جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
هناك من يعترض على زواج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من عائشة بنت أبي بكر الصديق وهي صغيره ، فكيف نرد؟
الجواب :
لقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة بعدما تجاوز سن الخمسين، وهو سن لا ينبغي أن يفسر فيه الزواج على أنه محض شهوة وطلب متعة، وإنّما كانت له دوافعه الدينية والسياسية والاجتماعية، والتي اقتضتها واقع الحياة التي كان يخوضها النبي ، وهي حياة الرسالة التي أُمر أن يبلغها للناس ... وإليك أخي القارئ ، هذه الدوافع بشيء من التفصيل :
أولاً : الدافع الديني :
ويتمثل هذا الدافع في رغبة النبي صلى الله عليه وسلم في رعاية عائشة رضي الله عنها وأن تنشأ في بيت النبوة وهي صغيره وتشاهد الرسول وتسمع حديثه وتتعلم منه لتكون مرجعاً لنساء المسلمين في كثير من شؤون دينهم ، فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر ، وهو ما حدث بالفعل ، فلقد عاشت رضي الله عنها بعد رسول الله زمنا طويلا ( حوالي 40 سنة ) تنشر العلم ، بين نساء ذلك الوقت ، وهي من أكثر الصحابة رواية للحديث ، وقد أصبحت - رضي الله عنها - بفضل هذا الزواج أماً للمؤمنين في كل زمان وفى كل مكان.
ثانياً : الدافع السياسي:
ويتمثل هذا الدافع في كون عائشة - رضي الله عنها - هي بنت الصديق أبو بكر التميمي القرشي ، وبزواجه صلى الله عليه وسلم منها يكون عليه الصلاة والسلام قد اتصل بقبيلة أبي بكر اتصال مصاهرة ونسب ، الأمر الذي كسر من حدة الخصومة بينه وبين هذه القبيلة وجعل بعض القلوب تلتف حوله وتلتقي حول دعوته في إيمان وإكبار وإجلال.
ثالثاً : الدافع الاجتماعي :
وأما عن الدافع الاجتماعي فإن هذا الزواج أدى إلى توثيق العلاقة والصلة بين النبي وصاحبه الأول أبي بكر الصديق في وقت كانت فيه الدعوة الإسلامية تمر بمحن متنوعة وشدائد مختلفة ....
ان زواجه صلى الله عليه وسلم من عائشة كان باختيار من الله سبحانه وتعالى .. فلقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم صورة عائشة رضي الله عنها في قطعة من حرير ، يعرضها عليه الْمَلَك ، ورؤيا الأنبياء حقّ ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة بعد ذلك كما في الصحيحين : " أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ ثَلاثَ لَيَالٍ جَاءَنِي بِكِ الْمَلَكُ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ ، فَيَقُولُ : هَذِهِ امْرَأَتُكَ ، فَأَكْشِفُ عَنْ وَجْهِكِ فَإِذَا أَنْتِ هِيَ ، فَأَقُولُ : إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ ".
لذلك فإنه سواء تزوجها الرسول وهي كبيرة أم تزوجها وهي صغيرة فهي لن تكون إلا له ....
ومما يجهله هؤلاء المعترضون هو أن السيدة عائشة رضي الله عنها كان من صفاتها ، على صغر سنها ، أنّها كانت ناميةً ذلك النمو السريع، قال النووي: قال الداودي: " وكانت - رضي الله عنها - قد شبت شباباً حسناً ". وبدليل انها كانت مخطوبة لجبير ابن المطعم قبل زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم ، وان قريش التي كانت تتربّص بالرسول الدوائر لتأليب الناس عليه من فجوة أو هفوة أو زلّة، لم تُدهش حين أُعلن نبأ هذا الزواج ، بل استقبلته كما تستقبل أيّ أمر طبيعي.
ان نضوج الفتاة في المناطق الحارّة عادة ما يكون مبكّر جداً ، وان الحيض يظهر في المناطق الحارة قبل المناطق الباردة مما يدل على أن عامل المناخ له تأثير على نضوج الفتاة وانتقالها من سن الطفولة إلى سن المراهقة ، والمعتاد أن لا تحيض المرأة قبل تسع سنين. وليس في ذلك دليل من نصوص الشرع، ولكن دليله الاستقراء: أنه لم ينقل أن امرأة حاضت حيضاً شرعيا قبل تسع سنين.
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : " إذا بلغت الجارية (الفتاة الصغيرة) تسع سنين، فهي امرأة ". أي مع الحيض. وهذا قالته بناء على استقرائها. ويمكنك أخي القارئ أن تراجع الموسوعات الطبية لمعرفة متوسط سن الحيض لكل دولة وإقليم .
والآن ما معنى أن تحيض المرأة ؟ أليس هذا يعني أن المبيضين قد بدءا في العمل وأن الجسم قد بدأ يفرز الهرمونات الخاصة بالرغبة الجنسية!!
والآن جاء دورنا كي نسألكم أيها المعترضون من النصارى :
أولاً : إذا كنتم تعيبون النبي محمداً صلى الله عليه وسلم أنه تزوج عائشة وهي صغيرة ، فما رأيكم في أنبياء كتابكم المقدس الذي وصفهم بأنهم زناة ومجرمين كداود وحاشاه، وسراق كيعقوب وحاشاه، وعباد أوثان كسليمان وحاشاه الخ ؟! مع ان هذه الخطايا غير مسقطة لنبوتهم كما تؤمنون ...؟!
أليس من العجيب إنكاركم على رسول الله صلى الله عليه وسلم زواجه الشرعي من السيدة عائشة رضي الله عنها وأنتم تقبلون من كتابكم المقدس أن رجال الله يمارسون زنى المحارم كلوط عليه السلام و يهوذا، و يزنون و يقتلون ليس فقط بدون وجه حق بل للوصول للزنى كقصة النبي داود عليه السلام و زوجة أوريا ، وأنهم أهل خمر كنوح عليه السلام ... وفوق ذلك كله أنهم عبدة أوثان كسليمان عليه السلام الذي عبد الأوثان لأجل إرضاء زوجاته الوثنيات كما في سفر الملوك الأول : 11 ، مع انه نبي عند اليهود وله ثلاثة كتب أو أكثر من كتب العهد القديم ، الأول يقع تحت عنوان (( الأمثال )) والثاني تحت عنوان (( الجامعة )) والآخر تحت عنوان (( نشيد سليمان )) .
ثانياً : إذا كنتم تنكرون على النبي محمد صلى الله عليه وسلم زواجه الشرعي من عائشة وهي صغيرة ، فإنه من باب أولى أيضاً أن تنكروا على إلهكم الذي اختار مريم - عليها السلام - لكي تحمل بالمسيح وتضعه وهي طفله في سن الثانية عشرة.
ثم ان السيدة مريم العذراء حينما كانت مخطوبة بشهادة علماؤكم من يوسف النجار .. كان سنها 12 سنة فقط في حين كان يوسف النجار على مشارف التسعين من عمره.. حوالي(89).. يعني أكبر منها بحوالى77سنة.. وهذا الكلام موثق في الموسوعة الكاثوليكية...
مرحبا بك اخي الزائرنرجو ان ينال الموقع اعجابك
الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب
ساحة النقاش