وا إسْلاماه بين الصليب والتتار( المغول ){ الفصل الثالث والعشرون } قطز بين جَبَّارِ الأرْضِ والصَّديق اللدود

بعد مَصْرَع أقطاى الجمدار اسْتقرَّ بيبرس وجماعتُهُ فى دمشق،عند الملك الناصر عماد الدين إسماعيل.ولما تعاهد الناصر مع المعز أيبك غادروا إلى الكرك عند الملك المغيث.فحَرَّضوه على غزو مصر بعد مصْرع المعز أيبك! فأرسل المُغيثُ مع بيبرس جيْشا من ستمائة فارس!فتصدَّى لهم سيْفُ الدين قطز وهزمهم بالصالحية قرب القاهرة.فخشِى بيبرس أن يتَّهِمَهُ المغيث بالغدر به. فطلب الأمانَ من الملك الناصر وعاد بجماعته إلى دمشق! ـ ودار الزمان دَوْرَتَهُ ـ وأطلَّ خطرُ التتار برَأسِهِ من جديد فى صورة جَبَّار الأرْض هــــــولاكو حفيد جنكيزخان!!! يتهدَّدُ بلادَ الإسلام! فعصفوا بالدوْلة الإسماعيلية فى فارس! ثم زحفوا على بغداد عام 1258م فقتلوا الخليفة العباسِى أشنع قِتْلةٍ [فأغْرقوه فى برمل من البُراز]! ثم مَضُوا يسْفِكُونَ الدِّماءَ. ويهْتِكونَ الأعْراضَ! ونشروا الخرابَ نَهْباً وهدْما للدور والمساجد! واألْقوا خزائنَ الكتبِ النفيسة فى نهر دجلة! حتى جعلوا منها جِسْرًا تمُرُّ عليه خُيولُهُم!!! واسْتمَرُّوا على ذلك أربعين يوْماً! ثم أمَرَ هـــــولاكو بِعَدِّ القتْلَى فبلغوا ملْيونَىْ نَفْس مُسْلِمَةٍ!!! واهتزَّ العالمُ الإسْلامِىُّ من أقصاهُ إلى أقْصاه لِهذهِ الفاجعةِ!!! وكان ذلك امتحاناً من الله لِقُلوب مُلوك وأُمراءِ المسلمين.  فمنهم من ثبت على دينه ويقينه. ومنهم من والَىَ أولئك البغاة خَوْفاً على ما فى يدِهِ من متاع زائل!!! فهذا الأمير بدْرُ الدين لؤلؤ صاحب الْمُوْصِل يُعِينُ التتارَ على إخْوانه المسلمين فى أربيل بالعراق!!!وهذا الملكُ الناصرعماد الدين إسماعيل صاحب دمشق سَلِيْلُ البطل( الناصر صلاح الدين الأيُّوبى بطل حطين 1187م) ـ وسَمِيُّهُ ـ (المُسَمَّى باسمه) يُرْسِلُ ابنه الملكَ العزيزَ بالهدايا إلى طاغيةِ التتار يَسْتنْصِرُهُ على مماليكِ مصـــــر!!!!! ولكنَّ فى مصــــرَ[ التى قهرت الصليبَ بفارسكور، وسجنت لِويسَ التاسعَ فى دار ابن لُقْمان بالمنصورة، وأعادته إلى بلادِهِ بِخُفَّىْ حُنَيْن] رجُلاً كأنما أعدَّهُ جَبَّارُ السَّمـــــاءِ لِلِِقاءِ جَبَّار الأرْض! ومَنْ أصْلحُ لجِهادِ التتار مِنْ زَوجْ جِهـــاد( جلنار) الذى كان كلُّ همِّهِ فى الحياةِ أنْ يعيشَ حتى ينتقمَ منهم لأسْرتِهما المجيدة.ـ.وهذا حَظُّ نفسه. وحتى ينْتصِفَ منهم للإسلام وهذا حظُّ دينه ومِلَّتِهِ!!ـ!!؟

وسَمِعَ نائب السلطنة محمــــود(قطز) بِفاجعة بغداد ونكبتها، وبتحفُّز جبَّــــار الأرض هـــــولاكو للانقضاض على سائر بلاد الإسلام حتى ثارتْ شُجونُهُ!!! وتمثلت له ذِكْريات خالِهِ جلال الدين وجدِّهِ خوارزم شاه وجهادهما ضِدَّ طاغية التتار جنكيزخان.!.حتى أيقن أنَّ دوْرَهُ العظيمَ قد جاء.!.لينْتصِفَ حفيــــدُ خوارزم شاه مِنْ حفيدِ جنكيـزخان. وأنَّ رُؤيا النبـــــــــــــىِّ(ص) قد بدأتْ تتحققُ ـ أليس هو اليوْم حاكمَ مصــــر ومُدَبِّرَ دَوْلِتهَا ومصَرِّفَ أُمُورها! وليس لِسُلْطانِها الصَّغيرِ إلاَّ الاسم.ـ.؟وكثر اللاجئون إلى مصر من العراق وديار بكر والشام!!!وأخذوا يحدِّثون الناس بِفظائع التتار وأفاعيلهم المنكرةِ التى تخلع القلوبَ!وأنهم لا يُغْلبون!فلم يشُك الناسُ أنهم آتون إلى مصر لا محالة!!!! فعزم بعضُ الناس على الرحيل عن مصر إلى الحجاز واليمن، وعرضوا أملاكهم للبيع بأبحس الأثمان!!! وكان على نائب السلطنة( قطز) أن يبذلَ جهودا عظيمة لطمأنة الناس وتسكين خواطرهم.ـ.وأنهم بعزَّةِ الإسلام أقْوى من أولئك التتار الوثنيين! وأجدر أن يثبتوا للبأس! ولجأ إلى شيخه ابن عبد السلام طالبا النُّصحَ والمشورة.ـ.وقد أظهرت الأحداث ضعف الملك الصغير وعجزه وفساده.ـ.فأمَرَهُ الشيخُ أن يخلعه ليجمع كلمة المسلمين لِدفْع غائلة التتار عن بلاد الإسلام!!! وكان عزيزا على قطز أن يخلع ابن أستاذه وَوَلِىَ نعْمَتِهِ!!! وكان عليه أن يختارَ بين الوفاءِ لأُستاذه وَوَلِىِ نِعْمَتِهِ،وبين والوفـــــاءِ لِمِصْرَ الباقية ودين اللـــــــــه! فقبض على الملك الصغير المنصور ابن المعز أيبك وأخيه وأمِّهِماواعتقلهم فى بُرْج القلعة، وأعْلن نفسه سلْطانا على مصر وجلس على سرير الملك وتلقب بالملك المُظَفَّر.ـ.فاعترض بعض الأمراءِ والمماليك وفى مُقَدِّمَتِهم الأميران[ علم الدين سنجر العتمى و سيف الدين بهادر] وكان التتار قد بدءوا التحرُّك جهة الشام، فخشى المماليكُ أن ينْضَمَّ الملك الناصر صاحب دمشق إلى التتار ويستعدِيَهُم على مصر!!!وقد فعلها فعلا!!! فانضموا جميعا تحت لِواء قطز الملك المُظَفَّر!! فوعدهم قطز أن يُعيدَ  إليْهم الأمْر فى حكم مصر!! إذا انهزم التتار ليختاروا مِنْ بينهم مَنْ يروْنه صالِحاً لِحُكْم مصر!!! ويُعْفونه من هذه التبعةِ العظيمة، ويتحَمَّل هو المسئولية أمام الله.ـ

وعلم رُكْن الدين بيبرس البندقدارى أن خَصْمه قطز قد أعْلن نفسه سلطانا على مصر،، ففكَّرَ فى مصالحة عدُوِّه وصديقه القديم!!فبعث إليه يعترفُ به سلطانا، ويُعَظِّمُ شأنه،، ويطلب السماحَ له بالعوْدَةِ إلى مصر مع جماعته ليشُدَّ من أزْرهِ فى قتال التتار !! فلما قرأ قطز كتاب بيبرس بكى وقال:  الحمد لله قد عاد صديقى القديم إلَىَّ!!! وكتب إليه كتابا رقيقا يسأله القُدُومَ وَوَعَدَهُ بالوُعودِ الجميلةِ له ولجماعته.ـ.فلما اقترب بيبرس من القاهرة ركب الملك المُظَفَّرُ قطز للقائه تكْريماً له!!! فعانقه واسْتقبله استقبالا حسناً!!!!!! وأنْزله بدار الوزارة ، وأقْطعَهُ قصبة قليوب(ارض زراعية) وأعمالها( ما حولها) ليُفيضَ عليه ، وأخذ يُقَرِّبُهُ ويستشيرُهُ فى أُمورهِ.ـ.وكانت بطانة قطز تحذِّ رُهُ من مَكْرِ بيبرس!!! فيقول::: ليس لِى أنْ أحْرمَ المسلمين فضْلَ بأسِهِ وشجاعته!!!!!!!!! غير أن بيبرس سرعان ماعاد سِيرَتهُ الأولىَ !.! فبدأ يجتنعُ بالمماليك الصالحيةِ،، ويُدَبِّرُ فى الخفاءِ مَكِيدَة للقبض على الملك المُظفَّر سيف الدين قطز واعتقاله. وحُلول بيبرس البندقدارى محلَّه!!!!!!!!!!!!!!!!فدوام الحال من المحال.ـ. وسبحان من له الدوام!!![ وتلك الأيام نداولها بين الناس] فماذا بعد؟ نكمل إن شاء الله .........

عبد القدوس عبد السلام العبد   موبايل   0192255676

المصدر: كتاب وا إسْلامه للأُستاذ ( على أحمد باكثير )
abdo77499

مدير مرحلة تعليمية بالمعاش بدرجة مدير عام

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 196 مشاهدة
نشرت فى 9 مارس 2011 بواسطة abdo77499

ساحة النقاش

Abd Elkodous Abd Elsalam

abdo77499
»

فهرس موضوعات المقالات

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

75,652