بسم الله الرحمن الرحيم
فـي ضفــاف الصمــت !!
الوقفة فوق ضفاف الصمت وخـز يجـلب الشقاء .. والحروف ممنوعة لا تجاري الوفاء بالوفاء .. وتلك تحذيرات البنان تأمر بالهدوء والصمت في حال البقاء .. والوقار تقديس وإكبار يليق بأهل الجاه والكبرياء .. وابنة الحسن سلطانة تحكم حين تحكم في الناس كيف تشاء .. فإذا شاءت قالت درر الحروف وإذا أبت فهي تلك الصماء البكماء .. ونحن نكتفي بمجاراة المدار مهما كانت وجهـة العطاء .. ندعي السمع والإقرار ونتقاضى عن زلة الأصفياء .. فتلك بهجـة الأنوار تتحكم بالقلب ليستجيب بالطاعة العمياء .. مهما تتجافى وتتعاند فأن القلب يأمر بالاحتواء .. والأحلام تتعاظم وتتوالد ولا تخمدها علامات الجفاء .. حيث اليد تشابك اليد في الخيال ثم الإبحار دائما نحو آفاق السماء .. قلب يتباعد تيهاَ ودلالاَ وقلب يتقارب وداَ ووفاءَ ثم لا يشتكي من الإعياء .. فذاك الدلال يليق بأهل الدلال وذاك الوفاء يليق بأهل الوفاء .. وهي محرابها الصمت ومن كان في حضرة الصمت لا يجاهر بالنداء .. نلتقي في رياض الصفوة مع ملائكة كرام بروعة البهاء .. وغدير الماء تعكس صورة البدر ولا تعكرها ألوان الدموع والدماء .. لحظات حلم ووداد تتهامس فيها القلوب في الخفاء .. تقديس وتأملات ثم سفر في عيون تتلاقى باستحياء .. تقـول العيـون بغيـر حـروف ولكنها في القول أفصح من أعظم الشعراء .. فلغة العيون رغم الصمت سجع وإنشاد وشعر دون أخطاء .. كلام بغير شفاه وبغير لسان بل ذلك الأثير في الفضـاء .. فلو نطق اللسان لكـان سحـراَ ولتـاه في قـولها العلماء .. ولكنها تعاظمت صمتاَ حتى تنقي الأجواء من الخبثاء والدخلاء .. فيا لائمي كيف تلوم ونحن فـي ساحة العقل والعقلاء .. نعمة يدركها أهل التسامي ومقام يجهلـه الجهلاء .
ــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش