السيد البابلي   |  26-01-2012 17:27

قال الدكتور محمد سليم العوا، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، إن قرار المشير طنطاوى بإنهاء حالة الطوارئ التى استمرت لأكثر من ثلاثين عاما هو انتصار آخر للثورة.

واعتبر البعض الآخر قرار إنهاء حالة الطوارئ قرارا منقوصا لأنه استثنى البلطجة، بمعنى أن القانون مازال ممكنا تطبيقه على البلطجية فقط.. وقالوا إن القرار بهذا الشكل يمنح الشرطة سلطات استثنائية، وأصروا على الإنهاء الكامل لحالة الطوارئ والعودة إلى قوانين ما قبل عام 1981م.

والواقع أن قرار المشير الذى أعلنه فى ذكرى مرور عام على ثورة 25يناير يمثل انتصاراً آخر فعليا للثورة، وهو ترجمة للعديد من إنجازات الثورة فى عامها الأول، والتى كان صعبا على الرأى العام ملاحظتها بسبب ما حدث بعد الثورة من غياب أمنى ومتاعب اقتصادية.



ولعل أكثر من هذه الإنجازات التى لم نكن نحلم بها هو أن قرار الشعب أصبح ملكاً للشعب.. فالشعب اختار برلمانه والشعب يحدد مسار مستقبله، والشعب بثورته المستمرة أعاد المسار الطبيعى للقانون بإلغاء قانون الطوارئ، الذى كان سيفا مسلطا فوق رقبة كل ناشط وصاحب فكر وكان ممكنا اعتقال أى شخص تحت دعوى أنه يمثل خطرًا على الأمن القومي.

والإبقاء على الاستثناء الخاص بمقاومة البلطجة هو أمر يمكن النظر فيه فى مرحلة لاحقة وبعد الانتهاء بشكل كامل من الانتقال السلمى للسلطة برغبة شعبية من خلال البرلمان المنتخب.

ففى المرحلة الحالية فإننا يجب أن نستعيد بشكل كامل وبسرعة الأمن والاستقرار فى الداخل حتى لا تكون البلطجة والبلطجية هم أهم أدوات الثورة المضادة، التى مازالت قائمة وترى فى ثورة يناير تحديدا لمكاسبها ومصالحها.

والكثير من فئات الشعب قد تجد نفسها فى خانة الثورة المضادة وتتعاطف معها إذا شعرت بالخطر وأن حياتها مهددة وأن البلطجية قد أصبحوا مراكز قوى لا يمكن مقاومتهم أو التخلص منهم.

والذين يتابعون النداءات والشكاوى المستمرة من سكان منطقة مثل شارع الملك فيصل بالهرم من سيطرة البلطجية وتجاوزات سائقى الميكروباص والتوك توك سوف يدركون أن هؤلاء الناس لهم كل العذر أن حملوا السلاح يومًا دفاعًا عن أعراضهم وممتلكاتهم.

إننا لا نريد فى هذه الثورة أن نتمسك بقضايا جانبية وهامشية تمدد وتشوه وتوقف إنجازات عظيمة ومستمرة.

فإلغاء قانون الطوارئ هو إنجاز عظيم يجب البناء عليه والانتقال إلى خطوات أخري، فمازال هناك الكثير مما لم تحققه الثورة بعد.. فالثورة يجب أن تنتقل إلى قضايا أخرى هامة تستدعى التحديد والتوضيح والتطهير أيضًا..!

فهناك الإعلام الذى يحتاج إلى مراجعة وغربلة وثورة شاملة، وهناك وزارات الدولة بكل ما تحتويه من فساد مالى وإدارى أصبح يمثل نظاما صعبا اختراقه، وهناك المحليات التى هى أم الفساد فى مصر، والتى يجب تعديل آليات عملها وأسلوب مراقبتها.. وهناك مؤسسة الخارجية، والتى أسدلت ستارا حديديًا على ما يحدث داخلها طوال عقود طويلة حتى تحولت إلى مؤسسة لإهدار موارد الدولة فى سفارات لا تقدم شيئًا ودبلوماسيين فى إنجازات مريحة فى عواصم العالم يتقاضون عنها مرتبات مرتفعة من أموال الشعب.

إن الإنجازات تتوالى.. والمهم هو التعامل مع كل القضايا بهدوء وواقعية وصبر أحياناً.

[email protected]

 
 
    تعليقات حول الموضوع

مقال مفيد يجب ان تأخذه الحكومة كمرجع للمطلوبات العاجلة خصوصا بؤر العفن فى الاعلام الخاص

فارس | 27-01-2012 16:27

 ان الامن وتخفيض البطالة والتنمية هى بديهيات لاى حكومة ,, ولكن الخاص بمصر والطارىء العاجل هو تطهير الدمامل الاعلامية واوكار التخريب الصهيونى التابعة للقطاع الخاص الذى هو ليس قطاعا خاصا ولكن قطعان من اللصوص المباركية باعو بلدهم ودينهم وحشرو صحفهم وفضائياتهم بقطعان من المرتزقة كارهى مصر وهويتها وشعبها.زاذا اردت ان تصاب باكتئاب فاقرا صحف اللصوص من رجال الاعمال والصليبيين والصهاينة اما اذا اردت اكتئابا مزمن فشاهد فضائياتهم التى تهدم كل شىء فى هذ البلد لصالح مبارك ولصوصه والمخابرات الامريكية والموساد





انتصار آخر للثورة

حسن الفؤاد | 27-01-2012 03:45

 إن الإنجازات تتوالى.. والمهم هو التعامل مع كل القضايا بهدوء وواقعية وصبر أحياناً.. أستــــاذ ودماغ متكلفه قهوه وعناب ف حب مصر

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 58 مشاهدة
نشرت فى 1 فبراير 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

309,628