( الفصل العاشر) من الفتنة الكبرى ـ أشْقى البَرِيَّة
كُرَة اللهب {الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها}
دخلت الشام ومصر والبصرة والحجاز واليمن فى طاعة معاوية بن أبى سفيان. وأصبح أمير المؤمنين على بن أبى طالب فى وسطٍ من الخلق مضطرم بالخلاف والشقاق.
فريق من شيعته يتعصبون بالغُلُو دون تعقل ـ وآخرون خوارج من كلاب أهل النار ( لا علىّ ولا معاوية ) وفريق منافق يظهر الطاعة ويخفى العداء . وسبئية مستترون يشعلون نار الفتنة تحت الرماد. فصارت الجماعة إلى الفُرْقة والاختلاف.وتغيرت الناس.
وسأل رجلٌ الإمام عليا رضى الله عنه: ما بال المسلمين اختلفوا عليك ولم يختلفوا على أبى بكر وعمر. فقال الإمام علىّ:لأن أبا بكر وعمركانا خليفتين على مثلى وأنا اليوم والٍ ( أمير ) على مثلك.
وملَّ أمير المؤمنين الإمارة وسئمها، وكأنه استشعر راحته من هذا الشقاق المتتابع والخلاف المستعصى فى أن ينضمَّ إلى إخوانه من الشهداء والصالحين ( وحسُن أولئك رفيقا ) فصرّح بذلك فى كثير من خطبه ومواعظه الأخيرة.
اجتمع ثلاثة من الخوارج كلاب النار الذين يكفرون الإمام علياً (المُبشَّر بالجنة) فى الحج {وكان اسمهم المحكمة لأنهم أرادوا محاكمة الإمام علىّ لقبوله التحكيم بعد معركة صفين 37هـ }،{ومن يُكفر أحد العشرة المُبَشَّرين بالجنة يحكم على نفسه بالكفر الصريح ، لأنه يُكذب وعْدَ اللــــهِ ورسوله ـ فما بالنا بقول رسول اللـــه(ص) لعلى يوم الخندق 5هـ حين قتل عمرو بن وُد العامرى طاغية الكفر والذى تعُدُّه قريش فى الحرب بألف فارس : يا علىّ لو لم يكن لك فى الإسلام غيرها لكفتك( لأدخلتك الجنة)} وتذكروا ما حلَّ بإخوانهم من الخوارج فى معركة النهروان[ بالقرب من بغداد 38هـ ] على يد جيش الإمام علىِّ وكرهوا المُقام بعدهم. فاتفقوا على أن يذهب أحدهم إلى ـ الكوفة ـ وهو أشقى البرية فى الآخرين ـ ( كلب النارعبد الرحمن بن مُلْجم المرادى ) ليقتل عليا. ويذهب الثانى وهو الحجاج بن عبد الله التميمى ( وشُهرته البرك ) إلى الشام فيقتل معاوية. ويذهب ثالثهم وهو عمرو بن بكر التميمى إلى مصر فيقتل عمرو بن العاص. واتَّعدوا ( جعلوا بينهم موعدا ) ليلة ينفذون فيها ما اتفقوا عليه. وهى صُبح ليلة الجمعة 17 رمضان سنة 40 من الهجرة .}،{فأى نوع من المسلمين هؤلاء الذين يُكذبون وعد الله ورسوله، فيُكفرون مُبشراً بالجنة مرتين على لسان رسول الله (ص)، ويتاّمرون فى موسم الحج وإلى جوار الكعبة على القتل . ولا عجب فهذا هو فكر الجماعات والخوارج كلاب أهل النار الذى لا دواء له ولا بُرء منه. ومازال ! وكفى بالمرء داءً أن يرى الموت منه شافيا. وقد رأينا مَنً يُكفرون المسلمين ويُكبرون وهم يقتلونهم فى الشوارع والميادين. فما أشبه اليوم بالبارحة. ولا عجب إنها الجماعات خوارج هذا الزمان كلاب النار!{أعوان أمريكا وأوربا وإسرائيل وتركيا وإيران وصنيعتهم قطر وجزيرتها المُضلِلة لإنتاج شرق أوسط جديد بتمزيق العرب وتقسيمهم وتحويلهم إلى كيانات هزيلة فى خدمة إسرائيل !}
فأما الحجاج بن عبد الله التميمى ( البرك ) فذهب إلى معاوية وانتظره فى صلاة الصبح فضربه بالسيف فوقع فى إلْيته( فخذه ) ولم يمته(يقتله) فأمر به معاوية فقُتِل.
واما عمرو بن بكر التميمى فذهب إلى عمرو بن العاص ( فلم يخرج عمرو إلى الصلاة لعذر أصابه ـ مغص شديد ـ ) واستناب عنه ـ خارجة بن حبيب السهمى ـ فضربه فقتله ( ولم يكن يعرف عمراً ولا خارجة ) ـ ثم قبض عليه فلما ذهبوا به إلى عمروٍ قال لعمرو: ألم أقتلك ؟ فقال عمرو : بل قتلت صاحب الشرطة خارجة بن أبى حبيب السهمى { فقال : أردت عمروا وأراد الله خارجة . ثم امر به فقتل ـ وضُرِبَ به المثل ـ ( أراد عمروا وأراد الله خارجة ).
وقصد أشقى البرية فى الآخرين ـ كلب النار عبد الرحمن بن مُلْجم المرادى ـ الكوفة وانتظر(عليا) فبينما أمير المؤمنين ينادى: الصلاة الصلا الصلاة إذ ضربه بسيفه على رأسه قائلا : { الحكم لله لا لك يا علىّ ولا لأصحابك} فقال الإمام علىّ : ( لا يفوتنكم الرجل ) فشدَّعليه الناس وأخذوه ـ ثم قال علىّ : النفس بالنفس إن هلكت فاقتلوه كما قتلنى ـ ضربة بضربة ـ ولا تمثلوا به وإن أبقانى الله رأيت فيه رأيى. فماذا بعد ؟ نكمل بإذن الله
عبد القدوس عبد السلام على العبد ـ موبايل 01092255676
ساحة النقاش