومن جباهكم السمر أذنتم للعلا أن يطارح المكان ذكرى تمثل لليوم في شعر قوافينا . وأنت وكل من معك يا خال رمز مزار نحط عنده في كل حينا .
نم قرير العين يا خال ورفاقك من حملتم السلاح وكبّرتم مع الفجر حي ّ على الفلاح ومضيتم شموعا تنير دروب العز ورفعتم بيارق الوطن لتظل عالية عصية على كل عدو لدود يحاول نزع ذكراكم من ماضينا .
وستظل ذكرى الكرامة في خلود المجد عابقة تفوح كما العبير وستبقى الأجيال تَذْكركم أنكم ما خفتم يوما إلا الله ، و كلما جاءت سيرة الوطن في حضرتكم دعوتم اللهم احفظه ورددتم من بعد دعواكم اللهم آمين .