عزيزي "ابو سلطان " : نعم انت يا صاحب الوساده المليئة من الدنانير سابقا , نتدعثر فيها ونحن اطفال , تجول في ديوان اخت علياء المؤتمنه على اموالك , صاحب الجاكيتة صيفا وشتاء , انني اتسال كيف استغنيت عن جاكيتتك والحمد للة انك ما زلت محافظ على غترتك , فمثلك قدم للبلد الكثير , صحوتك من الفجر حاملا كريكك بيمينك الى ورشات العمار وما تعيد الا ان يغيب الشمس.
اسمعني زين ،من حقك ان تعيش , جمعت مالا بعرقك وتعبك وجهدك , لكن لم تستطع ان تحافظ علية فالنصابين كثر , ذاك يتاجر لك بالبقر وذاك يتاجر لك بالقلابات ومثل مشاريع الدولة اخرتها خسرانه ,لم يكن لديك ضمان , اشرفت على السبعين لا أريد أن أسمع منك ان تتمنى الموت ، لا اريدك أن تنسحب من معركة الفقر والغلاء والعائلة الكبيرة، لا أريد أن ألمح همّاً على جبينك،...
أريدك كما كنت ؛ تمزح وتنبسط وتعيش اريدك كما انت ، "زلمة الدار" الذي ينتظره الأولاد عند الغروب حتى وان تزوجوا ، فيتحلقون حولك ليروا أمنهم في عينيك ،مثل ما رجدت اليهم بالأكياس السوداء في شبابك ,أن اليك تستريح ، واجب عليهم يحضروا لك حصّتك من غداء حتى وان كان متواضعا , يارجل اقولك يلعن ابو المصاري" ...
ابا سلطان ان تمثل الطبقة الوسطى فمثلك الكثيرون , بمقاومتك رمز الى كل هولاء الذين تعبوا في حياتهم وتقطعت بهم السبل دون راتب تقاعدي , انني اجزم انك ما خرجت من الاردن ولا تملك جواز سفر فانت احق منا ان تعيش , هذا الجاكيت المقلم والحذاء الذي ضاغط على رجليك اقل نمره مما تلبس , هذا ما قسمة الله اليك من المحسنين , قاوم العيش من اجل الاردن حتى لا تسحق هذه الطبقه , بفقرك يجب ان ترفع راس به , قدمت وتعبت وشقيت فواجب الدولة ان تقدم لك بمقدار ما قدمت هم بحاجتك ، نحن بحاجتك ،أقولك أنا شخصياً بحاجتك!!..من غيرك لا طعم للحياة ، لا نكهة لشوارع سال وحارة مقه بدونك ،ولا معنى لمخبز القرية وانت واقفا بعيدا عنه لان رغيف الخبز"المشروح" يعشق يديك انت دون سواها, انت نشتاق اليك بضحتك وانت مهموم , ابسط حق من حقوقك يبسطك , اذا ملكت ثمن دخانك كانك ملكت الدنيا وما
نريدك ان تبقى صلباً قويا لأنك الوحيد الذي لا يبيع مواقفه كما باع الاخرين ، ولأنك الوحيد الذي يعشق بلده سال باحيائها وامواتها , نحبك لأنك الصادق والمقاوم و المقاتل... الذي يعطي بلده ولا ينتظر المقابل لا منا ولا من ابنائك....