<!--

<!--<!--<!--

"اقرئه القرآن، وعرفه الأخبار، وروِه الأشعار، وعلمه السنن، وبصره بمواقع الكلام، وامنعه الضحك إلا في أوقاته".
كانت تلك وصية هارون الرشيد الخليفة الأب لما دفع ولده الأمين إلى المؤدب ثم قال له موجهاً: "ولا تمرنه بك ساعة إلا وأنت مغتنم فائدة تفيده إياها من غير أن تحزنه فتميت ذهنه ولا تمعن في مسامحته فيستحلي الفراغ ويألفه".
ذلكم كان نموذجاً من نماذج تربية النشء تربية يقوى بها عودهم، وتنفتح بها عقولهم، وآفاقهم ولا يعرفون الفراغ وأسبابه وأعراضه، رُبّوا على محاسن الأمور فيهم.. فابدؤوا بالقرآن علماً وعملاً، وحفظاً وتدبراً.
كيف لا وقد أنزل الله هذا القرآن نوراً لاتُطفأ مصابيحه، وسراجاً لا يخبو توقده، وعزاً لا يُهدم أنصاره فهو معدن الإيمان، وينبوع العلم جعله الله رياً لعطش العلماء، وربيعاً لقلوب الفقهاء، ودواءً ليس بعده داء، من طلب الهدى فيه أعزه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أذله الله، يرفع الله به أقواماً ويضع آخرين، ويأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه. رُوي أن المصطفى صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول "الم" حرف ولكن "ألف حرف ولام حرف وميم حرف" (رواه الترمذي).
هنيئاً لك أيها الأب وهنيئاً لك أيتها لأم وأبشرا.. فعن معاذ بن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس الله والديه تاجاً يوم القيامة ضوء أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي عمل بهذا" (رواه أبو داود).
نعم، هنيئاً لكما بابنكما الذي حفظ القرآن. ما تيسر منه، وتأدب بآدابه وتعلم منه ـ وهأنتما الآن تقطفان من تلك الثمرة، وتحصدان ما زرعتم بعد أن سقيتم تلك النبتة الصالحة بحب القرآن، وحفظه وزرعتم فيها حب الخير والتسابق إلى حلق تحفيظ القرآن لايدفعكما إلى ذلك إلا ابتغاء مرضاة الله وجناته، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يُقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها" (رواه أبو داود والترمذي والنسائي). وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
فالله الله.. في أبنائكم فهم أمانة في أعناقكم فأروا الله في أنفسكم وأولادكم خيراً، واستوصوا بهم فهم لبنة من لبنات المجتمع، وجيل الغد، جيل القرآن جيل الجد والاجتهاد.
قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "خير ما يورث الآباء الأبناء الأدب وأن أدب الله تعالى القرآن" كما قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين.


akramalsayed

مرحبا بك اخي الزائرنرجو ان ينال الموقع اعجابك الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 208 مشاهدة
نشرت فى 16 إبريل 2013 بواسطة akramalsayed

ساحة النقاش

اكرم السيد بخيت (الطهطاوي)

akramalsayed
ثقافي اجتماعي ديني »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

904,222