الإِدَارَةُ الذَّاتِيَّة
".. وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ .." 12 فصلت41
إن فكرة صنع شيء يديرُ ذاتَه هي فكرة شائعة في الصناعات البشرية الحالية، ولو أخذنا الحاسبات الآلية مثالاً لوجدنا أنها تعمل بتصميم المبرمجين ولا يمكن للحاسب الآلي أن يحيد عن البرامج الحاكمة له رمزا واحدا إلا خطأً، مع العلم بأن المبرمج لا يتواجد مع الجهاز إلا من خلال برامجه، وهذه البرامج هي إيحاء المبرمج إلى الحاسب، ومحرك السيارة يعمل بإيحاءِ مَنْ صَمَّمَهُ، ولا يحيدُ عن برنامجه إلا وتعطل، فالآلةُ تلتزِمُ بما أوحاهُ لها مُصَمِّمُهَا إيحاءً داخليا، وهذه هي الإدارة الذاتية.
ولذلك عندما قال الله -سبحانه وتعالى-".. وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ.." 12 فصلت41، فقد قصد -سبحانه وتعالى- أن أي شيء يحدث في الكون إنما هو تصميم سابق قد بَثَّه الله-أوحاه- في كل وسط البناء الكوني من جسيمات وطاقة وبالتالي الذرات، حتى يعمل كلُّ عنصرٍ-في الأوساط البنائية- بمقتضى التعليمات والبيانات التي لديه، ومنها تعليمات النشأة بما فيها من صفات طبيعية وكيميائية، وتعليمات التنامي، وتعليمات الترقي، وتعليمات العلاقات، وتعليمات الصيانة والحفظ والتوازن، الخ.