( الفصل الثامن) من الفتنة الكبرى ـ مَوْقِعَةُ صِفِّيْن 37هـ
كُرَة اللهب { الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها }
حين رأى الإمام علىٌّ طلحة صريعاً أجلسه ومسح التراب عن وجهه ولحيته وبكى وهو يقول:ليتنى مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة. ويرى بعض المحققين أن قاتل طلحة هو مروان بن الحكم وكان قد رماه بسهم أصابه فى ركبته فأدماه حتى مات ــ وحين حضر إلى علىٍّ قاتلُ الزبير ـ عمرو بن جرموز ـ ومعه سيف الزبير طرده علىٌّ وقبَّل سيف الزبير وهو يبكى ويقول: سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله وقال :( قال رسول الله ـ ص ـ : بشِّر قاتل بن صفية بالنار)..
رجعت أم المؤمنين(عائشة) إلى المدينة مُكَرَّمةً فى موكب يليق بمكانتها ومعها أخوها محمد بن أبى بكر وبصحبتها أكثر من ثلاثين من نساء أشراف البصرة فقد اجتهد الإمام علىٌّ فى تكريمها. مع اختلاف الروايات ـ
ورجع الإمام على إلى الكوفة التى اتخذها مقراٌ لخلافته ـ وأرسل إلى معاوية يدعوه إلى الدخول فيما دخل فيه الناس. فامتنع معاوية ـ حتى تُقْتل قتلة عثمان، ويختار المسلمون لأنفسهم إماما.
سار الإمام لمحاربة معاوية. وسار إليه معاوية ـ والتقى الجيشان فى سهل صِفِّين. ومشت السفراء بين الطرفين، ولم تفلح السفارة حتى اشتد معاوية فى الخصام وقال: ما بيننا إلا السيف ..
تناوشا وقتا حتى دخل شهر المحرم لسنة37 من الهجرة.. فعقد علىٌ ومعاوية هدنة مدتها شهر ـ طمعاٌ فى الصلح ـ واختلفت بينهما الرُّسُل ـ ذهابا وإيابا ـ وانتهت المخابرات ـ (الرسائل) على إصرار الإمام علىٍّ على مبايعته ثم النظر فى أمر قتلة عثمان ـ وأصرَّ معاوية على أخذ القوْد(القصاص) من قتلة عثمان أولا ثم النظر فى البيعة.( وهذا خلاف سياسى صنعته السياسة أم الخبائث وليس خلافا دينيا )
نبذ كل طرف عهد هدنته وابتدأ القتال فى أول يوم من صفر سنة37 من الهجرة لأيام متتالية. فلما كان مساء الثلاثاء 8 صفر 37هـ أجمع الإمام علىٌّ على ملاقاة جيش معاوية بجيشه كله ـ فلما أصبحوا التقى الجيشان ثم انصرفا ـ وكلٌّ غير غالب ـ ثم دارت رحى الحرب بشدة يوم الخميس العاشر من صفر 37 هـ . ودخل الليل واستمرَّ القتال ليلاً .. فلما أصبحوا كان الملل والسآمة فى جيش الشام أبين ( أوضح ) ورأى ذلك معاوية وعمرو بن العاص ــ فقال عمرو ندعوهم لكتاب الله أن يكون حكما بيننا وبينهم ــ فرفع جُنْدُ الشام المصاحف على الرماح . ونادى منادٍ يقول: هذا كتاب الله بيننا وبينكم، من لثغور الشام بعد أهل الشام ، من لثغور العراق بعد أهل العراق.....
فلما رآها أصحاب علىٍّ اختلفوا ثم اتفقوا على إرسال رسول يسأل عمَّا أُريد من رفع المصاحف فقال جُند الشام: الرجوع إلى ما أمر الله فى كتابه. تبعثون رجلا ترضونه ونبعث رجلا نرضاه، يعملان بما فى كتاب الله لا يعدوانه ، ثم نتَّبعُ ما اتفقا عليه . ورضيت الناس بهذا وقبلت . واختار أهل الشام عمرو بن العاص ـ واختار أهل العراق أبا موسى الأشعرى. وكتبوا بذلك عهداً. { أن يجتمع الحكمان بدومة الجندل فى رمضان37 هـ
انصرف الناس من هذا المكان المشئوم الذى اجتمعت فيه فئتان عظيمتان من المسلمين يقاتل بعضهم بعضا حتى أزهقت زهاء مائة الف نفس مسلمة ـ مع اختلاف الروايات ـ { لاختلاف اجتهادهم فى الحق وقد سفَّه كل واحدٍ نظر صاحبه } وإن كان الصواب مع الإمام علىّ ( لأن معاوية جعل الخلافة وراثة وملكا ) ــ رجع الإمام إلى الكوفة ـ ووقع الشقاق فى جيشه . وما كان رفع المصاحف 37هـ لقصد دينى { لتكون كلمة اللـــــــــه هى العليا } . وإنما كان لقصد سياسى { لتقديم الدنيا على الدين } فانقسم المسلمون إلى سُنة وشيعة وخوارج بأسهم بينهم يقتل بعضهم بعضا ثم انقسم الشيعة والخوارج إلى طوائف يكفر بعضُها بعضا ثم أصبح الخوارج كلاب أهل النار يكفرون المسلمين وأهل الأرض جميعاً ـ واليوم الجمعة 28نوفمبر2014م نرى مِن الجماعاتِ مَنْ يحشدون أشياعهم لرفع المصاحف كوسيلة للدجل السياسى مخلوطا بدجل باسم الدين . فإلى أى نوع من الدواعش الجزَّارين أصحاب المحرقة الجوارح ( داعش ) ومن على شاكلتها تنقسم الجماعات ؟؟؟!!! بعد أن أصبحت طائفة من تجار الدين خوارج هذا الزمان تفكر بالنار والسكين والمخلب والناب . وطائفة لا تفكر على الإطلاق خانعة بالسمع والطاعة وتتحرك كقطعان لا تدرى أيقودها الراعى إلى المرعى أم يقودها إلى المذبح ؟}.فماذا بعد فى جُعبة السياسة أم الخبائث؟ !!! ومتى نفهم ؟ ومتى نتعلم ؟
نكمل فى الفصل التاسع إن شاء الله ـ عبد القدوس عبد السلام على العبد
موبايل 01092255676 ت0472712574
ساحة النقاش