authentication required



السيد البابلي   |  17-01-2012 14:11

ما يحدث فى صحيفة "الأهرام" العريقة يعكس حال الصحافة المصرية بلا استثناء.. حيث هناك حالة من العشوائية والتخبط فى إصدار القرارات والتعيينات والترقيات طوال العام الماضى.

وهذا التخبط أوجد حالة من الفوضى وغياب المعايير الموضوعية وتراجع الكفاءات والخبرات وانهيارًا كاملاً للمبادئ وأخلاقيات وقيم العمل الصحفى.

ولكن يؤسفنا بشكل خاص أن تمتد هذه الفوضى إلى مؤسسة "الأهرام" هذه المؤسسة العريقة الوقورة التى لا يتعلق ما يحدث داخلها بالعاملين فيها وحدهم، ولكن بسمعة ومكانة الصحافة المصرية ككل.

وقد قام الصحفيون فى هذه المؤسسة بطرد الأستاذ عبد العظيم حماد، رئيس التحرير، من مكتبه، وأجبروه على الاستقالة أو التقدم بإجازة مفتوحة بعد أن هددوه بالعديد من الخطوات التى قد تمثل إهانة شخصية له..

وما حدث لعبد العظيم حماد قد يحدث فى أى مؤسسة صحفية أخرى، وقد تمتد عدوًا، كثورات الربيع إلى باقى المؤسسات الصحفية القومية فى تأكيد أخر على أن الصيغة التى تدار بها هذه المؤسسات والصحف لم تعد ملائمة وأنه لابد من البحث فى طرق جديدة لإدارتها واختيار قياداتها وتأمين مستقبل العاملين بها..

فقد أدت السنوات العجاف التى كانت فيها الصحافة القومية تدار من داخل جهاز أمن الدولة إلى تفريغ هذه الصحف من كل الخبرات والكفاءات المحترمة، ودفعت العديد منهم إلى الابتعاد والانزواء والموت قهرًا فى صمت، وتحمل إهانات الجهلاء والمنافقين دون أن تملك الوسيلة للرد أو لإثبات الذات.

وعانت الصحافة القومية لذلك من غياب قيادات الصف الثانى، ولم تمنح الفرصة إلا لمن ساروا على طريق العبودية والخنوع وأبدوا قدرًا هائلا من التخلف والانحناء ليظلوا فى مقاعدهم يقودون هذه الصحف إلى الانهيار، ولكنهم فى الوقت نفسه يحصدون المكاسب والامتيازات ماداموا قد ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا كلاب السلطان ينهشون لحم خصومه ويتولون مهمة الانقضاض والقضاء على منافسيه.

وكان من نتاج ذلك غياب جيل الأساتذة وعشاق المهنة، وظهرت أجيال جديدة بلا قدوة أو قادة، فاختلط العمل الصحفى بالإعلانى، وتحولت الصحافة عند البعض إلى مهنة ارتزاق وأحيانا ابتزاز، وضاعت مفاهيم الشرف والكرامة والمهنية، واختلط الحابل بالنابل فى عملية تشويه وتحطيم متعمدة شملت الجميع حتى يمكن من خلال ذلك قتل الصحافة التى هى ضمير الأمة الحى الذى إن مات ضاعت الأمة كلها.

وعندما خرجنا من مرحلة القهر والإذلال إلى ثورة تفتح الباب أمام الآمال والتطلعات فإن الذين بقوا على الساحة الصحفية هم الذين أوكل إليهم مهمة التحول الجديد، وهو أمر لا يستقيم على العقل والتنشئة والإعداد، فتحركوا وانطلقوا يتعاملون على الصحافة فى مهامها الجديدة بنفس أفكارهم القديمة، فظهرت المشاكل واندلعت المواجهات وانهار النظام الصحفى من الداخل، وأصبحت الكلمة لأصحاب الأصوات المرتفعة والعضلات المفتولة.. وكانت الصحافة بذلك أول ضحايا المرحلة الجديدة لأنها لم تكن مهيئة أو مستعدة لكيفية التعامل معها أو الاندماج فيها.

ولذلك طردوا عبد العظيم حماد رغم أنهم من اختاره وانتخبه، وسيطردون غيره فى مكان آخر، لأن بعض من تولى المسئولية كان أصغر كثيرا من المقعد الذى جلس عليه.. ولأن الصحفيين بشكل خاص لا يحترمون ولا يستجيبون إلا لمن شعروا أمامه بأنهم تلاميذ وهو الأستاذ.. وهذا من الصعب أن يحدث الآن، لأن الجميع يعتقد أنهم قد أصبحوا أساتذة.. فقد كبروا فجأة بدون سابق إعداد!!

[email protected]

  

    تعليقات حول الموضوع

ما قل ودل - المارد خرج من القمقم ومن يهديه ويطوعه

المستغرب جدا | 17-01-2012 23:26

 قد أختلف مع رئيسى وهذا وارد جدا ومطلوب فى أحيان كثيره ولكن أهانة المرؤوس للرئيس مرفوضه. وقد حدث هذا التهجم مرات عديده منها وزارة المواصلات سواء المتر أو الأتصالات وغير ذلك كثير . أخشى أن يأتى اليوم الذى يرفض فيه أصحاب الكفاءات المنصب الذى يستحقونه خوفا من البهدله وقلة القيمه

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 42 مشاهدة
نشرت فى 1 فبراير 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

309,539