بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

ذلك الليــل وذلك النهــار  ؟!

تنهار قوائم النهار حين يقبل الليل .. وحجة الليل أن للأزمان ملوك .. فالنهار ملك حين يملك الشمس والإبهار .. والليل ملك حين يملك الهدوء والسكينة والوقار .. والكل يمرح عندما يملك زمام الكبرياء والإشهار .. والعزة لمن يمتطي المتن ويقول أنا ( الآن ) .. والمكانة لمن يمتلك سطوة اللحظة والحين .. صفحات النهار أحداث تضج بالسيرة والكفاح والنضال .. وصفحات الليل محراب صمت لقلوب تسجد في بحار المعاني .. وقد تتقارب النفوس فيها هيمنة أو خيالاَ .. حيث عوالم الأثير التي ترق لطفاَ وعطفاَ .. بالنهار تملك الأقدام ذلك الإفراط في الخطوات .. وهي تلك الأقدام التي تفقد الهيبة والمقام في عوالم الأحلام والكرى .. ولا يلتقي الليل والنهار في المعطيات .. فالنهار يضج بالمؤرقات حيث الحركة التي تنافي السكون .. كما يضج بالمهلكات من نوازل الأحوال والأهوال .. وذلك الركض الذي ينافي الثبات والخمول .. أما الليل فهو ذلك الشيخ الصبور .. ذلك المتعمق الوقور .. وحين يأتي الليل ينادي بتمزيق صفحات النهار .. تلك المليئة بمعالم الرمضاء .. ويقول أنا الليل أمثل الراحة بعد ويلات الشقاء .. أنا العش السعيد لصدور الأحبة والأحباء .. أنا الليل الملهم لنوابغ الإبداع والأدباء .. أنا الحصن الحصين الذي يكتم أسرار اللقاء .. أنا ذلك الصدر الرحب الذي يتقبل أنات وآهات الفرقاء .. أشمل الجميع بحلل الراحة والواحة والاسترخاء .. أذهب الهموم والأحزان بنعمة الكرى والمنام .. وتلك الحسناء تفقد الجرأة والإقدام والإفصاح في كنف النهار .. ولكنها تملك الجرأة حين تحتمي بستار الليل لتزرف دموع الأسرار .. والليل يدعي بأنه يمتلك في كفه ترياق الهموم والأحزان .. وتلك فرية تفتقد الحجة والبرهان .. لأن أحداث النهار قد لا تموت خوفاَ من الظلام .. ولكنها قد تتجلى بمجرد الإشراق حيث الترصد بالمرصاد .. ويقال في الأمثال الشعبية : ( كلام الليل يمحوه النهار ) .. فالنهار جدل يكشف الزيف مهما كانت قوة الدهان والألوان .. فالليالي قد تمثل الواحة والراحة في عمق صحراء النهار .. تطيب الخواطر وتطرد الهموم وتجعلها سراباَ يتبخر بسلطان المنام .. وتلك شذرات من نوافذ الرحمة قد تقي الأنفس مؤقتاَ من حمم الهموم والأحزان .. ولكنها لا تبيد الأحزان إلى الأبد .. فهي تلك الموجعات التي تتجلى عادة مع إشراقات النهار . 

ــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 195 مشاهدة
نشرت فى 20 سبتمبر 2015 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,297