القُدْرَةُ الإِلهيَّة والإِرَادَة
القدرةُ المطلقةُ للخالق هي الصفة التي يدركها العقلاء عند النظر في كيفية الخلق، حيث يجدون الإتقانَ، والعلمَ، والخبرةَ، والجمالَ، والتوازنَ، وتوالي الخلقِ، والخلقَ من نهايةِ خلقٍ سابقٍ.
ولكي تؤدي القدرة عملا محددا؛ مثلا، في سماواتنا السبع يتم استحداثُ جملة من الأسبابِ حصيلتُها حدوثُ الفعلِ، هذه الأسبابُ هي [الإرادةُ].
ولكن هل لهذه [الإرادةِ] حدودٌ؟
ندع للقرآنِ الإجابةَ على هذا السؤالِ، فنجدُ الآيةَ الآتية تبين قدرةً على كلِّ شيء:-
"لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{120}" المائدة5
علما بأن الإرادة لا تتعدى ما كتب الله على نفسه، وعلما بأن لله مستويات من الإرادة، منها مستوى الإرادة المشيئية<!--، ومستوى الإرادة التنفيذية، ومستوى الإرادة التشريعية ، ومستوى الإرادة البدائلية.
والآية الآتية تبين حدًّا قد وضعه الله لنفسه كمبدأ في التعامل مع مخلوقاته:-
"قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُلْ لِلَّهِ ۚ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ{12}" الأنعام6
وهذه الآية تحمل هذا المعنى:-
"وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ{54}" الأنعام6
والآية التالية بها حدود أخرى هي الصدق والعدل:-
"وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{115}" الأنعام6
وخلاصةُ القولِ أنَّ اللهَ حدَّدَ لإرادتِه مسارا في مُجمَلِ صِفاتِه التي هي أسماؤُهُ الحسنى، وبأنَّ [الإرادةَ] لا تعملُ في ظلمٍ، واللهُ على ذلك قادرٌ، ولكن في العدلِ والرحمةِ والحلمِ والصدقِ، ومن هنا [فالإرادةُ] الإلهيةُ لها حدودٌ، هي مجملُ صفاتِ اللهِ، قد وضعَها الله لنفسِه، ولا تبديلَ لذلك.
وعلى ذلك فعندما نقولُ بأن اللهَ قد وضعَ مبادئَ محددةً لبدءِ الخلقِ، فلا نكونُ قد أخطأنا، ولم نَتَعَدَّ بذلك على قدرةِ اللهِ المطلقة، ولأنه هو الذي وضع هذه المبادئَ لنفسِه، وفي حدودِ صفاتِه، التي لا يُحِدُّ صفةً منها إلا صفةٌ أخرى، فعندما نقول بأن الله جبار وقهار ومنتقمٌ، فلا يُحِدُّ هذه الصفاتِ إلا صفةُ العادل و الرحْمَٰنِ والرحيم والحليم والغفور والغفار وهكذا.
ولا ينبغي لأحدٍ أن يتخيلَ إرادةً للهِ كمَا يحلو له، ويدَّعِي على اللهِ فعلا أو قولا لم يأْتِ به الله، فإن هذا [شرك]، والمبادئُ التي وضعَها اللهُ هي جزءٌ لا يتجزأُ من صفاتِ الخالقِ، البارئِ، المصورِ.
والمبادئُ التي وضعها اللهُ كما جاءت إشارات لها في الآياتِ من9 إلى12 في سورة فصلت رقم41 ما يلي:-
"قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ{9} وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ{10} ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ{11} فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ{12}" فصلت41
1- الـتصميم الهادف المرحلي المدون؛ السـابق للخلق التنفيذي.
2- الخلق الدوري.
3- الخلق الحــتمي.
4- الخلق الســببي.
5- الخـلق المتــعدد الــتداخلي.
6- الخلق المرحلـي.
7- الإدارة الذاتيــة.
8- الجمال والزينة.
9- الحفظ والتـــــوازن الـــذاتي.
1. The Meaningful uploaded design in interim steps; for all creation, that preceded the implementation of Creation. 2. League creation. 3. Inevitable creation. 4. Causal creation. 5. Multi- interventional Creation. 6. Interim steps Creation. 7. Self-management. 8. Beauty and Attractive. 9. Self- preservation and balance.<!--[if !supportFootnotes]-->
<!--[endif]-->
<!-- الإرادة المشيئية هي إرادة قاهرة لكل الكائنات وغير محسوسة أي لطيفة، وتشمل كل الكائنات إنسان أو حيوان أو جماد أو ملائكة، والإرادة التنفيذية هي موجبات إيجاد الكائنات والأشياء سببيا أو لاسببيا، وكان الكائن مخيرا فيها منذ البداية فقط وهي السماء الأولية، والإرادة المشيئية والتنفيذية انضمتا معا عند بدء تنفيذ الخلق لسمواتنا السبع بعد الاختيار؛ في إرادة واحدة عليا سببية لطيفة. والإرادة التشريعية هي ما ورد في قواعد الفطرة أو الكتب المنزلة للإنسان وهو مخير فيها. والإرادة البدائلية خاصة بتخيير الأحياء، الإنسان ودون الإنسان، أما دون الأحياء والملائكة فلا خيار لهم، ويتصرفون دون حيد ولا تأخير طبقا لنواميس من وضع الله -سبحانه وتعالى-. انظر التعريفات الاشتراطية لتعبيرات القرآن الكريم حول تعبير الإرادة.