يا حب محمد (الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله )
النورُ أتى من حضرتهِ
والكافرُ باءَ بعلته ِ
مذ جاء َليثربَ زيّنها
وأضاءَ الكونُ لرؤيته ِ
والكلُّ يريدُ ضيافتَهُ
والأمرُ أتى من ناقتهِ
تمشي والله ُمسيّرُها
لقضاء ِاللهِ وغايته ِ
والناس ُ تراقب ُ سيّدها
فجميعُ الحسن ِبصورته ِ
وحجارةُ مكة َتعرفهُ
ورنا الأقصى لزيارته ِ
جملٌ قد جاء َله ُيشكو
والضبُّ أتى بشهادته ِ
والشاةُ تكلّم ُآكلَها
والجذعُ بكى من لوعتهِ
والماء ُتدفَّقَ منهمرا ً
كالشهد ِيذوبِ برقتهِ
وجرى من بينِ أصابعه
فسقى لجميعِ صحابتهِ
وقتادة ُأسرعَ منطلقاً
يسعى جرياً بحبيبتهِ (عينه)
لرسولِ اللهِ يعالجهُ
ويساندهُ في محنتهِ
فيردُّ العينَ لموضعِها
فتنارُ الأرضُ ببسمتهِ
وعليٌّ يرمد ُمشتكياً
ويلوذُ هناكَ لهيبتهِ
فيقالُ تعالَ أبا تربٍ
ويداوي العين َبريقتهِ
ياقلبُ ألست َله عبدا ً
فمتى تفنى بمحبته ِ
ومتى ستذوب ُبهِ شغفاً
كالكحلِ يذوبُ بدمعتهِ
ومتى ستراهُ بلا حجبٍ
إن رقَّ الليلُ بهجعتهِ
يا قلبُ أراكَ بهِ كلفاً
قد كدتَ تذوبُ بطلعتهِ
فاذكره برفقٍ متّئداً
واقرأ بعضا ًمن سيرتهٍ
فلعلَّك َأن تأخذ َ يوماً
خيطاً من نور ِمحبته ِ
يا قلبُ صلاتُكَ تبلغه ُ
حالاً فاحذر من جفوته ِ
فاستيقظ لستَ ببالغهِ
والفكرُ يغيب ُ بغفلتهِ
يا حبَّ محمدَ يا وجعي
أيموتُ الصبُّ بحسرته ِ
فمتى سأراهُ يعانقني
و أظل ُّالعمرَ برفقتهِ
يا ربُّ مددتُ إليكَ يدي
فارحم ضعفي بشفاعته ِ
د فواز عبدالرحمن البشير
سوريا