أدرك
أدرك الشيءُ الشيءَ أي طاله.. وادَّارَكت الأشياءُ أي تلاقت.
والإدراك الحسي يحدث عن طريق الحواس الخمس، السمع والبصر واللمس والشم والتذوق.. وبمجرد استقبال الحاسة لمؤثر ما يكون هو الإدراك حتى لو لم يصل هذا التأثير إلى داخل النفس لتشعرَ به.
فمثلا الشخص المخدَّر تحت عملية جراحية.. تدرك حواسه ما يحيط به، ولكن هناك عائق من مادة التخدير تمنع وصول المدركات إلى داخل النفس، وبذلك تمنع مادةُ التخديرِ النفسَ من الشعورِ بهذه المدركات.
"أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ۗ..{78}" النساء4
أي يطالكم الموت.
"قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِنْ لَا تَعْلَمُونَ{38}" الأعراف7
أي حتى إذا تلاقوا فيها جميعا.
"لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ{103} " الأنعام6
أي هو الله اللطيف الذي لا يمكن للحواس البشرية أن تحس به.. فهي لا تدركه، وهو تعالى يدرك الأبصار؛ أي هي في حوزته ويعلم مداها وخصائصها وما تدركه.
الشعور
وصول المدركات الحسية أو المعنوية إلى الذاكرة التفاعلية (المخيلة أو الأمنية)، لتصبح موعِزة للقلب والفؤاد أن يتفاعلا معها.. فيحدث انتباه للمدركات.
فالشعور من اختصاص [القلب] النفسي عندما يصله أحد المدركات الحسية أو فوق الحسية.
".. ۚ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا{19}"الكهف18
وليتلطف أي فليكن خافي الهوية حتى لا يعرفه أحد.. ولا يشعرن بكم أحدا أي لا يجعل أحدا ينتبه لهويتهم.
الوعي
هو عملية دفع القلب بنقطة الوعي (بؤرة التركيز) على أحد محتويات الأمنية (الذاكرة التفاعلية أو المخيلة) ليتفاعل مع هذا المحتوى.. ويستوعبه ويخزنه بإرادة انتقائية اختيارية.
"إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ{11} لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ{12}" الحاقة69
فالأذن هنا ليست مجرد آلة السمع الخارجية فقط.. وإنما هي ابتداء من آلة السمع مرورا بوحدة السماحية والانتقاء في النفس، ودخول المدركات السمعية إلى الأمنية، والتسجيل في الذاكرات المصنَّفة؛ بعد تعقل القلب للمادة المسموعة.