حول فلسفة التربية وطرق تعليم الناشئة ص1
المقدمة
الحمدلله الذى وضع الموازين للناس ، فمن ميزان عدله أنه من يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ، ومن ميزان فضله أن ذرة الخير عنده مجزية وذرة الشر عنده معفية . فأرجوه سبحانه أن يعاملنا بالفضل لا بالعدل وبالإحسان لا بالميزان وبالجبر لا بالحساب.
والصلاة والسلام على معلم البشرية ـ رحمة الله المهداه سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله ـ
اللهم اجعل الحق هدفى قولاً وعملاً ، واجعل الصدق شيمتى ، واجعل القرآن حجتى ، واجعلنى ممن حسن عمله وحسنت سريرته.
أما بعد ــ
فقد جاء القرآن الكريم ، ومن أهدافه تربية جيل من الناس , تربية أمة من الأمم ، لتحمل هذا الدين إلى البشرية كلها ، تربية توافق الفطرة البشرية ، وتتواءم مع النفس الإنسانية ، ولا تحيد عن الجبلة السوية قيد أنملة فهى الفطرة التى فطر الناس عليها
جاء القرآن ، يربى الإنسان خليفة الله فى الأرض ، يربيه قلباً وروحاً،ويربيه جسداً وعقلاً ، ويربيه خلقاً وسلوكاً ، ويرتفع به إلى الأفق الأعلى ، أفق الإنسانية السمحة آخذاً بيده حتى يجعله فى النهاية صورة حية من تصورات القرآن للإنسان فى أكمل صورة .
ويصنع منه طاقة كونية فعالة ، تهيمن على الكون وتسخره لتحقيق الخلافة فى الأرض وتجعل منه قوة عزيزة أبية ، لا تذل ولا تضعف ولا تهن ولا تجبن ،بل تواجه الأحداث فى إيمان وثقة فى عون الله العلى الكبير وصدق وعده.
وتجاهد النفس ةالشيطان وهى مطمئنة إلى نصر الله (( ولينصرن الله من ينصره ، إن الله لقوىٌ عزيز )) 1 ومن هنا كانت حكمة الله سبحانه وتعالى فى نزول القرآن منجماً 2 (( وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً )) 3 نزل القرآن منجماً ليتدبر فى عمق وتنفذ تعاليمه عن يقين وإيمان ويكون للبشرية منهجاً ودستوراً وقائداً ودليلاً (( ألم نجعل له عينين * ولساناً وشفتين * وهديناه النجدين )) 4 والله يقول الحق وهو يهدى السبيل
1 سورة الحج آية 40
2 نجوم السماء أجرامها وكواكبها ، نجوم الأرض نباتها ، نجوم القرآن آياته
3 سورة الإسراء آية 106
4 سورة البلد آية الآيات 8 ـ 9 ـ 10
........................................................................
ص2
{ 1 } تربية العقل
من هنا كانت عناية القرآن الكريم بتربية العقل ليحميه من الفكر الآسن ، ويفتح له آفاق التفكير والتفكر المبدع, والتفكير يبدأ بالتعبير اللغوى ، والتفكير والتعبير محصلة الفهم والإدراك ـــ ومقدمته فى آنِ واحد
1 ــ اللغة وتحديث مناهجها
واللغة هى الرمز الأول الذى يحدد هوية الأمة ، وهى وسيلة الفهم والإفهام ، وبها يكون التفكير والإبداع ، والتواصل بين أبناء الجيل وعبر الأجيال ونقل التراث وحفظه .
( 2) ومن هنا كانت الأهمية القصوى لتحديث مناهج اللغة ، حتى لا تكون اللغة معزولة عن العصر ، ولتكون مرنة حية بين الأصالة والمعاصرة . بما يثرى المعجم اللغوى للتلميذ والدارس والمدرس ويثرى خياله ، لتحقيق التواصل بين التلميذ ولغته العربية فتصبح اللغة حية تتجه إلى التعبير الفصيح المعاصر.
2 ــ الإبداع والتطبيق
والخيال يعتمد على الإنسان الفرد، بينما التطبيق يعتمد على الأفرادوالجماعات ، وكذلك فإن الإبداع نتاج عبقرية الفرد بذاته أو بروح الفريق ، أما الإنتاج فثمرة جهود الأفراد والجماعات.
وإذا كانت اللغة هى الرمز الأول الذى يحدد هوية الأمة فإن القراءة والكتابة هما أداة التفكير والتعبير عن المعانى . من هنا تتأكد أهمية هذا البحث الذى يعالج جانباً من القضايا التعليمية للقراءة والكتابة فى لغتنا الجميلة, لتستقيم الأقلام والألسنة لدى الناشئة فاللغة هى وسيلة التفاهم والكتابة وسيلة التواصل وتسجيل التراث وبقاء الحضارات مهما تقدمت الوسائل التقنية ومهما ظهرت من مستحدثات الحفظ والتسجيل .
فلا عجب أن يكون الأمر الأول الذى نزل به محكم التنزيل هو قول الحكيم العليم : (( اقرأ باسم ربك الذى خلق *خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذى علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم )) 1
والقلم هنا يشير إلى الأداة المعروفة كما يشير إلى كل ما يمكن أن يصل إليه العقل والعلم من مستحدثات فى الكتابة والتسجيل . ويخلق ما لا تعلمون
والقراءة بمعناها الواسع تعنى النظر والتأمل والتفكر بالعين والعقل والقلب ــ كتاباً منزلاً ، أو كتباً مبتكرة وكوناً مشهوداً ، لاستنباط الأسرار وسبر الأغوار ، امتثالاً لما جاء فى أوليات آيات محكم التنزيل فيكون الكلام عن علم ويكون السكوت عن حلم.
1 سورة العلق الآيات 1 ـ 2 ـ 3 ـ 4 ـ 5
{ 2 }السمات النفس حركية لكتابة الحروف الأبجدية
من المعلوم أنه فى مجال العلوم التجريبية والتطبيقية أن يلزم لكل حركة من مكان إلى مكان نقطة بدء ونقطة انتهاء ، وخط سير بين البداية والنهاية واتجاه حركات وجهدٌ يبذل وهو ما يعرف ميكانيكياً بالشغل كان مع الجاذبية أو ضدها ، كما أن الجهد أو الشغل قد يرتبط بالعلاقة بين القوة والمقاومة وذراع كلِِ منهما ومحور الارتكاز فى قوانين الروافع، كما يرتبط بقوانين الشد والدفع والاحتكاك كما يلزم التفريق بين الحركة القفزية والحركة الانسيابية .
وكذلك كل حرف هجائى ، يجب أن يتوفر له فى ذهن المعلم والمتعلم نقطة البدء ونقطة الانتهاء وخط السير واتجاه الحركات وكذلك الأجزاء المكونة لكل حرف وطريقة الاتصال بين أجزاء الحرف قفزية أو انسيابية، وطريقة الاتصال بين الحروف فى بنية الكلمة ومكان كل جزء من السطر . وكذلك الجهد العصبى والعضلى فالكتابة تؤثر فى الأجهزة العصبية والعضلية والهيكلية وتتأثر بها ، ومن أخطر الخطر أن ترتبط الكتابة بجهد عضلى مرهق للناشئ لأن ذلك يؤخر تقدمه فى تعلم الكتابة وإتقانها وقد يصرفه عن عملية التعلم برمتها
كما يجب أن يتحقق التتابع المنطقى غير المتكلف بحيث توصل كل حركة إلى تاليتها مع إدراك العلاقة النسبية بين الأجزاء فى بنية الحرف ، والعلاقة النسبية بين الحروف فى بنية الكلمة ، كما يجب أن يدرك المعلم أن وظيفة الحرف ومهمته فى اللغة العربية تختلف عن أداء الحرف فى كل لغات الأرض وهذا تميز اختص الحق سبحانه وتعالى هذه اللغة به
1 ــ الرسم الميكانيكى وعلم وظائف الأعضاء
...........................................................................
ص3
فحرف الألف على سبيل المثال
إذا كتبه التلميذ باتجاه الحركة من أعلى إلى أسفل كان ذلك بطريقة الشد أو السحب الذى تقل معه المقاومة فيحتاج الأمر من التلميذ إلى قوةعضلية وعصبية أقل .
أما إذا كتبه باتجاه الحركة من أسفل إلى أعلى كان ذلك بطريقة الدفع الذى تزداد معه المقاومة ، الأمر الذى يكلف التلميذ جهداً عصبياً وعضلياً أكبر ، مما يجعل الكتابة أمراًعسيراً مرهقاً ، وبخاصة فى السن الصغير لتلاميذ الصفوف الأولى .
وهذا يؤثر بدوره على أجهزة التلميذ العصبية والعضلية ، وربما جهازه الهيكلى بكامله ، الأمر الذى ينتهى بالتلميذ إلى النفور من العملية التعليمية ومن المدرسة
وقبل ذلك كله يجب أن يتعلم التلميذ الجلسة السليمة والوضع الصحيح للكراسة ، والإمساك السليم بالقلم . حتى الطريقة التى يبرى بها القلم يمكن أن تؤثر بالسلب أو الإيجاب على عملية تعلم الكتابة .
فالتلميذ مخلوق متكامل الأجهزة، ويجب أن يتحقق لأجهزته وملكاته التوافق والانسجام ، حتى تتساند الحركات ولا تتعاند ، وتتعاون ولا تتعارض
إن الغصون إذا قوَّمْتها اعتدلت ولن تلين إذا قوَّمْتها الخُشُبُ
2 ـــ تعلم الكتابة وقانون الروافع
من المعلوم فى قانون الروافع أن حاصل ضرب القوة فى ذراعها يساوى حاصل ضرب المقاومة فى ذراعها ، ومعنى ذلك أنه إذا كان ذراع القوة كبيراً فإننا نحتاج إلى قوة صغيرة للتغاب على مقاومة كبيرة ذات ذراع صغير .
فإذا كان ذراع التلميذ يتصل بالجسم عند الكتف فإن مفصل الكتف هو محور الارتكاز ، وهذا يعنى ببساطة أن ذراع القوة يساوى تقريباً ذراع المقاومة ، ومحصلة ذلك أن القوة تتساوى مع المقاومة تقريباً ، مما يرهق التلميذ المتعلم للكتابة ويجعله يكره العملية التعليمية برمتها
ولكننا نستطيع أن نوجد للطفل محور ارتكاز جديد يطيل ذراع القوة ، فتقل معه القوة المطلوبة ، وبذلك نتغلب على مقاومة كبيرة بقوة صغيرة . وذلك بأن نعلم التلميذ الصغير من البداية أن يكون الارتكاز عند الكتابة على مفصل اليد عند الرسغين ، وهذا لايسرع فقط بعملية تعلم الكتابة ، بل يحسِّن الخط ويُجوِّده
وحتى المعلم فإنه يشعر بالتعب السريع حين يكتب على السبورة لأن محور الارتكاز للقوة والمقامة معاً يكون عند اتصال الذراع بالكتف
كما يجب أن يقف التلميذ على مسافة مناسبة من السبورة تسمح بمرونة حركة الذراع مع تحرك القدمين على الأرض انتقالاً كلما تحركت اليد والذراع على السبورة
.................................................................
ص4
3 ــ تميُز اللغة العربية من حيث وظيفة الحرف ومهمته
وللحرف فى اللغة العربية سرٌّ خاص بحسب المفردات الآتية
ـ مسمى الحرف 2ـ اسم الحرف 3ـ حرف المبنى 4ـ حرف المعنى 5ـ حرف الهجاء 6ـ حرف الكلمة
7ـ معنى الحرف 8 ـ عمل الحرف 9ـ أداء الحرف [الحرف مع الحركات الثلاث ـ الحرف مع الحركات الثلاث بالإشباع ( المد ) ـ الحرف مع الحركات الثلاث بالتنوين ـ الحرف مع الحركات الثلاث المشددة ـ الحرف مع السكون ]
وقد يؤدى الحرف فى العربية أكثر من مهمة وأكثر من وظيفة فى نفس الوقت وعندها تكون الجهة منفكة ففى كلمة (أخى ) على سبيل المثال نجد ما يأتى :ـ
الياء ـ حرف هجائى (حرف فى بنية الكلمة)
الياء ـ حرف معنى
الياء ـ كلمة لأنها ضمير متصل
الياء ـ اسم معرفة ( من حيث أقسام الكلام )
الياء ـ حرف مد لأنها ساكنة بعد مكسور
كما يمكن أن تُكَوِّن نفس الحروف وبنفس التشكيل كلمة واحدة بأكثر من معنى وبأكثر من نوع من أنواع الكلام أو قسم من أقسامه . مثل كلمة ( يسير ) على سبيل المثال
يسير ( فعل ) بمعنى يمشى
يسير ( اسم ) بمعنى سهل
يسير ( اسم ) بمعنى قليل
ومهما تكلمنا فى هذا المجال فلن تنتهى عجائب الحرف التى تميزت بها العربية .
أما القراءة فيجب على المعلم أن يلم بما لها من أسس ذهنية كالتعقل والتخيل والتصور،
والتعقل هو إدراك وجود الأشياء والمعانى والاختيار بين البديلات ( البدائل ) وترتيب النتائج على المقدمات ـ والتخيل نسبة ذهنية لا يمكن تمثيلها فى الواقع وأما التصور فنسبة ذهنية يمكن تمثيلها فى الواقع ، وكذلك الحروف التى لا يمكن أن تقرأ منفردة كحروف المد والحروف الساكنة التى يجب أن تنطق فى معية سابقها ،ولا يمكن للتلميذ أن يتعلم القراءة الصحيحة أو الكتابة الصحيحة إلا إذا انتقل من حالة التخيل إلى حالة التصور ، وعلى المعلم قبل ذلك كله أن يفهم جيداً وظيفة الحرف ومهمته فى لغة العرب وأن ينقل ذلك إلى التلميذ ، كما أنه لا يمكن الفصل بين مهارات تعلم القراءة ومهارات تعلم الكتابة ،رغم أن تعلم القراءة قد يسبق بشكلً من الأشكال تعلم الكتابة ، إلا أن تقدم التلميذ فى تعلم إحدى المهارتين يفيد بشكل مباشر فى سرعة تعلم المهارةالأخرى وعلى المعلم أخيراًأن يدرك أنُّ القراءة الصحيحة رياضةٌ باللسان نقلاً بين الحركات والسكون وأدق وصف للحركات والسكون فى اللغة العربية أنها كالسلم الموسيقى
{3} جانب من قضايا تعليم الخط
الخط وثيق الصلة بالحياة العامة والعملية ، وبالحياة الدراسية والتعليمية ، فهو من وســـــائل التفاهم ، وهو نوع من أنواع التعبير التى تخدم أغراضـــــاً شتى ، وهذا يتطلب أن تكـــــون الوسيلة واضحة وموضحة
وإذا كانت وسيلة التفاهم الشفهية وهى الكلام تزدان بحسن الأداء وجودة الإلقاء، فإن الوسيلة
اليدوية وهى الخط ينبغى أن تزدان بمثل ذلك من الجودة وحسن العرض وجمـــــال الشكل ،
والخط إلى جانب أنه وسيلة للتعبير فهو فن من أجمل الفنون
.....................................................................
1 ـ فـــــــــــــن الخط ص5
وعلى ذلك ينبغى أن يكون فن الخط محققاً لجمال المظهر وحسن الشكل إلى جانب الوضوح والسرعة المقبولة . والخط كالرسم فنٌ له أصوله ومقاييسه ، والنسب المحددة والمتعادلة بين
أجزائه المستقيمة والمنحنية ، ولكل جزءٍ وصفه وشكله واتجاهه .
فإذا وضحنا ذلك للناشئة استطاعوا أن يدركوا الأوضاع الشكلية للخط وحروفه وكلماته، وأن يستعينوا بهذا كله على الكتابة الصحيحة الحسنة ، ولكى يتضح أساس الطريقة التى نتبعها فى تعليم الخط يجدر بنا أن نشير إلى المراحل النفسية والعضلية التى يسير فيها إدراك الحروف وكتابتها
{ 1 } المراحل النفسية والعضلية ( النفس حركية )
( 1) الإدراك البصرى لما نريد أن يكتبه التلميذ ، فينظر إلى الكلمات والحروف ، ويدرك شكلها ببصره
( 2 ) انطباع هذا الأثر فى حاسة الإبصار وهى العين
( 3 ) انتقال هذا الأثر إلى المراكز العصبية الخاصة بالكتابة ومن ثم الأصابع واليد والذراع
( 4 ) محاولة إبراز هذا الأثر عضلياً
( 5 ) الموازنة بين ما كتبه التلميذ وبين الصورة النموذجية التى رآها لإدراك الفرق بينهما ومعرفة مواطن الانحراف أو الخطأ
( 6 ) معرفة الوسائل لإصلاح هذا الخطأ الذى توضحه هذه الموازنة
( 7 ) ثم يأتى بعد ذلك دور التمرين العضلى لاكتساب المهارات فى يسرٍ وسهولة وسرعة مناسبة
ومن المعلوم أن الخط الجيد مهارة يدوية ، وعادة تكتسب بالمـــران والتدريب ويراعى فى اكتسابها ما يراعى فى تكوين العادات المختلفة، وأخص ما ينبغى الاهتمام به فى هذا الصدد هو الحرص المستمر على التزام الإجادة ، لا فى دروس الخط وحـدها بل فى جميع دروس الكتابة ، فإن التساهل وإغفال مراعاة الدقة يفسد النظام الذى يوضع لتكوين العادات ويجب
أن يكون ذلك واضحاً فى أذهان جميع المعلمين دون استثناء وفى جميع المواد الدراسية
..................................................................
ص6
3 ـ تكوين العادات
أولاًـ العادات الحسية
1 ـ الجلسة الصحيحة بحيث يميل الجذع ميلاً قليلاً خفيفاً من غير انحناء فى العمود الفقرى مع استواء الكتفين واعتدال الرأس ومد القدمين إلى الأمام قليلاً مع وضع اليد اليسرى على الكراسة فى وضع ٍ مريح والبعد المناسب بين العينين والورق
2 ـ إمساك القلم يكون بالأصابع الثلاث :
الإبهام ، والسبابة ، والوسطى ـ بعيداً عن موضع المداد حتى لا يلوث اليد
3 ـ وضع الكراسة وضعاً راسياً حتى لا تتأصل فى التلميذ تلك العادة التى تبدو من بعض التلاميذ وهى وضع الكراسات وضعاً مائلاً مفرطاً فى الاعوجاج ويجدر بالمعلم ألا يدع للعادات الضارة أو السيئة سبيلاً إلى التغلغل فى التلاميذ خشية أن تلازمهم ملازمةً لا يستطيعون التخلى عنها
ثانياً ـ العادات الخلقية
1 ـ النظام ويتمثل فى وضع الكراسات والأقلام والخطوط الهامشية والخطوط الفاصلة
والعناوين الجانبية وحسن العرض وحسن الذوق
2 ـ النظافة للأيدى والكراسات ، وعدم وضع الأقلام بين الشفتين
3 ـ الأناة لأن الكتابة تستدعى ضبط اليد والسير فى هدوء واطمئنان وسكون
{ 4 } حول فلسفة التعليم الأساسى
ولا يفوتنا فى الختام أن نتحدث عن فلسفة التعليم الأساسى فى إطار فلسفة التربية والأهداف العليا للوطن
1 ـ الهدف الجوهرى
إن الهدف الجوهرى الذى يعتبر حجر الزاوية للتعليم الأساسى إنما يتمثل فى توفير أسس الثقافة والهوية القومية بمكوناتها فى المستويات ـ الشخصية والوطنية والقومية والإنسانية ـ التى تمكن التلميذ من التكيف وتنمية قدراته . بما فيها أساليب التفكير العلمى المنهجى ، وكذا تنمية مقوماته الوطنية وقيمه الدينية ، والأخلاقية من خلال مجموعة من المثل والقيم العليا فى الخلق والسلوك ، والقدرة على التعاطى مع مستحدثات العلم وحبها. وأن يسهم فى تنمية وطنه قيماً وتماسكاً وفكراً وديمقراطية وإنتاجاً واستثماراً للموارد العلمية والتكنولوجية المتاحة . مع الإيمان بأن الدين لا يتعارض مع العلم ولا يرفضه وإنما يصحح مسيرته ويعصمه من الغرور والشطط وتحقيقاً لهذا الهدف الجوهرى يسعى التعليم الأساسى إلى تنمية طاقات التلاميذ وقدراتهم فى إطار التوازن بين حق التلميذ فى التعلم وحقه فى الاستمتاع بطفولته لنحقق له الأولويات الآتية :ـ
1ـ تعميق الانتماء لوطنه وتاريخه وحضارته وتأكيد العزة الوطنية
2 ـ رسيخ الإيمان والاعتزاز بالدين والقيم السماوية والاجتماعية واحترام العقائد والمقدسات والشعائر للآخرين
3 ـ اكتساب المهارات الأساسية فى ( القراءة ـ والكتابة ـ والرياضيات ) لتحقيق التواصل وتحكيم منطق العقل
4 ـ تكوين أسلوب التفكير العلمى والقدرة على التحليل واتخاذ القرار
5 ـ التفاعل مع معطيات العلم فى كل جديد على بصيرة وتنمية المهارات والقدرات
6 ـ توفير مقومات الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
7 ـ القدرة على المشاركة الإيجابية وتحقيق التوازن بين معادلتى الحق والواجب
8 ـ توفير الرعاية التربوية للفئات ذات الاحتياجات الخاصة ، بما يمكنهم من امتلاك أساسيات الثقافة ، وتمكين ذوى القدرات والمواهب العقلية والفنية والبدنية من بلوغ أقصى ما يمكن أن تصل إليه طاقاتهم
9 ـ القدرة على التكيف مع ديناميكية العصرهى الهدف الأولى بالرعاية ، لأن التغير السريع والمتلاحق فى المعطيات العلمية والثقافية يمكن أن يصييب طفل العصر فى واقعنا العربى بحالة من انفصام الشخصية ، فعلينا أن نفتح العيون والعقول والقلوب مع الاعتصام بالضمير العلمى والقيم الأخلاقية القويمة ـ الدينيـــــــــة والاجتماعية ـ
وفى الختام أرجو الله العلى القدير أن يجعل هذا البحث فى ميزان حسناتى يوم تتطاير الصحف ، وأن ينفع به كل من ألقى السمع وهو شهيد .
المراجع
1 ـ مجموعة من مؤلفات وأحاديث فضيلة الإمام المرحوم / محمد متولى الشعراوى
2 ـ التعليمالإيجابى د/ محمد سامح سعيد
3 ـ مدرسة المستقبل د/ وان هولتزمان
4 ـ القضايا الإملائية د/ محمود شاكر
5 ـ تدريس الخط العربى د/ عبد الفتاح شلبى
6 ـ جهد ذاتى من خبرة أربعين عاماً فى حقل التربية والتعليم ـ عبد القدوس عبد السلام على العبد
وعلى الله قصد السبيل
عبد القدوس عبد السلام على العبد
مدير مرحلة تعليمية بالمعا ش
بدرجة مدير عام إبيانة ـــ مطوبس ـــ كفر الشيخ
ت 0472712574 ـــــ 01092255676
ساحة النقاش