وا إسلاماه بين الصليب والتتار( المغول ){ الفصل السادس والعشرون } ها قد سبقتُكَ إلى الجنة. لا تقلْ وا حبيبتاه. قلْ وا إسْلاماه !!!

كان السلطان قطز قد خيَّم بِجيْشِهِ الجرَّار فى الغور بعين جالوت وقضَى ليلة المعركة(ليلة25 رمضان 658هـ 3 سبتمبرم1260م) فى ترتيب مواقع جيشه، ومراجعة خططه..ذاكراً اًلله . تالياً كتابه.راجياً نصْره المُبين.. وكان هـــولاكو قد رحل من حلب فى طريقه إلى بلاده حين علم بوفاة أخيه منكوخان ملك التتار..وأناب عنه قائده الكبيرـ كتبغا ـ لكنه علم بمسير سلطان مصر إليه وهو فى بلاد فارس. فأقام بها ينتظرُ ما تُسْفِرُ عنه الحوادثُ. وفى الصباح تراءى الجمعان. فتهيَّبَ كِلاهُما لِقاءَ الآخَر لِعِلْمِهِ بِأنها ستكون معْركة مَصِير!! وقد كان التتارُ ينتظرون وُصولَ قائدهم الكبير كتبغا.. أما قطز فقد انتظر وقت[[ صلاة الجمعة]] ليُباشِروا قتالَ أعدائهم وخُطباءُ المسلمين على المنابر يدعون لهم بالنصر والتأييدِ!! ووصل كتبغا قبل الزوال بساعة. فرتَّبَ جنودَهُ وساقهم للقاءِ المسلمين. وكان الملك المظفر قطز قد رتبَ جيشه فى مواقعه..فجعل الأمير بيبرس على مَيْسَرَتِهِ. والأمير بهادر المُعَزِّى على ميمنتِهِ. وكان هو على القلبِ وحَوْلهُ جماعة من أبطاله ومماليكه.. وبينهم الصَّبىُّ التترىُّ!!!!!!!! وكانَ قدْ وكَّلَ به مَنْ علَّمهُ فرائضَ الدين! وكان يُنادِيه بملك التتار! وبدأتْ المَوْقِعة الكُبْرَى.. فكانتْ سِهامُ التتار تمْرُقُ فى صُفوفِ المسلمين فتجْرحُ وتقتُلُ فيهم .. فلما اشتدَّ ذلك.. أمَرَ السلطانُ بالهُجوم فانْدَفعَ المسلمون إلى الأمام حتى تصافحت الصُّفوفُ الأماميَّة فى الفريقين بالسيوفِ!!! وحَمِىَ القتلُ!! وكان المسلِمون ظاهرين(منتصرين) إلى ذلك الحين.!. وقد انشرحَ صدر السلطان حين رأى جُنْدَ اللــــــهِ يهْجمون على التتار غير هيَّابين.ـ.ـ.وكانت المُفاجأة.ـ.ـ فقد استأذنَ الصبىُّ التترىُّ السلطانَ قطز أن يتقدَّمَ للقتال!!! فابتسمَ له السلطانُ وقال::: تقدَّمْ يا ملك التتار!!! فشقَّ الصَّبِىُّ صُفوفَ المسلمين أمامه ثم اندفع فى صُفوفِ التتار يضربُ بِسيْفِهِ يميناً ويساراً!!!!! فيقتلُ أربعة أو خمسة،، ثم يخلُصُ منهم عائداً إلى صفوف المسلمين. حتى يقفَ فى موْضعه الأول على يسار السلطان! فيحييه السلطانُ قطز ويقول::(( مرْحَى يا ملك التتار!! )) وقد تكرر هذا الفعلُ من الصبىِّ،،، فصار المسلمون يوسعون له السبيل إذا ذهبَ منطلقا كالسهم إلى صفوف التتار، وإذا كرَّ راجعًا إليهم!!! مُتعجبين من شجاعته وفُروسِيَّتهِ !! ويصيحون به:: احْمِلْ عليهم يا ملك التتار... مرْحَى يا ملك التتار!!!

ولكنَّ الحقيقة أنَّ الصَّبِىَّ كان يهْمِسُ لِقُوْمِهِ التتار كُلَّمــــــا خاض صفوفهم. ويعْلِمُهم بموْقِع السلطان فى القلب لِيَتْبَعَهُ فرْسانُهُم وهو ينهزم إلى مركز السلطان. فيُيَسِّر عليهم قتله!!!!!!!

وكانت السلطانةُ جــــــــلنار( جهـــــــــاد ) قد جعلت همَّها حماية زوجها من الغِيْلةِ!!! فجعلت تلاحظه مِنْ تلٍّ مُرْتفع خلْفَ السلطان!!! وتُراقبُ من حوْله . فوسوس لها خاطرُها! من جهة هذا  الصَّبىِّ التترىِّ !!! وعجبت كيف يخوضُ صفوف التتار ثم يخلُصُ منها سالماً !!!!! وإذا بالصبى التترى يحملُ على التتار ثم يرْتدُّ سريعاً وخلْفَهُ خمسةُ فرْسان من التتار اندفعوا كالسَّهْم إلى جهة السلطان!!!!! وفوجئ السلطانُ ودهش وفوجئ مَنْ حوْلَهُ مِنَ الرجال فاضطربوا !! لكن السلطان تلقَّاهم بسيْفِهِ فجندل منهم ثلاثةً!!! وإذا بالمملوك التترىِّ قدْ رمَى السلطان بِسهْمٍ مِنْ خلْفِهِ!!! فأخْطأهُ وأصاب الفرسَ.ـ. فترجَّل(نزل عن الفرس) السلطانُ . وقصده الفارسان التتريان فجعل يحيصُ عنهما (يميل ويبتعد) ثم قصد السلطان أحدَهما فضرب قوائم فرسه فوقعت به وكاد الفارس التترىُّ الآخرُ يعلو السلطان بسيْفه لو لم يبرز له فارس مُلَثَّمٌ شغَلَهُ عن ذلك!!!!! فاختلفا ضربتين بالسيف( ضرب كلٌّ منهما الآخر ) فخرَّا ( سَقطا ) صريعين !!!!! وصاح الفارسُ المُلَثَّمُ:::::{{ صّنْ نفسك( حافظ على حياتك ) يا سلطان المسلمين!!!!!!! ها قد ســــــبقتك إلى الجنـــــة}}.. وكان هذا الفارسُ المُلثمُ قبل ذلك قد أطار رأس الصبىِّ التترىِّ!!!!! 

وتجمع فرسان الحرس السلطانى، وسدُّوا الثغرة الأمامية وتكاثفوا فيها دون السلطان... وتذكّر السلطان صوْتَ الفارس الملثم فارتاب فى أمره فقصد إليه. وكشف عن وجهه فإذا الســــــلطانة جُــــــلْنار تجــــــــود بنفســــــها!!! فهاله الأمرُ وحملها وهو لا يعقلُ ما يفعلُ !!! وبعث إلى بيبرس لِيَحُلَّ محله فى القلب.. وعاد منطلقا إلى المُخيَّم . وقال لأتابكه أقطاى::: علىَّ بالطبيب والجاريتين الحبشيتين.. وأرقدها على فِراشِهِ، وجعل يُقبِّلُ جَبينَها والدمـــــــوع تنهمر من عينيه. وهو يقول::{{ وا  زوجتـــــــاه..وا حبيبتـــــــاه}} فأحست به ورفعت طرْفها( عينها ) إليه وقالت له بصوتٍ ضعيفٍ متقطع وهى تجود بروحها::{{ لا تقُلْ وا حبيبتـــــاه قلْ وا إســــلاماه}} وما لبثت أن لفظت الرُّوحَ بين يديْه حين حضرت الجاريتان الحبشيتان مُرْتاعتين( خائفتين) ومن خلفهما الطبيبُ........... فطبَعَ الســــلطان على جبينهــــــا القُبْــــــلة الأخيــــــرة ومســــــح دُمــــــوعَهُ ونهض تاركا زوجته الشـــــهيدة وعاد إلى ســــــــاحة القتـــــال!! ـ فماذا بعد؟؟؟ نكملُ إن شاء الله .

عبد القدوس عبد السلام العبد   موبايل   01092255676

المصدر: كتاب وا إسْلاماه للأستاذ ( على أحمد باكثير )
abdo77499

مدير مرحلة تعليمية بالمعاش بدرجة مدير عام

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 202 مشاهدة
نشرت فى 12 مارس 2011 بواسطة abdo77499

ساحة النقاش

Abd Elkodous Abd Elsalam

abdo77499
»

فهرس موضوعات المقالات

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

73,520