( الفصل التاسع) من الفتنة الكبرى ـ حقيقة التحكيم
كُرَة اللهب {الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها}
انقضى الأجل وحلَّ رمضان من السنة السابعة والثلاثين من الهجرة.واجتمع الحكمان.{ ويرى المحققون المنصفون أن الحكمين اتفقا على إنهاء الحرب ورجوع علىٍّ إلى الكوفة أميرا للمؤمنين ومعاوية إلى الشام والياً عليها ـ لأن عليا كان قد عزل معاوية ـ ولم يتطرقا إلى الأمور الشائكة كمبايعة معاوية أولا أو تسليم علىٍّ قتلتة عثمان أو القصاص منهم أولا . وركَّزا على التهدئة . وترك الأمور التى سببت النزاع جانبا }
إلاَّ أن فئة من الناس لم يرُقْ لها أن يضع المسلمون حدًّا لاقتتالهم لِما كان فى ذلك من خطر عليهم ومنهم الخوارج كلاب أهل النار والسبئية.وهو نفس ما تفعله جماعات هذا الزمان !!!
ومن هنا جاء تلفيق خُدْعة التحكيم ــ التى رواها ــ مُخنَّف لوط بن يحيى .{ الشيعى الذى انضم إلى الخوارج } وكان كذّابا غير ذى ثقة مبغضا للصحابة ـ فأراد أن يصفهم بالسفه والغفلة فى شخص أبى موسى الأشعرى. وأن يصفهم بالغدر والخيانة فى شخص عمرو بن العاص.ومع ذلك ففى الموضوع روايات أخرى عن قصة التحكيم.
وقع الشقاق فى جيش علىّ فئة كارهة للتحكيم وفئة راضية وفئة خارجة عن طاعته{ لا على ولامعاوية } فأصبح جيشه موضع فتنة جديدة ـ كلما أطفئت واحدة قامت أخرى . فمن غُلاة فيه إلى خوارج وفريق يحرِّض بالفصاحة والبلاغة لا بالطاعة والامتثال كأنما حربهم معه مجاملة . ناهيك عن جماعات السبئية والمنافقين.{ أصل كل بلاء }
ومعاوية بالشام مستقيم له الأمر وجنده أحسن جندٍ فى طاعة الأمراء. فبعث بعمرو بن العاص إلى مصر. وفيها قيس بن سعد بن عبادة فبايعه بعض أهلها ـ وعمرو خبير بطرق استجلاب المصريين ـ واعتزلت طائفة من المصريين وعليهم يزيد بن الحارث الدجلى بخربتا مركز جماعة بن سبأ (وهى بلدة بمحافظة البحيرة حاليا) وعزل الإمامُ علىٌّ قيسَ بن سعد بن عبادة. وجعل على مصر محمد بن أبى بكر ـ الذى سبق أن تناولته الألسنة فى دم عثمان وهو برىء ــ حتى دخل مصر معاوية بن حُديج مطالبا بدم عثمان { من قبل معاوية بن أبى سفيان } فقتلَ محمد بن أبى بكر وأحرقه فى جوف حمار { وفى هذا كلام } ـ ثم دخلت مصر كلها فى طاعة معاوية بن أبى سفيان وبايعه أهلها بعد ذلك.
ثم أرسل معاوية بن أبى سفيان السرايا حتى دخلت الحجاز واليمن فى طاعته .... وأصبح الإمام علىّ فى وسطٍ من الخلق مضطرم (مُشتعل) بالخلاف والشقاق{ فريق من شيعته ـ وآخرون خوارج لا علىّ ولا معاوية ـ وفريق منافق يظهر الطاعة ويخفى العداء ـ وسبئية مستترون يشعلون الفتن تحت الرماد .
{وذلك هو حال الجماعات فى كل زمان . وإن اختلفت الأسماء!!!}
......... فماذا سوف يكون ؟؟ موعدنا مع الفصل العاشر بإذن الله ..
عبد القدوس عبد السلام .. موبايل 01092255676
ساحة النقاش