بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

لمـا التبـاكي على اللغـة العربيـة  ؟؟

اللغة العربية هي اللغة الوحيدة في العالم التي تحظى بإطار الحماية الأبدية .. ولا نتفق كثيراَ مع هؤلاء الذين يدقون نواقيس الخطر بأن اللغة العربية تواجه خطر الاندثار .. وهؤلاء يخلطون بين أمرين .. يخلطون بين اللغة العربية الفصحى وبين اللغة العربية الهجينة التي تتداول بخلط من مؤثرات البيئات المحلية المحيطة .. حيث المؤثرات التي تخلق نوعاَ من النشاز في النطق .. أو من حيث  استخدام بعض الكلمات المحلية المدخلة على الفصحى ..   أو تلك الصيغة في تركيب لغة التخاطب بالقدر الذي يميز أهل منطقة من منطقة وأهل دولة من دولة وأهل ناحية من ناحية .. وتلك مؤثرات البيئة لا بد منها في كل الأحوال وفي كل اللغات متى ما ابتعدت اللغة الأصلية عن منبعها وبيئتها  .. وخاصة إذا ابتعدت واقتحمت اللغة ساحات لغات أخرى .. وحتى في ساحة البيئة الأساسية الأصلية فإن اللغات تتأثر بعوامل الزمن حيث المداخلات التي ترد ضمن مستجلبات الرياح من الآخرين  .. ولكن اللغة العربية الفصحى تملك الوقاية الكاملة التي تحافظ على كينونة اللغة الأساسية دون التأثر بعوامل الزمن والتدخلات .. وذلك بفضل عظيم من القرآن الكريم .. فاللغة العربية الفصحى  حافظت وتحافظ على ذاتها منذ نزول القرآن وحتى قيام الساعة ..  بالحكمة الربانية العالية التي تمنع اللغة من أمراض اللغات حيث التآكل والانحراف والاندثار .. فالقرآن الكريم جاء سنداَ يشكل إطاراَ قوياَ يقي اللغة العربية الفصحى من التدخلات والانحرافات .. ويمنعها بالثبات المستديم من التحولات والمؤثرات ومن عوامل التعرية عبر السنين الطويلة .. أما لغة البيئات من العربية فهي تلك التي تقبل الجدل من حيث الأخذ والرد .. وهي التي تخص أهلها في النطاق .. ولكن عند المحك فإن اللغة العربية الفصحى هي اللغة المشتركة الآن بين كل الشعوب العربية حيث الاستخدام السائد عند التخاطب وعند التحاور .. وفي كل المجالات الثقافية العربية فهي المستخدمة .. ولا أحد يستخدم لغة البيئة في التدوين والكتابة .. فالشعوب العربية قد تجد بعض المشقة في فهم مصطلحات لغات البيئات المحلية ..  ولكنها تتفاهم مع بعضها بالفصحى بمنتهى اليسر والسهولة دون أية معاناة أو مشقة .. وذلك بفضل القرآن العظيم الذي يتداول عند الجميع .. فيحافظ على لغة الضاد بالدرجة الكاملة ..  كما أن اللغة العربية الفصحى هي اللغة الرئيسية لجميع قنوات الإعلام العربية .. الفضائية وغير الفضائية .. المسموعة والمشاهدة والمكتوبة وغيرها .. وهي السائدة عند قراءات الأنباء أو عند التحاور أو عند إصدار التقارير .. أو عند تحضير المواثيق العلمية .. أو عند التقاء الشعوب العربية بعضها مع بعضها للنقاش والمجادلة .. ويندر جداَ من يستخدم لغة البيئة المحلية عند إعداد التقارير أو عند قراءة الأنباء .. فاللغة العربية الفصحى تمثل القاسم المشترك الذي يريح الجميع ويزيل إشكالية التفاهم .. وحتى في داخل البيئة الواحدة فعند الحوار العام أو عند قراءة الأنباء أو عند الكتابة فإن الفصحى هي التي تكون .. ولا نجد آثار اللغات العربية المحلية إلا في حدود قليلة معينة ..  حيث في حالات الأفلام الدرامية أو في حوارات المسلسلات وغيرها .
   والتناقض السائد العجيب هو أن مساحات اللغة العربية الفصحى تتناقص عند الاستخدام في البيئات المحلية .. حيث تكاد تنعدم كلياَ ولا تستخدم عند المداولات اليومية العادية .. بينما تتسع وتستخدم بكثرة عند الاستخدامات العامة المشتركة .. وكذلك في حالات التدوين والتدريس والمصطلحات العلمية .. أما هؤلاء الذين يتباكون على اندثار اللغة العربية فهم محقون إذا كانوا يعنون بذلك محنه لهجات البيئات التي تتواجد عند حدود الخلط مع اللهجات واللغات الأخرى .. حيث السيطرة تارة ثم التراجع تارة أخرى .. وتلك حالة طبيعية في كل الأحوال .. وكل لغات ولهجات العالم تعاني من ذلك الخلط ومن ذلك التنافس في ساحات كثيرة لتوجد هجيناَ يسمى لغات البيئات .. إلا اللغة العربية الفصحى التي تحافظ على كينونتها في إطار واقي بالقدر الكافي .. ذلك الإطار الذي يمنع الوارد من الخارج ويقي الداخل في بوتقة الدوام ..  حيث الاحتفاظ بالكينونة دون التأثر بعوامل الأزمان . 

ــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 125 مشاهدة
نشرت فى 6 مارس 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

802,045