بسم الله الرحمن الرحيم
مولد أحمـد والتائهون في غياهب الظلمات !!
هو ذلك الإنسان السارب في غياهب العصيان ..
يتجافى نهج السماء ليهتدي بنهج الشيطان ..
يركض الليل والنهار لينال مغانم الدنيا بنشوة النهمان ..
وصفحة أعماله تفقد الحسنات التي تنجيه يوم الامتحان ..
وفواصل السنوات للعمر تتوالي وهو في الغفلة والنسيان ..
حتى إذا جاءه الموت بغتـةَ قـال لما جئتني قبل الأوان ..
يا حسرة على غافل يفقد الحكمة فالموت لا يأتي بعد إعلان ..
إنما هو القادم للناس يوم مولدها ليلتقي بها في الموعد والزمان ..
والإنسان منذ مولده خطواته نحن الموت والموت خطواته نحو الإنسان
حتى إذا انتهى مسافة البين فلابد للموت والإنسان أن يلتقيان ..
فلا مفر لهارب يبتغي طول الحياة ولو عاش ألفاَ فالموت في الحسبان ..
وكم من خائض ينسى معالم الموت ليرتاد مغانم الفحش والأدران ..
تغازله الدنيا بالأماني فيهتدي بالهوى ولا يهتدي بمنهج القرآن ..
يرى العابدين السالكين فلا يبالي بل يسخر بالدين إذا نودي بالأذان ..
يختال بالتيه تكبرا وتعالياَ حتـى يقال فلان أبن فلان ..
وذاك الآخر ملحد يجاهر بعلمانيـة ثم يستهزئ بالأديان ..
يدعي العلم بغير علم وهو أجهل الناس في البيان ..
هو في زمرة الهالكين يوم القيامة زمرة فرعون وهامان ..
والناس تعودت أن تسعى في الأرض فساداَ حيث تفيض معاقل الشيطان
فذاك يعبد الصنم وذاك يعبد البهم وذاك يعبد الهوى والبهتان ..
وكم من عابد للمفاسد ومفتون بالموبقات والعصيان ..
وجاء البشير أحمد ليخرج الناس من ظلمة الأوثـان ..
وكتاب من الله يتلى على الناس ليهديهم إلى أعالي الجنان ..
ومن يتقي الله ينجيه من النار بفضل منـه وإحسان ..
ومن يحارب الله يحصد النار في الآخرة لينتهي الأمر بالخسران .
فيا حسرة على بشر لا يعبدون الله وقلوبهم خال من الإيمان ..
لا يبالون بيوم يجعل الولدان شيباَ وفيه وقفة الحساب والميزان ..
ـــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش