محمود سلطان   |  23-01-2012 14:37

التعيين فى مجلسى الشعب والشورى، هو سليل النظام السياسى الـ"يوليوى".. هذا الإجراء "السيادى" لم يكن معروفًا قبل ثورة 52، وهو فى ذاته يعكس حجم التشوهات التى أصابت المجتمع المصرى، منذ إنهاء حكم أسرة محمد على فى مصر.

التعيين يستهدف تهدئة خواطر الأقلية الدينية، وهو بذلك ممارسة تؤصل لـ"المحاصصة الطائفية"، وفى دولة لم تعرف قط منذ نشأتها مثل هذا الفرز القائم على الطائفة.

اللافت هذه المرة.. أن من بين العشرة المعينين، ممثلا لـ"بدو" سيناء.. ما يعنى أن ثمة إدارة سياسية غير قادرة على التحرر من مخاوف ما قبل الثورة.. أو على الأقل يظل "هاجس الأقليات" الدينية والإثنية، يعبث فى رأسها.

الأخطر هذه المرة.. هو إضافة "سيناء" إلى أجندة المحاصصة السياسية، والتعاطى مع بدو سيناء بذات المنطق الذى يجرى التعاطى به مع الأقلية المسيحية، ولعل هذا المنحى هو الأبرز فى جملة السياسات التى مورست فى ذلك الشأن منذ ما يقرب من خمسين عامًا مضت.

ففى حين جاءت ثورة يناير، وفى أيامها البكر، لتعيد البلد مجددًا إلى مربع "الوحدة" بعد أن عمد مبارك وأجهزته الأمنية، إلى تفكيكه فى الوعى العام المصرى، ووضع الأقباط والمسلمين دائمًا فى مواجهات دامية، وذلك فى إطار استثمار مخاوف الأقباط، وتحويلها إلى مراكز وبؤر دعم سياسى ولوجيستى لمشروع التوريث.. جاء التعيين ليعيدها إلى المربع الأول مجددًا.

ثورة يناير فى أصلها كانت "ثورة وطنية".. صحيح أن موقف الكنيسة الأرثوذكسية كان مناهضًا للثورة.. إلا أن قطاعًا ليس بالقليل من أتباعها شارك فيها.. فضلاً عن كنائس إنجيلية وكاثوليكية وغيرها، اتخذت مواقف مؤيدة للثوار.. وتزامنت فى ميدان التحرير صلوات المسلمين والمسيحيين معًا.

فيما تحول الميدان إلى "كرنفال" ولوحة وطنية شارك فى رسمها أهل الدلتا والصعيد والنوبة وسيناء والإسكندرية ومطروح والواحات فى إشارة بالغة الدلالة على الوحدة وأن الوطن مظلة تسع الجميع.

التعيين فى مجلسى الشعب والشورى هو ممارسة "ضد" مكاسب الثورة.. ويعكس حضور عقل "يوليو" فى معالجة ما أفسده هو عبر عشرات السنين فى اللحمة الوطنية المصرية.

أعلم أن هذا الإجراء استند إلى أن الجماعة الوطنية المصرية ما زالت حديثة عهد بالثورة.. وأنه لا يزال الوقت مبكرًا لتجاوز محن الماضى، واستعادة ثقافة المواطنة والتساوى أمام القانون، وأن المجالس النيابية لا يدخلها إلا من اختير عبر صناديق الاقتراع.. غير أن الأمل يظل معقودًا على الحكومات المنتخبة فى المستقبل القريب، ودورها فى إصلاح هذا الخلل المجتمعى والسياسى فى آن واحد.

[email protected]

  


    تعليقات حول الموضوع

الحمد لله

مجدي أحمد حسن | 24-01-2012 14:06

 الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده الحمد لله الذي من على عباده الذين استضعفوا وجعلهم أئمة وجعلهم الوارثين وأذل فرعون اللص الخائن وأهله وعصابته ممن نهبوا مصر وأفقروا أهلها ، هيا يا جند الله لتروا العالم أجمع ماذا تفعل الأيدي المتوضئة في الأمانة ، ياأحفاد عمرو فاتح مصر أنتم جندالله في الأرض إقمعوا الظلم والفساد في كل مناحي الحياه في مصرنا ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين





أنا مع التعيين

هشام يوسف | 24-01-2012 11:51

 ليس معنى أن هذا النظام لم يكن معملا به قبل ثورة يوليو أنه خطيئة فأنا أرى أن هذا الوضع لا بأس به وخاصة للمرأة والنصارى. ليس كل ما جاءت به ثورة يوليو هو رجس من عمل الشيطان





 مجرد توضيح من اجل تعين النائب عبدللة سليم جهامة من قبل القيادة السياسية

 حما د جهامة العريش سيناء | 24-01-2012 11:10

 با المناسبة ان تعين نائب من بادية سيناءممثلا لها لم ياتى با الصدفة لان هذا النائب لة دور فعال فى خدمة بقعة غالية وعزيزة من الوطن وهى وسط سيناء المهمل ولما لهذا النائب من دور فى التوفيق والمصالحة للاحداث التى جرت ما بين الامن والقبائل وتقريب وجهات النظر والمصالحةبين كل الاطراف وهى شخصية مشهود لها با الكفائة الوطنية ولذا كان اخيار القيادة السياسة موفقا لهذا التعين الذى لايوجد علية لبس لطهارة يد هذا النائب وتاريخة الجهادى من اجل وطنة اثناء الاحتلال الاسرائيلى لهذة الاسباب تم تعيينة





كلُ منكم علي ثغرة الله الله أن يٌخترق الوطن من قبله

كمال تمراز | 24-01-2012 10:42

 السلام عليكم ودمتم حماة وحراس للوطن من كل إختراق من أية جهة خارجية أو داخلية ليست وطنية شريفة عفيفة فيجب أن يعلم كل أعضاء المجلسين التشريعيين أن "كلُ منهم علي ثغرة الله الله أن يٌخترق الوطن من قبله" وهذه العبارة واردة والله أعلي وأعلم في حديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم "كل منكم علي ثغرة الله الله أن يؤتي الإسلام من قبله" أو كما قال علي الصلاة وأتم التسليم وجزاكم الله كل خير





مهندس مصرى بالسعودية

درء المفسدة | 24-01-2012 08:55

 أنا أرى جانبا ايجابيا فى تعيين هؤلاء بالبرلمان. هؤلاء يمثلون مواطنين لهم الحق فى وجود من يمثلهم ويوصل صوتهم للبرلمان. وبدون التعيين لن يكون لهؤلاء تمثيل على الاطلاق. تعيينهم ينطبق مع مبدأ درء المفسدة الذى ذكره الاستاذ سمير.





لعل فى هذا التعيين درأ لمفسدة أكبر - 2/2

سمير كمال - كندا | 23-01-2012 22:08

 أتباع الكنيسة فكرياً ونفسياً وعضوياً عن شركاءهم فى الوطن حتى أن شنودة لم يستح أن يلقب أتباعه بشعب الكنيسة!!! .. نعلم ذلك كله ونعلم ما هو أخطر وأفظع وأشد إجراماً أيضاً ... وحيث أن روح الثورة والأخوة فى الوطن لم تتغلغل فى أوساط قيادات هذه الكنيسة بعد فلك أن تتخيل كيف يمكن أن يُستغل عدم وجود أى نائب مسيحى تحت القبة (باستثاء من فازوا تحت مظلة الإخوان)!! ... العشرة المعينون فى المجلس -يا أستاذ محمود- هم بلا شك درأٌ لمفسدة أكبر بكثير من منفعة إلغاء هذا العُرف البرلمانى الآن





لعل فى هذا التعيين درأ لمفسدة أكبر - 2/1

سمير كمال - كندا | 23-01-2012 22:08

 يا أستاذ محمود, برغم اتفاقى معك فى جُل ما تفضلت به اليوم إلا أننى لا أرى بأساً أبداً من تعيين الأعضاء العشرة فى البرلمان ((فى الوقت الحالى)) وخاصة المعينون من شركاء الوطن نصارى مصر ... نعلم جميعاً أن قيادة الكنيسة الأرثوذكسية كانت فى حالة زاوج مصالح إجرامى وشرير مع نظام الخائن مبارك وأن سطوتها على أتباعها من خلال عمليات غسيل المخ الرهيب كانت ومازالت قائمة على قدم وساق إلا من رحم ربى منهم ... وكان أخطر بند فى عمليات غسيل المخ هو إحلال الهوية الكنسية محل الهوية المصرية ومحاولت فصل ... يتبع





مسك الختام ..الى الاعضاء الجدد

سعيد رضوان \الغردقة | 23-01-2012 20:31

 ليكن ذادكم التقوى وليكن مبدءكم قول الحق وليكن حرصكم على رفع رية الاسلام واعلاء كلمة الدين وليكن اهتمامكم بالشعب اولى من انفسكم ولتكونو معتصمين بحبل الله فما اقواه ليكن كلكم الة بناء وطن يحتاج لكل نفس ( فكم كتمت انفاسه ) وليكن فيكم الامر شورى كما علمكم دينكم الحنيف وليكن خيركم لاهله ومدينته حتى يكون الخير فيه ولتكونو خير امة للناس كافة عليكم باخذ كتاب الله وسنته منهجا وليكن فيكم المثال الحى لبناء وطن جديد مبنى على العدل والمساوة وكلكم له فى انتماء .. وهذ ليس بامر ولكن مخافة الله





هون عليك....

د منعم | 23-01-2012 19:53

 عشرة أفراد من خمسمائة يعني 2% لن يغيروا من الأمر شيء، و جبر الخواطر سنة قديمة يرضاها مجتمعنا الطيب، ولننظر للايجابيات فان رفع معنوياتنا في هذه المرحلة هي الانفع.... وشكرا.





اختيارات العسكرى على الثواب والخطا .

سعيد رضوان \الغردقة | 23-01-2012 19:19

 لو ان العسكرى اختار المعينين للمجلس من ناحية الاستعطاف وعد م الرؤية لهم او ملء الخانات الفارغة. وهذا جائز والواضح لنا ان العسكرى اختار من البدو لكسب جبهة حدودية مهمة فى هذا الوقت ولكسبهم واكراما لهم وتعويضا عن الذى عانوه فى زمان المخلوع من حرمان والى اخره.ولكن ماراى العسكرى فى النصارى المعينين هل لنقص عددهم ام ارضاءلكنيسة هى فى الاصل( ضد الثورة ومع المطروح على السرير ) ام لذيادة الكتلة الليبرالية ويكون بذلك فعل مايتمناه ساويريس الخائن لكسب بعض المقاعد دون عناء يذكر؟؟؟





لن ينفع أسلوب الطبطبة لبناء دولة محترمة

وليد عبد الباقى | 23-01-2012 16:16

 فيجب ان ياخذ كل على حسب عمله و يحاسب كل على حسب خيره أو شره أما ما يحدث فهو( مياعة )و سقوط و يجب على من يخطىء أن يتحمل النتائج فلابد من قطع رقاب كل اعداء هذا الوطن ولو كان هؤلاء يعيشون فى اعرق بلاد الديمقراطية كبريطانيا و خرجوا ليحرقوا مبنى فليس لهم من سبيل الا شنقهم ولقد قالها رئيس وزراء بريطانيا ( هذا الوقت لا تحدثنى عن حقوق الانسان لان من يدمر ليس انسانا بل مجرما و ارهابيا

abdosanad

الاختيار قطعة من العقل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 37 مشاهدة
نشرت فى 27 يناير 2012 بواسطة abdosanad

ساحة النقاش

عبدالستار عبدالعزيزسند

abdosanad
موقع اسلامي منوع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

306,236