( الفصل السادس) من الفتنة الكبرى ـ وَساطة القعقاع
كُرَة اللهب { الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها }
بعد وصول أخبار طلحة والزبير رأى الإمام أن يلحق بهما. فانقسم الناس بين الخروج معه إلى البصرة وعدم الخروج.فقد أصبحت الفتنة صماء بكماء. حتى خطب فيهم القعقاع بن عمرو:( أيها الناس لابد من إمارة تنظم الناس، وتنزع الظالم وتعز المظلوم، وهو يدعوكم، لتنظروا فيما بينه وبين صاحبيه. وهو المأمون على الأمة، الفقيه فى الدين، فمن نهض إليه فإنا سائرون معه) ثم قال الحسن بن على رضى الله عنه:( أجيبوا دعوة أميركم، وسيروا إلى إخوانكم، فإنه سيوجد لهذا الأمر من ينفر إليه. وإن أمير المؤمنين يقول: قد خرجت مخرجى هذا ظالما أو مظلوما، وإنى أذكر الله رجلا رعى حق الله إلا نَفَر، فإن وجدنى مظلوما أعاننى، وإن وجدنى ظالما أخذ منى، والله إن طلحة والزبير أول من بايعنى وأول من غدر.فانفروا فمُروا بالمعروف وانهَوا عن المنكر ) فخرج معه قريب من تسعة آلاف. (وفى هذا كلام)
ثم ندب الإمام على القعقاع بن عمرو ليكون بينه وبين طلحة والزبير، فقدم القعقاع البصرة، وبدأ ـ بأم المؤمنين ـ فقال: أى أُمّه( ياأُمى ) ما أقدمك هذه البلدة. قالت: أى بُنَىْ الإصلاح بين الناس قال: فابعثى إلى طلحة والزبير حتى تسمعى كلامى وكلامهما، فبعثت إليهما فحضرا . فقال القعقاع: إنى سألتُ أُم المؤمنين ما أقدمها فقالت: الإصلاح ، فهل أنتما متابعان قالا : نعم قال: فأخبِرانى ما وجه هذا الإصلاح قالا : قتلة عثمان، فإن هذا الأمر إن تُرِك كان تركا للقرآن.
قال القعقاع :: قد قتلتما قتلة عثمان من أهل البصرة ، وأنتما قبل قتلهم أ قرب إلى الاستقامة منكم اليوم . قتلتم ستمائة رجل فغضب لهم ستة آلاف فاعتزلوكم ، وطلبتم( حرقوص بن زهير التميمى ـ المعروف بذى الخويصرة التميمى الذى خرج على الرسول(ص) وقال: اعدل يا محمد!!. وهو من أصحاب الفتنة وقتلة عثمان) فمنعه ستة آلاف . فإن تركتموهم كنتم تاركين لما تقولون ـ القرآن ـ وإن قاتلتموهم والذين اعتزلوكم لقيتم أعظم مما أراكم تكرهون . ( فكيف فعلت السياسة أم الخبائث بالدين ؟ )
ثم قال القعقاع لهما : هذا أمر دواؤه التسكين فإن أنتم بايعتمونا فعلامة خير وتباشير رحمة ودرْكٌ بثأر . وإن أبيتم فعلامة شر . قالوا :: أصبت وأحسنت ، فإن رجع (( علىٌّ )) وهو على مثل رأيك صلح الأمر .. فرجع إلى على وأخبره الخبر وأشرف القوم على الصلح . وأقبلت الوفود من كل جهة وأصبح الكل متفقين على الصلح ...
سمع بذلك السبئية { جماعات عبد الله بن سبأ } فباتوا شرَّ ليلة ..... فى اللقاء التالى نستكمل القضية ـ سلِّم سلِّم يارب سلِّم ـ
عبد القدوس عبد السلام العبد موبايل 01092255676
ساحة النقاش