الشِّرْك
[الطاعة] المطلقة لغير الله؛ في بعض أو كل التعليمات، أي بدون مراجعة على تعليمات الله الفطرية أو المنزلة.
ومَثَلُ المشرك كمَثَلِ رجل يسير في صحراء، ووجد باب مغارة مكتوبا عليه بخط جميل "بسم الله...لا تدخل"، ولكنه من باب الفضول رغب في الدخول، ولما أراد الدخول سمع صوتا جميلا يناديه ويناشده عدم الدخول وأن الدخول سيكون في غير صالحه، ولكنه قال في نفسه "أنا سأدخل بحذر فالفضول يكاد يمرضني وإن وجدت شيئا مزعجا سوف أخرج من فوري"، ودخل الرجلُ المغارةَ فإذا هي تكاد أن تكون مظلمة ولكنه تحسس طريقه ليجد بابين أحدهما على اليمين كُتِبَ عليه باللون الأخضر "هذا طريق الجنة الخالدة" والباب الآخر على اليسار وكُتِبَ عليه باللون الأحمر "هذا طريق النار الخالدة"، فقال "لا أرغب أن أكون من أهل النار، وسأدخل باب طريق الجنة"، وذكر اسمَ الله وصلى ودخل، ووجد في الطريق أشياء جميلة وزخارف راقيةً كُتب عليها "كل هذا حلال لمن يستعمله"، ووجد أشياء قليلة كُتِبَ عليها تحذير بعدم الاستعمال -وإلا سيدخل مستعملها النار مؤقتا لمدة أيام حسب نوع الخطأ- فامتنع عنها، وظل يسير على هذا الدرب ملتزما بالتعليمات ولم يقصِّرْ في شيء.
ماذا تظن في نهاية الطريق لهذا الرجل؟ البعض سيقول إنه رجل ملتزم؛ ونهاية الطريق له هي الجنة، ولكنني مع البعض الآخر الذي يقول بأنه رجلٌ خدع نفسَه، إذ إنه خالف التعليمات الإلهية الأولى التي حذرته من دخول المغارة من البداية؛ واتبع هواه المتمثل في فضوله؛ أن يرى ماذا في الداخل، فكان ما كان مع مزيد من الخداع باسم الحلال والحرام؛ من تزيين الشيطان، وظن أنه يسير في الطريق الصحيح، ومصيره بعد ذلك معلوم.
كذلك المشرك الذي أودع الله -سبحانه وتعالى- في نفسه [فطرة]؛ تحمل تعليمات مبدئية<!-- تهديه إلى ما يجب عليه اتباعه، وإن همَّ باتباع هواه يجد نداء آخر على لسان الرسل؛ يناديه أن اتبع فطرتك ولا تتبع هواك، ولكن هذا المشرك يخالف التعليمتين تباعا، ثم يبارك لنفسه التي خدعها كلَّ الأعمال التي تقوم بها هذه النفس، ولهذه المباركة خطر داهم؛ حيث يَعُمُّ الظلم دون أن يدري المخدوع المشرك أنه ظالم، ويقلده المزيد من المخدوعين المشركين، ولذلك قال لقمان الحكيم وهو يعظ ابنه:-
"وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ{13}" لقمان31.
والمشركُ [نَجَسٌ] يصيب غيره من المشركين بتقليده دون [تعقل]، فينمو الظلم ويزداد انتشارا في الأوساط المشركة.
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ [نَجَسٌ] فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ ۚ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{28}" التوبة9
ومن مظاهر الشرك:-
1- الختان للذكور والإناث أو تشويه أي عضو في الجسم محدثا خللا في وظيفته.. عملا بأقوال تراثية خارجة عن نطاق الفطرة وشرع الله.2- اتباع فرد بصورة مطلقة بدون مراجعة تصرفاته على شرع الله.
3- الانخراط في جماعة أو فئة تتصرف بما يخالف شرع الله.
4- عدم توحيد الله الخالق الواحد القادر على كل شيء.
5- تحريم ما احل الله في كتابه.. أو تحليل ما حرم في كتابه.
6- التبرك والدعاء بأسماء مخلوقين سواء أحياء أو أموات.
7- تقديم قرابين لغير الله. <!--[if !supportFootnotes]-->
<!--[endif]-->
<!-- ذات مبادئ.