النفس اللوامة
"بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ، لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ{1} وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ{2}" القيامة75
هي برنامج نفسي فرعي مهمته حث [القلب] دون قهره على تعديل قراره بشأن قضية ما، مراجعا قرار [القلب] على [الفطرة] كمعيار مبدئي مطلق وعلى [العلم] و[المنطق] و{الشرع} (قوانين ولوائح وتعليمات قيادات وناصحين)، ونضرب مثالا وهو قطع الأعضاء للحرمان من وظائفها (بدون مرض مهدد للحياة ولا علاج له وبدون سبب من المقطوع له):-
*) إذا ورد قرار القطع على القلب ووجد أن النفس اللوامة تعارض وامتثل لها فهو [يعقل].
*) أما إذا أخذ القلب القرار بقطع الأعضاء فيكون هذا القرار بلا تعقل ومبنيا على أحد الاحتمالات الآتية:-
1- النفس اللوامة قارنت هذا القرار بما هو ثابت بالذاكرات العيارية وحضت [القلب] على الامتناع (لأن أي شخص يأبى أن يعتدي عليه أحد بأي شكل من الأشكال وتحت أي تبرير إلا المرض المهدد للحياة وليس له علاج إلا البتر)، وأبى القلب اتباع حض النفس اللوامة واتبع ذاكرة {الشرع} المخالفة للفطرة، فجريمته هي [الشرك]، لذلك كان الشرك ظلما عظيما لأن جرائمه عقائدية مستمرة وتقلدها الأجيال التالية.
2- النفس اللوامة قارنت هذا القرار بما هو ثابت بالذاكرات العيارية وحضت [القلب] على الامتناع، وعلم القلب بحرمة القطع ولكنه قرر القطع ونفذه فهو مذنب بقدر ما أتلف، وليس [مشركا]، لأن ذاكرة {الشرع} عنده لا تخالف [الفطرة]، وجرائم هذا النوع ليست عقائدية وينكرها المجتمع ولا يقلدها.
وكلما حضت النفس اللوامة صاحبها وخالفها وتكرر هذا حدث نوع من التبلد [للقلب] وهو الران الذي يعزل القلب عن الإيعازات والإشارات التنبيهية والتحذيرية الواردة إليه من النفس اللوامة التي لا تكف عن الحث ولو لم يستجب [القلب].
"إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ{13} كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ{14}" المطففين83