إغراءٌ وإغواء
ألا إنَّ الحياءَ رصيدُ قومٍ___من الأخلاقِ كان لهم سلاحا
بلا قولٍ تسيرُ لهم أُمورٌ___وصمتُ الحاكمين قضى بواحا
على هدي النّبيِّ يسيرُخطوٌ___فلا زيغٌ ولا وَهمٌ أطاحا
وأرواحٌ سمت بالخير تعلو___وعن كُلِّ السَّفاسِفِ من أشاحا
بقلبٍ ينبضُ الإيمانُ سِرَّاً___ وقد هدأت جوارِحُ من أراحا
فلا جمحت خصالٌ للمعاني___إذا أثرتْ مديحاً قد أباحا
سجالٌ شواعِرٍيحظى بشعرٍ___يُقرِّبُ للغوايةِ ما تلاحا
فيغدو كُلَّ مُستَمِعٍ يجاري___كلاماً والذُّنوبُ بدت براحا
وذا كَذِبٌ يُرَصُّ بلا حياءٍ___وفضحُ مشاعِرٍسُتِرَت كباحا
غوايةُ شاعرٍ والسَّتُرأولى ___وقد كان الحياءُ شفى جراحا
نزيفُ الشَوقِ يعلو كُلَّ شعرٍ___تردُّ عليه شاعِرةٌ لَمَاحا
فيفضي كُلُّ محرومٍ بِحُبٍّ ___ويعلو القومَ فيهِم من أتاحا
حبائلهم تطولُ على جسورٍ___وشعرُالمارقينَ بدا قداحا
ليعطفَ من لهُ قلبٌ ضعيفٌ___وإشفاقٌ كحُبٍّ إن تداحى
وشيطانُ الغوايةِ قالَ عنهُم___ فراحتُهُ بدت ماءً قراحا
سجالٌ للذُّكور بلا إناثٍ ___يُمَجُّ إذا النِّقاشُ جرى نقاحا
وللجمهورِ رأيٌ غيرُ رأيٍ___ولم يتعب ليحرِقَ من أساحا
وللأُنثى الحلاوةٌ في سجالٍ___فتغريَ كُلَّ من رامَ الصَّلاحا
إلى تضييعِ أوقاتٍ بقولٍ ___كمن يسقيهُمُ لبناً صراحا
وتعتلجُ المشاعرُفي ضلوعٍ ___وتحترقُ المدامِعُ إن أجاحا
بذكرى للحبيبِ قضت وولَت ___كغزلان البراري كان لاحا
فيعصُرُ قلبَهُ والدّمعُ يجري ___على خدّ المشوقِ وما سماحا
فينكِرُ من زمانٍ كُلَّ حِبٍّ ___ ظلومٍ قد دهى قلباً وراحا
إلى تلك السّفاسِفِ قد سهرنا___ويفتي القومُ ما نرضى مباحا
صلاةٌ للَّذي ما ضاعَ وقتٌ___ بتسبيحٍ وكان الفجرُ لاحا
بأعدادِ الَّذينَ سروا بعزمٍ___ومن نامت عيونُهمُ انشراحا
الأحد 11 ذو القعدة 1437 ه
14 أُغسطس 2016 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام