بسم الله الرحمن الرحيم
اليافــع المتمـــرد !!
كثرة عناد ووفرة مشاكسة يجود بها يافع غض بروعة الألماس .. لا يمل ولا يكل من لعبـة الإزعاج والربكة والتطاول والالتباس .. يجعل الأنفس تشتكي من قلة الراحة ثم تلك الأوجاع في الرأس .. فيطفح الغضب العارم في الأنفس حيث دوام الزجر والإسكات والإخراس .. ولكنه شقي لا يكتفي بالزجر بل يتمادى حتى يجتهد الشيطان بالوسواس .. وعندها تتمدد الأيدي لتحيط جيـدا غضاَ وتريد كتم الأنفاس .. وتلك البنان تسور ذلك العنق الرقيق تريد إسكات الأصوات بالانحباس .. فإذا بالقلب يصرخ زاجراَ وينادي رفقاَ بذلك البرعم الوناس .. تمهل أيها الساخط ولا تؤذي شتلة الأناناس .. وعندها تتراخى قبضة اليدين وتلين كصفحة القرطاس .. ثم عناق وقبلات فوق جبين ناصع غض كضياء النبراس .. طفل رقيق ظريف لا يحتمل القتال فهو ببراءة الماء في الكأس .. فذاك عقابنا له حيث نجاري إزعاجه بالرقة ونعفوا عنه دون مساس .. وإذا غضبنا حقاَ نراه يجازينا بعناق وقبلات فهو ذلك المرهف الحساس .. هو ذلك الطفل المستحيل الفالت الذي لا يملك الكابح حين يتمادى في أذية الناس .. يهلك النفس والآخرين طوال النهار ولا يسكت إلا في الليل حين يغلبه النعاس .. وعندها نرفع الأكف نحو السماء حمداَ وشكرا لله حيث لحظات من الصمت دون أصوات الرعود والأجراس .
ـــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش