وا إسْلاماه بين الصليب والتتار( المغول ){ الفصل الثانى والعشرون } حُلْمٌ فى الأرض ودعْوَةٌ فى السماءِ.وقتْلٌ فى الحَمَّام.وثأرٌ بالقباقيب
تخلَّصَ الملكُ المُعِزُّ أيبك من بقيَّةِ المماليك البحرية قتْلاً وحبْسا!واستراحَ الناسُ مِنْ بغْيِهم وفسادِهِم.وعرفَ الناس فضل سيْف الدين قطز الذى قتل الطاغية أقطاى الجمدار!فأحبُّوه وأُعْجِبوا بشجاعته وبُطولته.وعرف الملك المعز لمملوكِهِ البطل فضْلَه عليه وعلى مُلْكِهِ.فزادَ فى تقْريبهِ وترْقِيَتِهِ.حتى أعْتقه وقلَّدَهُ أكبر مَنْصب فى الدَّوْلَةِ!!وهو مَنْصب نائب السلْطَنَةِ!فزاد قطز إخْلاصا له وتفانياً فى خِدْمَتِهِ..ولم تنسَ الملكة شجرة الدُّرِّ فضله عليها،فبَرَّتْ لهُ بِوَعْدِها وأنْعَمَتْ عليه بجُـــــلْنار.وتولَّى الشيخ عز الدين ابن عبد السلام عقْدَ تزْويجها له!!! وقامت الملكة بنفسها فزيَّنتها وزفَّتْها إلى نائب السَّلْطَنَةِ سيْف الدين قطز!! وأقيم العُرْسُ السعيدُ فى قلعة الجبل!! حيث جلس الملك والملكة لاستقبال وُفودِ الضُّيوفِ لإسْعادِ العروسين!ـ! وانْتصَفَ الليْلُ، وهَدأ كُلُّ شَىْءٍ، وخلا الحبيبان السَّعيدان، فطابَ اللِّقاءُ، وسادَ الصَّفاءُ، وسالت دُمُوعُ الفرَح، وتحدَّثَ القلْبُ إلى القلْبِ، ولذَّتْ الشَّكْوَى!!! وَرَقَّتْ النَّجْوَى، وتذكَّرَ الحبيبـــــان ذُنوبَ الزَّمـان، ثم غُفِرتْ له دفعة واحدة!!!!! وتحقق حُلْمٌ فى الأرْض!ـ! وأُجيبتْ دعْوَةٌ فى السَّمــــاءِ!ـ! انطلقت من فم رَجُل صالِح!!! واطمأنت رُوحا امْرأتين غرقتا فى نهر السَّنْدِ كانتا تتمنيان أن تريا مثل هذا اليوْم!!ـ!ـ!! حتى تنفس الصُّبْحُ. فهَبَّ العروسان مذعورَيْن يخشيان أن يكونَ ما كانا فيه رُؤيا فى مَنام والْتمَسَ أحَدُهُما الآخرَ!! فإذا همــــا متجــــاوران!
وعادت الأيامُ سِيْرَتها الأوْلى.!.فأصبح الملكُ المعز لدين الله أيبك يرى أمْرَهُ مرْدوداً إلى شجرة الدُّرِّ! وأمْرُها ليس له رَدُّ! فاسْتثقلَ سُلْطَةَ الملكة ونفوذَها عليه! وتشبُّثها بما تدَّعِيهِ من حقها فى الاستئثار بالسُّلْطةِ دُونَهُ. إذ ترْفع من تشاءُ، وتضَعُ من تشاءُ!!! وكان أيبك قد انقطع زمنا عن زوْجته القديمة أُمُّ ابنه علىِّ، فعاد إليها وجعل يفكِّرُ فى مُسْتقْبل ابنه ـ فاستوْحشت شجرة الدر منه!!! وغارت من ضرتها عليْهِ!!! كما غارت منه على سُلْطتها المُهدَّدَةِ بالزَّوال.. فلم تتعوَّدْ شجرة الدر الاسْتسْلام أو التفريط فى حق!!! فألزمت أيبك بطلاق زوْجته أمِّ علىٍّ. وأخذت تُدْنِى إليها مَنْ لا يميلُ إليه أيبك من المماليك الصالحية!! وتُقْصِى مماليكَه وأشياعَهُ. فتعاظمَ نُفوذُها واستبدَّت بأمور المملكةِ. فلا تُطْلعُ أيبك عليها!! واشتدت الوحْشة بينهما حتى خشِيَها أيبك على نفْسِـــــه! وعاد إلى أم على! فاسْتعَرَتْ الحرب بينهما من وراء ستار!!! وأصبح كلُّ منهما يُفكِّرُ فى التَّخَلُّص من الآخر!!!!! وكشَّرَ الشَّــــرُّ عن أنيابه! ولم يبقَ للوفاق بينهما من سبيل!!!
وانْتقلتْ جلنار مع زوْجها الأمير سيف الدين قطز نائب السلطنة إلى قصر آخر خارج القلعة!!! وقد احتار قطز بينهما! فلكلٍّ منهما فضل عليه وعلى زوجته جلنار...ـ.. وعلمت شجرة الدر بعزم أيبك على إنْزالها من القلعة إلى دار الوزارة..ـ.. فعزمت على أن تسْبِقه بالكيْدِ !! فبعثت إليه من أقنعه بأنها ندِمت على ما كان منها فى حقه.. وأنها اشتاقت إلى مصالحته. ونزلت عن إلْزامها إياه بتطليق أُمِّ ولده!!! وأنها ما فعلت ذلك إلاَّ غيرةً ودلالا !!! فرَقَّ لها الملكُ المُعِزُّ حتى بكى ! وغلبه الحنينُ إليها والشوْقُ إلى سالِفِ عهدِها ! فقال لرسولها::: إنه سَيُصالِحُها ويبيتُ عندها تلك الليلة!!!!!!!!!!. ولما علم قطز حذَّرَ أستاذه من كيدِ الملكة، وأكَّدَ له أنها تنوى به الشرَّ... فلم يجد من أستاذه أذناً صاغية!!!!!!!!!!!. فقال قطز فى نفسه:::::[ لِيَقْضِى اللهُ أمْراً كان مفعولا ]. وقُضِىَ الأمْرُ حقا، وقُتِلَ الملك المُعزُّ فى الحَمَّـــــــــام ليلا!!! بأيْدِى جماعة من خدم شجرة الدر!!! وأشيع أن الملك المعز مات فجأة فى الليل!! فانطلق مماليك المعز إلى الدور السلطانية، وقبضوا على الخدم والحريم حتى أقروا بما جرى فقبضوا على شجـــــــــرة الدر واعتقلوها بأحد أبراج القلعة!! ونُصِّبَ نور الدين علىٌّ ابن الملك المعز أيبك سُلْطانا بقلعة الجبل!!! ولُقِّبَ بالملك المنصور ،، وكان عُمرُهُ خمسَ عشرة سنة ـ وأُقيم الأمير سيف الدين قظز نائب السلطنة ـ وصِيَّا على حالِهِ ـ وصار مديرَ دوْلة الملك الصغير ـ وكان أوَّل ما فعل الملكُ المنصور ( الملك الصغير ) أن أمَرَ فحُمِلتْ شـــــــــــجرة الدُّرِّ إلى أُمِّهِ فأمرت جـــــواريها فضَرَبْنها بالقبـــــــــــــــــاقِيب حتى ماتت!!!!!!!!!!! فأُلقِيَتْ من سور القلعة إلى الخندق !!! ثم وُوْريَتْ التُّرابَ بعد أيَّام ،، وأُسْدِل السِّتارُ على الملكة العظيمة المُجـــــــاهدة شـــــجرة الدر صاحبة( زوْجة) الملك الصالح نجم الدين أيوب ( أُم خـــــليل ) فسبحان مَنْ له الدَّوام يُغَيِّرُ ولا يتغيَّرُ!!! فماذا بعد؟؟؟ نكمل إن شاء الله
عبد القدوس عبد السلام العبد موبايل 0192255676
ساحة النقاش