محمود سلطان   |  01-02-2012 15:33

قبل الثورة.. كان اليسار المصرى المتطرف، سيما من سُمنوا فى "حظائر" فاروق حسنى، يضع "الإسلاميين" مقابل "المثقفين"!.. من خلال قسمة "مضحكة" تفترض الثقافة فقط فى سلالة "اليسار" المتخلف والمهزوم عسكريًا فى أفغانستان.. وأيديولوجيا بسقوط الإمبراطورية الروسية عام 1991، وانهيار جدار برلين ودول أوروبا الشرقية!

وفى نهاية تسعينيات القرن الماضى، أخرجت مجلة "روزاليوسف" المفكر الاقتصادى الكبير عادل حسين ـ رحمه الله ـ من زمرة "المثقفين" بعد تركه "الماركسية" وعصابة "هنرى كورييل".. وتحوله إلى "الإسلام الحضارى"!

بعد الثورة.. يتعمد إعلام مبارك.. أن يضع "الإسلاميين" مقابل "الثوار".. وهى قسمة المقصود منها أيضًا، إهدار دور التيار الإسلامى فى ثورة 25 يناير.

القيادى بالجماعة الإسلامية د. عصام دربالة، وبعد مشاركتى له فى حلقة "مصر الجديدة" على قناة الناس، والتى يقدمها الإعلامى خالد عبدالله.. شكى لى ـ دربالة ـ من هذا الإجحاف، ومن هذه النظرة شديدة السذاجة والسطحية فى قراءة الثورة والوعى التاريخى بها.

دربالة قال لى: إن الثورة اندلعت بـ"التراكم".. وهذا بالتأكيد صحيح.. إذ يعتقد البعض بأنها كانت وليدة "اللحظة".. وليس لها أية أصول نضالية، قدمتها الأجيال المتعاقبة، وهو وعى قاصر، يظلم تضحيات كبيرة عبر العقود الستة الأخيرة، والتى أثمرت فى النهاية هذا الإنجاز الإنسانى الجميل، والذى رسمت لوحته الرائعة، كافة التيارات السياسية فى ميدان التحرير على مدى ثمانية عشر يومًا، إلى سقوط مبارك يوم 11 فبراير عام 2011.

الإسلاميون هم أكثر الناس الذين قدموا تضحيات كبيرة.. ومنذ ما يزيد من ثلاثين عامًا، لم يودع السجون والمعتقلات إلا المناضلون الإسلاميون.. وتعرضوا لعمليات قمع وحشية سواء داخل أقبية أمن الدولة، أو بتدميرهم نفسيًا، بل إن زوجات بعضهم عانين من محاولات رخيصة وشديدة الخسة من ضباط أمن مبارك، لتجويعهن وحملهن على العمل فى البغاء.. وهو ملف مسكوت عنه حتى الآن، لما خلفه من مرارات.. فضلا عن حساسية تفاصيله فى مجتمع شديد المحافظة، مثل المجتمع المصرى.

لا توجد قوة سياسية فى مصر الآن.. لها ذات تاريخ التيار الإسلامى النضالى والمترع بالمآسى وبالمحن وبالمرارات.. بل إن الإسلاميين كانوا أول جماعة سياسية تصدت لمبارك بالسلاح، وتم تصفيتهم جسديا خارج القانون.. وشارك الإخوان والسلفيون والجماعة الإسلامية والجهاد فى الثورة وفى حمايتها خاصة فى موقعة الجمل.

يوم 25 يناير عام 2011.. كان هو "النقطة الحرجة" والتى عندها انهار نظام مبارك بالكامل.. وهى ـ أى تلك النقطة ـ سليلة عقود طويلة من التضحيات، قدمها المصريون، وعلى رأسهم التيار الإسلامى.. وهى حقيقة تاريخية لا ينكرها إلا المكابرون.. وممن لا يؤمل منهم خير قط.

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 49 مشاهدة
نشرت فى 1 فبراير 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

309,481