وا إسْلاماه بين الصليب والتتار( المغول ){ الفصل الحادى والعشرون } بين مَهْر السُّلطانه ومَهرْ جُلْنار!
قال أيبك مُبْتسِمًا:ينْقضِى هذا الحُزْنُ حينما تتزوَّجُ السلطانة!فقال قطز: أجَلْ ياسيِّدى.فتزوَّجْها من أجْلى أنا إنْ لم يَكُنْ مِنْ أجْلِكَ!وضَحِكا مَعًا.وكان أقْطاى قد خاطبَ المَلِكة فى الزواج.فرَدَّتْ بِدَهاءٍ: إنها لا ترُدُّ طلَبَه.ولكنها لا تفكِّرُ فى الزَّواج حتى يَنْتهىَ خَطرُ الملكِ الناصر صاحبِ دمشق وتأمنَ على مصروعلى نفسِها.وذهب قطز رسولا من أسْتاذِهِ إلى شجرة الدُّرِّ،فقال: إنَّ أستاذى بعثنى إليكِ ياموْلاتى فى أمْرَيْن،أحَدِهِما أنْ تُنْجِزى وعْدَكِ لِمَْملوكِهِ بالزواج من وصيفتِكِ.والآخر أنه يعلمُ أنكِ لا تحِبين فِراقَ وصيفتِكِ.وهولا يقْدِرُ على فِراقى ـ فإنه يتوَسَّلُ إليكِ أن تسْمَحِى لنا أنا وهِىَ بأن نعيشَ فى خِدْمَتِكُما معاً! ـ ففَهِمت الملكة الذكيَّةُ أنه عرضٌ من أيبك بالزواج منها!! فسألتْهُ بهُدوءٍ:أى هذين الأمْرين أحبُّ إلى أستاذك أنْ أقضِيَه؟ فأدْرَكَ قطز أنَّ الملكة قد فهمت تلميحَهُ،فأحبَّتْ أنْ تسْتوْضِحَهُ لتستوْثِقَ من صَوَابِ ما فهمت..فبَدَرَهَا قطز قائلا:الأمرَ الثانى يا موْلاتى ـ فقالت كيْفَ عرفت ذلك؟ فقال قطز الماكر:لأن الأمرَ الثانىَ يتضمَّنُ الأمْرَيْن معاً..فتورَّدَ وجه الملكة خجلا وقالت:قل لأستاذك إنى لا أستطيعُ أن أقيم عُرْسًا وجنودُ الملك الناصرعلى أبواب مصر!فقال قطز بِمَكْرٍ: يا مَوْلاتِى السلطانه أحسَبُ أن فى هذا ظلماً لى وإخلافا لِوَعْدِى.فاسْتغربت شجرة الدر وقالت له: وكيْفَ ذاك؟ فقال الماكرُ قطز: هلْ لِى أن أقولَ لأستاذى: إن السلطانة لا تستطيعُ أنْ تقيمَ عُرْسَـــــيْن فى القصر وجيوش الناصر على أبوابِ مصـــر! فابتسمت الملكة وقالت: قلْ له ما بدا لك أيها المملوك الماكر! ثم همست: لا خوْفَ على عز الدين أيبك وهذا المملوكُ عنده!!!... فهم الملك المُعز أيبك أنَّ الملكة تربط الموافقة على طلبه بهزيمة الملك الناصر صاحب دمشق الذى حشد ملوك بنى أيوب فى الشام. وأصبح على أبواب مصر. وخرج أيبك بنفسه لِمُلاقاةِ جيش الناصر لئلا ينفرد خصمه أقطاى بشرف النصر فى هذا اليوم العصيب! وعاد ايبك ظافرا ومعه الأسرى من بنى أيوب.ـ. وفيهم الملك الصالح عماد الدين إسماعيل.ـ. الذى باع بلاد الإسلام للفرنج واستعداهم على.ـ. الملك الصالح نجم الدين أيوب.ـ.ونفى الشيخ المجاهد ابن عبد السلام إلى مصر.ـ.فاسْتصْدَرَ قطز فتوى من الشيخ بقتله بعد سجنه بالقلعة. لخيانته لله ورسوله أيام كان ملكا على دمشق!! فأمر المعز أيبك بقتله ـ فقتل خنقا ـ !!وبدأ كلٌ من أيبك وأقطاى يطالب الملكة بإنجاز وعدها بعد أن هُزِمَ الملكُ الناصر..فتناوب عليها قطز وبيبرس بالرسائل وكلُ منهما يُدْلِى بِحُجَّتِه لِيُرَجِحَ كِفَّةَ أستاذه!! وتكررت الحملاتُ ضد الملك الناصر حتى عُقِدتْ المُعاهدات. وكُتِبت العهودُ فكان لمصر حتى الأردن بما فيه غزة والقدس ونابلس والساحل. وللناصر ما وراء ذلك..واستطاع سيْف الدين قطز أن يتفوَّق على خصْمه رُكْن الدين بيبرس البُنْدقدارى!! فرَجَحَتْ كِفَّةُ ـ المعز لدين الله أيبك. فاختارته الملكة زوْجا!!!.لكنها قالت:لا أتزوج نصف ملك!! فتخلصَ أيبك من الملك الصغير فسجنه بالقلعة وانفرد بالملك!! والملك الصغير لا يدرى لماذا أجلسوه على العرش !!! ولماذا أوْدعوه السجن!!!
وفاز أيبك بالمُلْك والملكة . فتميَّزَ أقطاى الجمدار غيظا.وقرر الانتقام من المَلِكِ والمَلِكَةِ! فأطلق يد خِشْداشِيَّيه ومماليكه، فعاثوا فى الأرض إفسادا وفى الأعْراض انتهاكا وفى الناس ظلما وتنكيلا!! ليظهر ضعف أيبك وعجزه . فلا يجد الناس مغيثا غير أقطاى الجمدار!! لكن شجرة الدر كانت تدرك أن السِّحْرَ سينقلب على الساحر يوْما! لأنها تعرف قوة الشعب إذا ثار غضبا لعِرْضه وكرامته!! فأعْلنت زواجها من أيبك وزُفَّتْ إليه فى حفل بهيج!! وأسْقِطَ فى يد أقطاى فجَهَرَ بمعارضة الملك! وأراد الكيدَ للملكة. فتزوج أبنة ملك حماه بالشام.ـ.وأرْسَل إلى أيبك يبلغه أن زوجته ابنة ملوك!!وأنها سَتسْكُنُ فى قصر قلعة الجبل!! فشعرت شجرة الدر بالإهانة! وأدركت أن هذه هى الطامة الكُبْرَى! وأن أقطاى قد حفر قبره. فلتظفر به قبل أن يظفر بها!!!! فأشارت على أيبك أن يظهر الرضا والقبول!! وأوعزت إلى قطز أن يُلْقىَ فى أذُن بيبرس أن شجرة الدرِّ ستترُكُ قصرَ القلعة للأميرة القادمة!! وأخذت شجرة الدر تقضى النهار فى قلعة الجبل. وتنتقل ليلا إلى قصر آخر أسفل القلعة!!! وأوقدت فيه المصابيح!!! واطمأنَّ أقطاى واغترَّ بنفسه!!! وطلبت شجرة الدر من قطز رأس أقطاى الجمدار مهراً لجلنار !!!!!! فاتفق الثلاثة الملك والملكة والمملوك!!!!!!!!على التقرُّبِ إلى الله برأس هذا الظالم المستبد منتهك الأعراض!! فدعاه أيبك لمقابلته بالقلعة فى يوم كان بيبرس قد ذهب فيه للصيد مع شيعته من مماليك أقطاى!!! واختار قطز اثنين من مُعاونيه ـ بهادر و سنجر الغتمى ـ ليكونا جاهزين للطوارئ!!! ـ وحضر أقطاى الجمدار ومعه بعض مماليكه.فلما دخل أقطاى أُغْلِقت الأبواب ومنع مماليكه ..ثم لقِيَهُ قطز فصَحِبَهُ إلى الدهليز ثم قال له أعطِنِى سيفك فما ينبغى أن تدخل على السلطان بسيفك.ـ. فغضب أقطاى وقال: أتُجَرِّدُنى من سيْفى أيها المملوك القذر؟ ومدَّ يده إلى سيْفِهِ لكن قطز عاجله بطعنةِ خِنْجر فى جنبه وهو يقول : بل أجَرِّدُكَ من حياتك وأطهِرُ البلادَ من رجْسك!!! فثار أقطاى وحمل على قطز واضعا يده الأخرى على فم الطعنة!!! وقال قطز الآن يقتلك المملوك القذر!!! وظلَّ يُوَاثِبُهُ لينزفَ أكثر!!! وأقطاى يقول: يا ملعون اثبت لى!! فيجيبه قطز:: يا زوج الأميرة اثبت لنفسك!! حتى نزف أقطاى ونهِكَتْهُ المُوَاثبة!!! فوَقعَ كالجَمَلِ البارك!!!!!!!!!!!!! وهنا ظهرت شجرة الدر فنادته : يا مغرور دع بنت الملوك تنفعك!!!!! فأجابها بقوْلِهِ : يا خائنة!!! ولم يقل شيئا بعدها !ـ!
وعلم بيبرس وجماعته من مماليك أقطاى الجمدار فركِبوا إلى قلعة الجبل فى سبعمائة فارس يتقدمهم بيبرس!!! فوقفوا تحت القلعة.. يطلبون تسليم زعيمهم ـ فما راعَهُم إلاَّ رأس أقطاى قد رمى به المعز إليهم ـ وناداهم قائلا : اُنْجُوا بأنفُسِكُم قبل أن ينالَكُم ما نال رئيسَكم فأسْقِطَ فى يدِ بيبرس وجماعته!!! فانطلقوا هاربين وتفرقوا خارجين من القاهرة!! إلى. الكرك.ودمشق وبلاد الغور بالأردن والبلقاء والقدس ـ وجعل بيبرس من ذلك اليوم يقول::: لقد فعلهـــــا صـــــديقى واللــــــه ليكونن من قتـــــــلاى!!!! فماذا بعد؟؟؟ نكمل أن شاء الله .
عبد القدوس عبد السلام العبد موبايل 0192255676
ساحة النقاش