بابور طحين سال
في العيد الاضحى الماضي اتصلت بي زوجتي لكي احضر لها من السي تاون خمس كيلوا طحين قمح , قررت مع سابق الاصرار والترصد أن ازو بابور سال , ووجهت سيارتي اليه , وانا في الطريق قادني شريط الذكريات كيف كان اباءنا واجدادنا يستمتعون برحلة الطحين , كانوا يخصصون يوما كاملا ( اليوم يومك يا طحان ) او يقال نهار الطحان انهار بهذه العبارات الجميلة يبداؤن يومهم محملين القمح على الحمير بشوالات خاصة , الميكيال في ذلك الحين غريب لغايات التعريف بين الجيران في ابتداء الرحله فلان اخذ شوال خط احمر او ازرق , الا ان يصف في الدور ويلتقي مع الاحبة الحج فلان وعلان ويتم الحديث كل واحد مع الاخر ومن صوت البابور العالي كل يشكي للاخر همومه وربما ينم على اللي بجنبه دون سماع من يجاوره لحديثه .
كان الحاج ابو سالم البابور هكذا يسمى في البلد رغم انه من عائلة طيبه ومن شيوخ ابناء المنطقة ألا أن المهنه طغت على النسب والشهره , ذو شفافية عاليه بتنظيم الدور كان يعامل كل الناس سواسيه اسره واحده لم يتحيز الى ابناء بلده او عشيرته , كان البابور يرتادوه من مناطق مختلفة من بشرى والمغير وحواره واحيانا حكما لسمعته الطيبه .
قعيدة البابور , هذا الشخص كان له صلاحيات واسعه من الحاج ابوسالم , كان يصول ويجول في البابور والكل يحرص على ارضائة لتخفيف من قيمة الرد او لتقديم دورهم في عملية الطحين ,كون الحاج ابو سالم لا يمكن التلاعب معه بهذا الموضوع فلا بد من يتم التحاور معه خلسة فغالبا يزرق بتخفيض مد على القليلة في الطحنه
ننظر الى وجوه العاملين والطحانين معفريين من الطحين لا تكاد تميز الحاج اسماعيل عن الحج مسعود . وبسرعةوصلت البابور واوقفت سيارتي مستعدا للدخول واعادة الذكريات الا ان شابا افسد علي ما جئت اليه يبدوا ان الخدمة في البابور اصبحت ديلفري وانا في السياره هرول واحضر عشر كيلوا طحين .