بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم 

كتـل الظـلام تتبخـر بقـوة الأنـوار    !!

الصراع بين الحق والباطل بدأ يوم أن أعلن إبليس الحرب على ابن آدم .. والإنسان يقال عنه إنه عدو نفسه ..  فهو بسطوة الجدل والنسيان يجاري الشيطان في حربه ليجلب الأذية للذات .. ومراحل البشرية منذ آدم وحتى قيام الساعة كر وفر بين جولات الضلال التي تطفح للسطح بين حين وآخر وبين مكانس الحق التي تمثل أنوار المسالك الربانية الروحية في مسيرة البشر  ..  ومن تلك المراحل التي مرت بالبشرية تلك المرحلة الكئيبة  حيث ضاقت وتلاحقت حلقاتها .. ثم ضاقت حتى ظننا أنها باقية في الأرض إلى الأبد  .. ولما استحكمت حلقاتها فرجت وكنا نظنها لن تفرج .. بل كان الفرج نصراَ عظيماَ من رب العالمين  .. ولا يقدر أحد أن يغلب الله في شئون كونه وخياراته  ..  كانت الساحات تعج ذات يوم بأشجار الخبث التي تملك الأشواك ولا تملك الثمار ، ثم استفحلت أعوادها وأعدادها لتشكل غابة كثيفة من علامات المهالك .. تلك الأشجار التي كانت تمثل الجدل المخيف الذي يعني الهلاك والظلمات في مسار البشرية  .. وقد تلاحقت الساحات لتنبت في الأرض كل يوم المزيد والمزيد من تلك الأشجار الخبيثة النابتة في مزارع الشيطان .. شعاراتها كانت بقسوة وإشارات أعلام الألوية الحمراء .. حيث صيحة الشيوعية تلك الفكرة الخبيثة التي أرادت أن تهيمن على العالم ذات يوم بالقهر والجبروت واراقة الدماء .. وتشبعت حينها نفوس كانت ترى أن الدين هو أفيون الشعوب .. وأن لا إله وأن الحياة مادة ..  وانتشرت نباتات الخبث في المجتمعات كالنار في الهشيم .. وطالت مفاهيمها بقوة فكرية جاءت كاسحة معاندة أشد العناد ..  وطغت تلك المفاهيم والأفكار الإلحادية الضلالية معظم المجتمعات في العالم ..  وآذت بأفكارها كثيراَ الساحات العقائدية الطيبة في هذا الوجود ..   وتكاثرت أوكارها واتسعت رقعتها في مشارق الأرض ومغاربها ..  حتى كاد اليأس أن يحاصر نفوس الصالحين من أبناء البشر  ..  وتلك النزعة الشيطانية الإلحادية كانت من النزعات القوية الطاغية التي مرت في تاريخ البشرية .. وقد اجتهدت كثيراَ لإطفاء الأنوار الربانية السامية وأن تزيلها كلياَ من الوجود والأذهان ..  وكافحت كفاحاَ طويلاَ مضنياَ لإبعاد وإلهاء الناس عن مسالك العبادات والاعتقادات .. فأغلقت دور العبادات في الكثير من البلاد التي كانت تحت سيطرتها الكاملة .. وحاسبت أصحاب الدين بأشد العقوبات .. وكممت أفواه الذكر والصلاة ..  وفي مرحلة من المراحل ظنت أنها قد تمكنت من السيطرة على العالم .. وأنها نالت مرادها بإزالة الأديان والمعتقدات من أذهان الناس .. ولكن خابت ظنونها كثيراَ في نهاية المطاف .. حيث أن الأديان السماوية ليست من صنع البشر لتكون متاحة قابلة للإزالة بكيد الكائدين ..  والذي جرى منهم مجرد نمط من أنماط الصراع الطويل بين الحق والباطل في الأرض ..  وأن الحق منزل من رب العرش العظيم .. ولا بد أن يسود في الأرض رغم كيد الكائدين .. والحق قائم في الأرض إلى قيام الساعة بمشيئة الله .. يظهره حين يشاء وكيف يشاء  .. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..  فبالرغم من قوة ومؤامرات الملايين من ملاحدة البشر والتي كثفت جهودها وطاقاتها بكل ما تملك من قوة وإمكانيات لتحارب الأديان السماوية وإزالتها من الوجود .. إلا أنها فشلت وانهارت في نهاية المطاف انهياراَ أكد قوة الإرادة الربانية في كونه  .. والأديان السماوية ظلت باقية شامخة شموخ الجبال .. بل ازدادت تبعيةَ واكتسحت في النهاية كل مساحات الضلال ..  وانتشرت في الأرض بمعدلات سريعة عجيبة أذهلت العقول  .. وتلك العقائد الطاهرة التي ظلت محبوسة في نفوس الناس وممنوعة من المجاهرة  وبقيت حبيسة الصدور لسنوات وسنوات طفحت إلى السطح بمجرد انتهاء واختفاء معالم الكبت والضلال  .. وبقدرة الله سبحانه وتعالى انهارت معاقل الإلحاد أينما تواجدت حيث نالتها النكبات تلو النكبات .. وتلاشت المنابع والمراكز التي كانت تمثل القوة الرهيبة ذات يوم في إثراء الأفكار الإلحادية  ..  وهي تلك المنابع والمراكز التي كانت تزرع وتسقي تلك الأشجار الخبيثة في أنحاء العالم  .. فلم تتبقى من آثارها إلا الهوامش القليلة التي تمثل بواقي سيرة تنازع الرمق الأخير ..    مما يؤكد الحقيقة بأن الله قادر ومقتدر على إحباط مكر الماكرين حين يشاء ومتى يشاء  ..  فالأديان السماوية منزلة من رب العالمين وهي تمثل الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء .. أما تلك الأشجار الخبيثة والتي تظهر على وجه الأرض من وقت لآخر فإن مصيرها أن تجتث من فوق الأرض وما لها من قرار .. وجدل ابن آدم  في مقارعة الحق ليسود الضلال هو جدل قائم بين الحق والباطل حتى قيام الساعة ..  وبعد كل فترة وزمان يظهر في الأرض من يحارب الله ورسوله بنظريات وأفكار مضللة مستحدثة .. ولكن مصيرها في المحصلة النهائية الزوال والزهوق . 

ـــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 100 مشاهدة
نشرت فى 16 يناير 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,242