مرة اخرى كل عام وانتم بخير ايها الاخوة والاصدقاء والاهل والاحباب من دفتر الذاكرة قصيدة كتبتها إلى أخى محمد الممدوح جعفر
بمناسبة ذهابه للحج عام 1433هجرية
**************************************************
أُخَىَّ تَذَكَّرْنِى إذا البيتُ ماثلُ
ودوح الهدى قد عانقته البلابلُ
===
فإنى من الأشواق فيك مسافرٌ
إلى حيث تحمى العائمات السواحل
===
بقلبٍ على كف الجوى وجناحه
يسابق ريحاً صرصراً لايزايل
===
أَخِى لا تَرِدْ عيناً وإلاَّ سقيتنى
بكف الدعا مما تَفِيض المَناهِل
===
وغَسِّل بدمعى حين تبكى مثالبى
إذا أُنْهِكَتْ منك العيونُ الهَوامِل
===
فلا تنسنى والرحْمُ يوجبُ مطلبى
فإنك دوما محسن ومواصل
===
فإن طُفْتَ بالبيت العتيق فخلنى
مع الركب من ذكرٍ لديك أُصاوِل
===
وَقَبِّل يَدَ الركن الكريم ورأسه
وأبلغه أنى للقاء أناضل
===
وفى كل شوط لا تفارق ملامحى
وحقق به ما أرتجيه وآمُلُ
===
وفى الحِجْرِ لا تنس الصلاة تنفلا
وقبِّلْ من الأستار ما تتناول
===
ومن زمزمٍ داو ِ السقام بشربة
فمن فضلها ليست تُعَدُّ الفضائل
===
فكم عالجت داءًا عضالا وحققت
دعاءًا لمكروبٍ سبته النَّوازل
===
وعند الصفا دانت لهاجر حكمة
توكل بجد وانْهَ من يتواكل
===
فقد قادها حسن اليقين بربها
إلى زمزم والكون قفر وخاذل
===
ولو لم تضع حدا لها بكفوفها
لفاضت على الوديان منها الجداول
===
عناية رَب ٍّ من أقام ببابه
تنزل فضل الله ضاف ٍ ووابل
===
فيا سعد من ألقى على الله حمله
إذا ضاقت الدنيا وعزَّتْ وسائل
===
أخى حين يسعى الركب ليلا ًإلى منى
وفى النفس أحلام ٌ عظام ٌ تُغازل
===
تهيأ ليوم الحج قلبا ً وقالبا ً
هنا فى رحاب الطهر تأوى الجحافل
===
هنا لحظة التتويج علك رأسها
وأنك فيها الرابح المتناول
===
أفض فائزا ً حتى تحلَّ بمشعر ٍ
حرام ٍ وصوت الذكر فيه المشاعل
===
وتابع برجم ٍ ثم هدى ٍ مبارك ٍ
وحلِّق وقصِّر والأمور منازل
===
وطُف ْ محرما بالبيت أو متحللا ً
وغرِّدْ به فالطائفون عنادل
===
أخى إن تركت البيت باك ٍ مودعا ً
وناداك شوق ٌ للمدينة هائل
===
فأخمد لظى قلب محب ٍّ ملبيا ٍّ
فإن المطايا سانحات ٌ ذوامل
===
وسلِّم وبلِّغ عن فؤادى تحية ً
لخير الورى طُرَّا ً وأنت تقابل
===
وكحِّل عيونا ًبالوقوف أمامه
هنا إثمد ٌفى قربه ومكاحل
===
وعطِّر لسانا بالحديث مصلِّيا ً
بصوت ٍ غضيض ٍ عندما تتساءل
===
وقل يا رسول الله صرنا مذاهبا ً
على إثرها قد ضل َّ غال وجاهل
===
وَهُنَّا فما صُنَّا لعرضك حرمة ً
وقد نال منَّا حانق ٌ متطاول
===
وأَقرئ سلامى صاحبيه كليهما
فقد أحرزا شأوا ً به لا يُطَاول
===
وفى الروضة استحضرجناناًعريضة
شرى مكثه ساع ٍ إليها وباذل
===
سل الله نعطاها بفضل ورحمة
فمن فضله يجزى مُجِد ٌّ وعامل
دكتور أحمد مدحت جعفر