( الفصل السابع) من كُرَة اللهب الفتنة الكبرى ـ السبئية والجَمَل 36هـ
{ الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها }
سمع بذلك السبئية (الجماعات الدينية ـ أصحاب عبد الله بن سبأ)، وتحققوا أن الصلح إنما يعود عليهم بالوبال.لأنه إن تم كان على قتلهم لأنهم هم الذين أثاروا الفتنة التى قتلت ـ عثمان ـ فباتوا شر ليلة وقد أشرفوا على الهلكة. باتوا يتشاورون فلم يجدوا غير انتشاب الحرب.
ثم أصبح الناس والتقى الجيشان خارج البصرة، وخرج الزبير على فرسه بين الجيشين فخرج إليه الإمام علىّ والتقيا حتى اختلف عنقا دابتيهما.فقال علىٌّ للزبير: لعمرى لقد أعددتما سلاحاٍ ورجالاٍ إن كنتما أعددتما عند الله عذرأً فاتقيا الله. ( ولا تكونا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا) ألم أكن أخاً لكما فى دينكما تحرِّمان دمى وأحرِّم دمكما؟ فهل من حدثٍ أحلَّ ذلك؟ فقال الزبير:ألَّبْتَ على عثمان. فلعن علىٌّ قتلة عثمان.ثم ذكَّرَ الزبير بأشياء منها أنه قال له :{ أتذْكُرُ يوم مررت مع رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) فى بنى غُنْم فنظر إلىَّ فضَحِكَ وضحِكْتُ إليه؟ فقلْتَ لرسول الله (ص) لا يدَعُ بن أبى طالب زَهْوَه. فقال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس بِمُزْهٍ ( مختالاً أو مغروراً) لتقاتلنَّه وأنت ظالم } فرجع الزبير وهو حالف ألاَّ يقاتل عليَّا وشعر انه أخطأ فى اجتهاده وأصبح الرجوع للحق أولى لأنه يعمل لله ـ { لكن الجماعات الدينية } اللهو الخفى الذى نسميه اليوم الطرف الثالث كان له رأى آخر!!!} فمتى نفهم ؟ ومتى نتعلم ؟
ثم رجع الناس والجميع لا يشكُّون فى الصلح وباتوا بأهنإِ ليلة ـ وبات السبئية { حماعات بن سبأ } بأسْوَإ حال !
فلما كان الغَلَسُ( فى الثلث الأخير من الليل ـ على طريقة ما حدث أمام دار الحرس الجمهورى 2013م اثناء اعتصام رابعة ) قام السبئية{الجماعات} من غير أن يشعر بهم أحد فأعملوا السلاح فى الجانبين( الجيشين ) ودسُّوا لكل جانب من يشيع أن الجانب الآخر أقسم ألآ ينصرف قبل أن يسفك الدماء فاقتتلوا قتالاً شديداً . ــ ونادى الإمام علىٌّ فى الناس أن كُفُّوا عن القتال وأخرجوا ــ أم المؤمنين ــ من هوْدجها لعل الله يصلح بها بين الناس، فرماها السبئية والكوفيون بالنبل وهى تنادى : ( اذكروا الله والحساب ) وهم لا يأبون إلا إقداما فاشتدت حَمِيَّةُ أهل البصرة والقُرشِيين لحرم رسول الله . ولم يكن مَحيصٌ عن القتال فاقتتلوا ــ وترك الزبير القوم ورجع فتبعه شقِىٌ يُعْرَفُ ــ بابن جرموز (عمرو بن جرموز) ــ وقتله وهو يصلى بمكان يعرف بوادى السباع .
أمسك بخطام الجمل ( الذى يحمل هودج أم المؤمنين ) كثير من أرباب الشجاعة والنجدة فقتل دونه نحو السبعين من قريش وعدد عظيم من البصريين وغيرهم. واشتد الكوفيون والسبئيةعلى الجمل لأنهم رأوا أن البصريين لا ينهزمون مادام الجمل واقفا وأخيرا عُقِرَ الجمل. فتفرق المهاجمون عنه ثم حُمِل الهودج وهو مثل القنفذ من كثرة السهام ـ و ظهرت آثار الكدر على أم المؤمنين ـ من هذا الحادث . ثم أمر الإمام بدفن القتلى وأطاف عليهم فلما أتى ـ طلحة صريعا ـ قال: لهفى عليك أبا محمد .. إنا لله وإنا إليه راجعون.. والله لقد كنت أكره أن أرى قريشا صرعى ..{حين رأى الإمام علىٌّ طلحة صريعاً أجلسه ومسح التراب عن وجهه ولحيته وبكى وهو يقول:ليتنى مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة. ويرى بعض المحققين أن قاتل طلحة هو مروان بن الحكم وكان قد رماه بسهم أصابه فى ركبته فأدماه حتى مات ــ وحين حضر إلى علىٍّ ـ عمرو بن جرموز ـ قاتل الزبير ومعه سيف الزبير طرده علىٌّ وقبَّل سيف الزبير وهو يبكى ويقول: سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله . وقال :( قال رسول الله ـ ص ـ : بشِّر قاتل بن صفية بالنار).. قاتل اللـــه اللهو الخفى وقاتل أم الخبائث } ــ فماذا بعد ياكُرَة اللهب؟ ومتى نفهم أن الجماعات التى تتاجر بالدين هى اصل كل بلاء فى كل زمان؟ فهى الطرف الثالث واللهو الخفى فى معظم الأحداث؟ وهل يبعد ذلك عما حدث فى ميدان التحرير وشارع محمد محمود وملعب بور سعيد ـ ودار الحرس الجمهورى والمنصة وطريق النصر ورابعة وأمام مكتب الجماعة وكرداسة وأخواتها.؟ هذا لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ..
فى الفصل الثامن نكمل إن شاء الله ـ عبد القدوس عبد السلام العبد موبايل 01092255676
ساحة النقاش