عالم السياسة الإخباري .. بقلم اية مازن المعايطة
رغبتي بالرحيل لدنيا فاضلة
تمنيت يوماً أن أكون ملتمليونيرة.. لأهب السعادة... لا لنفسي ...
لأعطيها لكل فقير اعتاز عصب الحياة..
نردد كثيراً ... السعادة ليست بالمال.. إنما في الراحة النفسية... لن نختلف...
ولكن أيما راحة يجدها أب وابنه يرى زملائه في مدرسته يتنعمون بمختلف النعم.. من مأكل ومشرب وملبس.. ولا يردد سوى ( لا باكل ولا بشرب بس بتفرج بعيوني..)
أي سعادة تدخل قلبها أم.. تبحث عن ثمن كتب وقرطاسية التوجيهي حتى تتم ابنتها فصلها على خير..
أي سعادة يجدها.. بيت خلا من خبز يقتاته صغار جياع... ينامون كل ليلة يشتهون العشاء
ملئى هذه المعمورة بأمثال هؤلاء..
أيها الناس..
من كان عنده فضل زادٍ فليمنن على من لا زاد له..
ومن كان عنده فضل حملِ فليمنن على من لا حمل له..
غاب التكافل بيننا.. غابت الإنسانية فأضحى الناس في عراك مع الحياة...
أكون أو لا أكون...
كم تمنيت دوماً أن أكون قاضيةً... لأودع الكثيرين ممن تخجل الإنسانية أن تنسبهم لها... لأودعهم مكانهم الحقيقي.. المناسب.. الأولى بهم... لا السجن يكفيهم ولا الزنازين...إنما هناك أماكن أولى باحتوائهم...
تمنيت يوماً أن أكون ملكة القلوب.. أتربع على عرشها.. كي امنح الحب لمن لا يعرفه.. لأزرع التواد والتراحم بين الناس... فيعطف الكبير على الصغير... ويرجع الأبناء العاقون لإقدام أمهاتهم.. يقبلونها.. ويرجون عفوها..
يعطف الأخ على ضعف أخته.. فلا ينهبها ويأخذ ميراثها ...
ويحترم الزوج إخلاص زوجته.. وحبها وفناء عمرها له..
كم... وكم... وكم... تمنيت....
اشعر برغبة ملحة بالرحيل لدنيا فاضلة ... فقد مللت أكاذيبك أيها العالم الموبوء ...
( اية )